* [email protected] أهم ميزات الإنسان السوداني الحقيقي الوفاء لمن يستحقه، ومن لم يكن الوفاء من صفاته الأساسية فقد نفى عن نفسه الانتماء لهذه الأمة العظيمة ، والوفاء أحيانا شعورا إنسانيا وأحيانا دعاء ترفع فيه الأكف لله وأحيانا شعور بالسعادة والشكر لله والحمد له على ما أنعم به من صحة وعافيه على من تعز أو من تعتبره يستحق الوفاء ، وقد شعرت بسعادة غامرة على نعم تترى حين علمت بخروج صديقي ( ابو عمر ) من المشفى. إن الإنسان في هذه الحياه تتكاثر عليه نعم الله حتى أنه لا يدري بأيهما يحدث ، ومن النعم التي لا نحسها نعمة أن يكون هناك إنسان يقدرك ويعاملك باحترام وإنسانيه وهي نعمة تعادل نعمة العافية والصحة والعثور على خل وفي في زمن عز فيه الإخاء والوفاء. أحيانا تشعر بنعمة ولكن لا تدركها ولا تحسها قدرها إلا حين المقارنة فالعمل في بيئة عمل مرحبة وفيها خبرات ومهارات وممارسات علميه من النعم التي قلما تحدثنا عنها ومن النعم التي تستحق الشكر والتحدث عنها ، إشاعةً لروح الفريق بين أفراد المؤسسة التي نعمل فيها، مع كل دلالات روح الفريق التي تنعكس طمأنينة وفعالية إنتاجية بين العاملين وتنعكس إيجابا على الحاضر والمستقبل ، بعض الناس يملأون السمع والبصر من قبل أن يتولوا زمام إدارة شركاتهم ومن بعد تقلدهم المواقع القيادية ، وأستاذنا كلما تولى موقعا شرف الموقع وصعد إلى أداء دور هو أهل له ، وصعوده للمواقع يدعمه رصيد من الخبرة الإدارية والقيادية ومن النجاح ، والأهم محبة الناس ، ومن أحبه الناس أحبه الله فما محبة الناس إلا من محبة الله لعباده ، وحين يفتقد الناس رجلا بهذه المعاني فإن محبتهم تنعكس تضرعا ودعاءً وهم يستعيدون عباراته وممارساته الإداريه ورصيد المحبة الذي يكنونه له، وحين يتناول الإنسان أي قيادي في الجهة التي يعمل فيها فإن أهم ما يحاول تحاشيه أن يقع في فخ المدح السلبي . ولهذا حين أتكلم عن الدور القيادي لصديقى فلست أسطر خواطر في المديح بل أتناول دون تحرج واقع ما عشته وتعلمته منه في مجال فن الإدارة وخصوصا في فن اكتساب قلوب الناس وتعميق ولائهم ، ولعله من باب الوفاء أن ننتهز أحيانا الفرص لنلفت الانتباه إلى ما نعتبره منبع ألمعية في الحنو واللطف ورعاية الناس كل الناس بتلقائية نادره مع التزام بمنهج الإسلام. وفي الحقيقة ، الخير في الإنسان منبعه المنهج الإسلامي الرائق الثر ، وتطبيقه في حياتنا هو ترجمه لذلك النبع الذي يشكل خلفياتنا الثقافيه وهو ما يجعل الفرد ينظر لمصالح الشركة التي يديرها بذات المنظار الذي ينظر به لمصالح الأفراد الذين يعملون فيها ، وهذا البعد العميق في رعاية المصالح يمكن وصفه بمنهج متفرد في القيادة الإدارية لأنه منهج ينطلق من الأصالة ويمتزج بالمعاصرة حيث تجد القيادي مطلع على تفاصيل شئون الأفراد ويباشر حلها بنفسه ويتابعها كواجبات أساسيه دون أن يتدخل في صلاحيات أحد أو يحدث خللا في ما يسميه علماء الإدارة والقانون فصل الصلاحيات والسلطات. قد لا تتاح للمرء معرفة تفاصيل عن معارف من يكتب ولكنه يستطيع أن يستنتج بأن الخلفية العلمية لأستاذنا ، تضيء أسلوبه في القيادة والإدارة ولابد أنه اطلع على أدبيات ومعارف شكلت رافداً هاماً في أسلوبه وفي ممارساته الإدارية. وطوال عقدين من الزمان كان تواصلي معه متصلا ويكاد يكون يوميا سواء من خلال العمل المباشر أو العمل الإداري وقد لاحظت شغفه بما هو جديد في عالم الأعمال مما انعكس إدراكا وإطلاعا وإنتقاءً لثمرات المطابع من مجلات وأدبيات علمية واقتصادية ، وهذا الشغف بعالم الأعمال يؤشر لدلالات مهمة تؤكد الرغبة في إثراء معارف المرء مما يساعده على الانفتاح على الناس وعلى ثقافاتهم وهذا استنتاج قد يناقض فكرة الاهتمام بالأعمال لأنها قد تكون اهتمام من أجل اكتساب المزيد من المال وتحقيق النمو ولكن القراءة والإطلاع مع تحقيقها لأهداف الشركات تقود للوعي وتجاوز ثقافاتنا المحليه إلى ما هو إنساني وإلى كل ما لا تحده حدود أو يوقفه إنغلاق على ثقافة بعينها. وهذا مما يجعل من الإنسان محبوبا ويجعل منه إنسانا بكل ما تحمل الكلمة من دلالات ومعاني وهكذا لن يصبح الإنسان شخصية محبوبة تلقائيا لأن له علاقات اجتماعية واسعة ، بل هنالك معطيات موضوعية وفضائل أخرى هي من يجعل الإنسان إنسانا ، ومنها الإحساس الدافق بالبشر والحرص الشديد على مراعاة إنسانية كل إنسان وهناك الإدراك العميق لتوظيف العلم في التعامل وفي ممارسة المسئوليات الإدارية والقيادية . -------------------- عضو اتحاد الكتاب السودانيين