1-2 عثمان عبدالله عثمان وادي [email protected] إن ما يجري في الساحه السودانيه الان لهو مخاض طبيعي لسياسات الأنظمه الدكتاتوريه التي تعاقبت على حكم السودان والتي سعت لتكريس حكم المركز على الاقاليم وجعلت السلطه في ايدي نُخب الشمال النيلي بإنتمائاتهم الأثنيه التي تختلف في مسمياتها ولكنها تتفق من حيث المبداء ذاته في تكريس السلطه وجهوية الحكم ورفض مشاركة الهامش في السلطه منذ الاستقلال حتى الان. ولم تختلف معها الحكومات المنتخبه في سياساتها تجاه الهامش حيث قصدت الإبقاء على الهامش جاهلاً ومتخلفاً يفتقد لأبسط مقومات الحياة تُستغل موارده الطبيعيه والبشريه في تغذية المركز المحكوم من قِبل نُخب الشمال النيلي الذي احكم قبّضته على الهامش وموارده الإقتصاديه كمضخه هامه في استمرار دوران دولاب الدوله حتى اصبح المركز متخماً بموارد الاقاليم واصبح الهامش مثقلاً بتلبية احتياجات المركز الذي لا يشبع ولا تظهر في الحكومه علامات الثراء والنّعم ولكنها ظهرت جلياً للعيان في نُخب الشمال النيلي الحاكمه وذويهم واذيالهم فقط. فصارت المعادله الغريبه واللامنطقيه الهامش منتج دائم وينفذ سياسات المركز ولايحكم والمركز مستهلك دائم للانتاج ومسّيطر ويحكم ولم تشّذ هذه المعادله في قاعِدتها المفروضه على الهامش منذ الاستقلال حتى اليوم.الى ان جاءت حكومة الإنقاذ كما اطلقوا عليها فأضافت للمعادله ما لا يمكن فك رموز شفرتها بكل قواعِدالاخلاق وطبائع الإنسان المُتعارف عليها فأستعملت الدين والطائفيه والقبليه والعنصريه كرموز في معادلة البقاء في السلطه وحكم البلاد والعباد واستطاعت بذلك ان ترتكبِ افظع جرائم الاباده الجماعيه والتطهير العرقي والاغتصاب الجماعي والتهجير القسّري وحرق الارض بما فيها ومن عليها حتى صار عمر البشير اشهر سفاح مطلوب للعداله الدوليه والاقليميه والمحليه. وما فعله هذا المجرم وحزبه الملعون وزبانيتُه في عموم السودان واهله ينّم عن عقلية هذا النظام المريض ونُخبته الحاكمه التى ترفض كل من لا ينتمي الى الشمال النيلي في عنصريه تعكس قباحة هذاالمؤتمر الشيطاني ومُريديه والمواليين لهم في النهج والمشروع المُكرس لحكم الاقليه البغضه التى جعلت السودان دولة لقلةٍ من الشعب ذوي سحنات معروفه واشكال لا تخطئها العين خرجت من احجار الطير والعشر ومن اماكن تحتاج الى عدسات مكبره عشرات المرات لتراها على خارطة السودان. لقد اتو بهم وادخلوهم في كل دواوين الدوله والأجهزه الأمنيه دون اي درايه اومعرفه اوثقافه بأسم مشاريعهم الأسلاميه التى كرست السلطه في ايديهم دون الاخرين فصاروا ادواتهم الرخيصه لتحقيق اغراضهم في البقاء على السلطه بمعيار الانتماء الى الشمال النيلي ووشائج وصلات القربى وجغرافية المكان هي المؤهل العلمي لنيل الوظائف الدستوريه والاداريه في الدوله.وسعى المؤتمر الوطني بما نهبه من الشعب بكل جهدٍ لتوطين السلطه وتّوريثها للاجيال القادمه من ابناء جلدتهم. لذا قد تفتقت ذهنية هذا النظام المهووس بالبقاء سيّداً للسلطه على تطويع الدين بوسائل لم يعرفها الاولون ولن يقتدي بها شيطان الحكم من بعدهم فطوعوا الدين وجعلوه مطيةً لاغراضهم فكان حجّة لزجّ الابرياء في السجن وقتلهم دون محاكمه وخلقوا هيئه للافتاء حسب الحوجه وعند الطلب فصارت سرقة اموال الدوله نعّمةً يجب ان نشكر الله عليها وانهيار الإقتصاد ابتلاءٌ بسبب الشعب يستوجب المغفره والابتهال والدعاء كنظريه إقتصاديه جديده والمتظاهرون شّذاذ افاق والنضال المسلح كُفر والحّاد وسجن الصحفيين الشرفاء امّر منذل من السماء والاحزاب الوطنيه عُملاء وخّونه اما المواليين والمنبطحيين فهم مجّرد خدم لهاذا النظام وإن ظنوا انهم خُلفاء راشدين (انتهى الجزء الاول)..