٭ كالعادة - «ومن ساب عادتو قلّت سعادتو» - طلع السودان «الطيش» عربيا في قائمة تصنيف الدول السعيدة في العالم.. ٭ حتى في هذا المضمار المتعلق بالسعادة احتل السودان مقعده الاخير بجدارة في العالم العربي.. ٭ أما الدولة الأولى فهي الإمارات، ثم تليها قطر.. ٭ وعلى الصعيد العالمي احتلت قطر المرتبة السادسة عشرة... ٭ إذاً السودان يأبى - حتى في مجال «السعادة!!» أن «يخليِّ عادتو» مكتفياً بما في التشبُّث ب «عادته» من «سعادة!!».. ٭ فبلادنا «متعِّودة دائماً» - بفضل حكومتنا - على أن تكون «الطيش» ، أو ما حوله، في كل امتحان عالمي أو إقليمي مؤهل لنيل شهادة «الاحترام!!».. ٭ فهي «تالت الطيش» - مثلاً - في مجال الفساد وفقاً لتصنيف سابق.. ٭ و«تاني الطيش» في مجال الشفافية.. ٭ والطيش «عديل» في مجال الاتصالات عربياً - رغم «الهيصة والزيطة» - بنسبة واحد وخمسين بالمائة بعد اليمن.. ٭ والطيش في نسبة تفشي مرض الإيدز على نطاق العالم العربي.. ٭ وقد يقول قائل الآن إن كل «الطيشات» هذه مفهومة ، ولكن ما هو غير المفهوم أن يكون السودان «الطيش» حتى في مجال السعادة.. ٭ ونحن من جانبنا نتفق مع هذا القائل في بعض الذي يقول وليس كله.. ٭ فالسعادة «متوافرة!!» في بلادنا - بلا شك - ولكنه توافر يفتقر إلى العدالة في التوزيع.. ٭ هل حصل أن رأيتم إنقاذياً غير سعيد ..؟!.. ٭ وليس بالضرورة أن تتجلَّى هذه السعادة ضحكاً وإبتساماً دائمين كحالة عبدالحليم المتعافي، ولكنها قطعاً «كامنة» بشكل أو بآخر في دواخل أهل الإنقاذ.. ٭ فما الذي «ينقصهم!!» حتى لا يكونوا سعداء ؟!.. ٭ وفي المقابل، ما الذي «يتنعَّم» به أفراد الشعب «المحكومين!!» كافة حتى لا يكونوا تُعساء ؟! ٭ فحالة المتعافي - إذاً - لا تنطبق على كثير من أهل الإنقاذ بما أنهم يجتهدون في إخفاء سعادتهم لكيلا يحسدهم التعساء على ما هم فيه من نعيم وامتيازات و«راحة بال».. ٭ فالمتعافي بطبعه «فرحان ديمة»، على وزن «الصائم ديمة» .. ٭ ولكن لو عجز منسوبو الانقاذ جميعهم عن كبح جماح سعادتهم لتتبَّدى ضحكاً دائماً - مثل المتعافي - لأضحوا عرضة للإصابة بالعين والسحر والحسد.. ٭ فالمثل الذي يقول: «داري على شمعتك تقيد» تتحور عند أهل الإنقاذ إلى «داري على فرحتك تقيد»... ٭ أما رأيتم «الشراسة!!» التي يدافع بها متحزبو الإنقاذ عن نظامهم إزاء أية محاولة احتجاجية ولو كانت سلمية؟!... ٭ فلو كانت «هي لله» فعلاً - كما يقولون - «لا للسلطة ولا للجاه» لالتزموا «حدود الله!!» عند التصدي لمتظاهرين عُزَّل من أبناء شعبهم.. ٭ فهل يرضي الله تعالى أن يكون الدفاع عن دينه بإذلال الناس، أو إمتهان كرامتهم، أو إزهاق أرواحهم؟!.. ٭ لو كان يرضي بذلك - أي الله سبحانه وتعالى - لما خاطب رسوله صلى الله عليه وسلم عبر كتابه الكريم قائلاً: «فذكِّر إنما أنت مذكِّر، لست عليهم بمسيطر».. ٭ ولكن أهل الإنقاذ يسعون إلى «السيطرة!!» على الناس بكل ما أُتوا من قوة وبطش وجبروت.. ٭ ونظراء الانقاذيين في كلٍّ من ليبيا وسوريا واليمن يبطشون بشعوبهم هذه الأيام دفاعاً عن «السلطة والجاه».. بما أنهم لم يقولوا يوماً:«هي لله».. ٭ والسلطة والجاه إنما يعنيان «السعادة!!» لمن يمتلكهما.. ٭ وقد يعنيان السعادة كذلك للمحكومين إذا ما كانت هنالك عدالة في «قسمة الثروة» بمثلما يحدث في تينك الدولتين اللتين قال التصنيف إن شعوبها الأكثر سعادة في الوطن العربي.. ٭ فبعض شعوب العالم العربي تنشد السعادة في «الرفاهية!!» دونما «إنشغال» بحكاية الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة التي «ينشغل» بها السودانيون.. ٭ ولكن تخيَّل أن يُحرم السودانيون من كلا الأمرين، الرفاهية والحرية.. ٭ فلا هم «نابهم» شئ مما «يسعد» به أهل الإنقاذ - ويضحك له المتعافي ذو «الوزارة!!» و«الاستثمارات!!» - ولا هم نابهم نصيب من الحريات.. ٭ فكيف لا يكونون - إذاً - الأكثر تعاسة من بين شعوب العالم العربي حسب التصنيف المذكور؟!.. ٭ ولكن عيب هذا التصنيف أنه لم يميز بين محكومين «تعساء!!» وحاكمين «سعداء!!» في السودان.. ٭ فقد شملهم جميعاً لتحتل بلادنا المرتبة «الطيش» بجدارة إلى جوار جزر القمر.. ٭ ولم ينتبه أصحاب الدراسة إلى أن «ذرة» سعادة الحاكمين - مع عظمها - ذابت في بحر تعاسة المحكومين.. ٭ وصار لدينا - طبقاً لذلك - صنفان من أهل السودان: ٭ أقلية كل واحد منها هو «فرحان ديمة!!» .. ٭ وأكثرية كل واحد منها «قرفان ديمة!!».