[email protected] بدأ المارد في الخروج من القمقم ينتر ويزأر تب ما بيخمد/ كتب عباس خضر إعادة إنتاج الفشل الإنقاذي 23 سنة مع كل فشل ذريع يعاد مرة تلو أخرى وهي لاتصدق إنها مازالت حية تلغف ما تشتهي وتبلع ما تجد وتهد مؤسسات الشعب وتحطم كيانه وعمله وحريته وخاطره وفؤاده المجروح وتسيل دمائه وتفقع مرارة خزائنه وماله ومقدراته الوطنية وتسلب حقوقه الإنسانية العامة الطبيعية وتهشم وتهشش عدالته وتذله وتحقره وتنهمر دموعه مدرارة معظم أوقاته المأساوية الإنقاذية الدامية. فتحتاررغم هذا وكل ذلك إنها مازالت تقف على أرجلها وتنظر مندهشة للشعب الصامت وتتعجب إنه لم يثور كل هذه السنين ولم يقتنص الفرص الربيعية الإنتفاضية التي سنحت له بعييها وطيشها مراراً وتكراراً ويسكت صابراً على كل هذا الضيم والظلم والإجحاف وإهدار الكرامة المتفشي المستفحل،. بل العجب العٌجاب هي لاترعوي وبدون حياء وبدم بارد وتبجح وترفع وتعالي وإزدراء تقتنص هي تلك الفرص السانحة وتعيد مرارة محاولاتها وتجاربها الفاشلة على رؤوس الشعب اليتيم المغلوب على أمره بما يسمى سياسييه وقادة أحزابه المشوشين كل هذه السنين. فصار الشعب كالمارد المسجون في تلك الجرة مكلوماً مقطع نياط القلب كل هذه السنين الحزينة الوحشية الجائرة كئيباً مكسور الجناح فبدأ منذ أول وهلة لإنقاذه المفتري المشؤوم يقول: من يخرجني من هذا اليم سأنتخبه وأجعله رئيساً بنسبة 100% وتمر السنين سنة وراء سنة وعقدا إثر عقد والإنقاذ تمرح وتفقع مرارته وكبده وتلبع وتلهف وتلغف وتسرح وتتبجح وتحد وتكبل الحريات فبدأ يغلي ويزمجر ويقول : إذا أخرجت نفسي بنفسي من هذه الورطة الشنيعة التي أوقعني فيها أؤٌلئك وهؤلاء المزدرين فسيكون الحساب ولد ومن يوم ولادة إستقلال البلد ليولد بصورة سليمة مستقيمة حقيقية وبثوب ناصع جديد من جديد ليبدأ من أول وجديد: كل من حكم السودان خلال الستة وخمسين سنة الماضية وأهدرموارد وأهمل شعب بحاله يستحق المحاكمة الجنائية بشكل أو بآخر من عبدالله خليل بك حتى البشيرمن ذاك العسكري الذي إستلم الحكم وقام من نومو وسلموا ليهو كومو فحكم ففشل وقضمت الأرض السودانية شمالاً دون مقابل يذكرووجيع يتأثرفطرد بأول ثورة شعبية . ثم هذا المدني الذي إستلم بعد إكتوبر فصارت مناكفات ومقايضات وفوضى فتحسر الشعب على ذاك الذي مضى وهاج وماج وثاروصار يردد ضيعناك وضعنا معاك ياعبود . فالمحاكمة الشعبية تعاد ومن طيش حنتوب لأول الجنائية، أي من أول رئيس سلم الحكم للعسكر بدون تفويض من الشعب بذلك وبدون إستشارة علماء وحكماء أو إستفتاء للشعب إلى من تآمر مع العسكر ضد الشعب وإلى أول رئيس يطارد من الجنائية الدولية وهو مازال في الحكم رئيساً وفي سابقة هي الأولى من نوعها في العالم. رئيس أتى به الحزب وأتى بالحزب على ظهر دبابة فأستولى على مقدرات وطن بحاله وتصفيته فأحاله لحالة ميؤوس منها من رجل إفريقيا المريض الذي كان يرجى شفائه لمريض مكسح مشلول يستعصى إكتشاف حتى هوية ونوع مرضه الغريب الخطير للمحاولة والبحث عن دواء وعلاج مناسب لدائه العضال للقضاء النهائي عليه. هكذا بتوالي كوارث المحن والإحن والمآسي والغبن والظلم عليه فعركته وعجمته وأنضجته فتوصل هذا الشعب لنتائج هامة لإصلاح حال هذا الوطن العليل المنكوب بساسته وبمنقذيه فالينقذ نفسه ووطنه ويسترد كرامته وحريته وحياته ويعيش عزيزاً كريماً سيداً. سيد نفسك مين أسيادك!؟ نيلك وطنك مشى قدامك. اليوم إزداد الغضب وإشتعل لهباً فبدأ المارد ينتر يزأر ويزمجرويكسر القيود ويستشيط إنتفاضة وثورة وناراً لن تبقي إنقاذي مفسد في الأرض يمشي على أرض السودان ولاتزر دون حساب. فإلى أيام الحساب الدنيوية التي بدأت ولن تنتهي إلا بكسح ومسح وقش ونظافة كل عهر ووسخ الإنقاذ السمج القميء البشع المقيت الذي لوث أرض السودان الطاهرة منذ 30يونيو89م فإلى الثلاثين من يونيوهذا الشهرلإسترجاع الحقوق والكرامة الإنسانية المهدرة المستباحة.