بيان للراي العام المحلي والاقليمي والعالمي من السودانيين في كينيا حول تطورات الاحداث في السودان ان الصورة الحقيقة التي لم يتأملها العالم بعد لما يجري في السودان تتلخص بوضوح في فشل نخبة الانقاذ الوطني في ادارة الدولة خلال اكثر من عقدين من الزمان ،لكن خلف تلك الصورة التي تدللها المؤشرات السياسية والاقتصادية تكمن التفاصيل الحقيقية لاكبر عملية سطو ونهب ليس للاموال والموارد وانما لحقوق البشر وحرياتهم وامانيهم في الحياة الكريمة . هذه الصورة كانت واضحة طوال تلك السنوات التي عاشها السودان تحت ادارة ما سمي افتراء وخداعا "الانقاذ الوطني 30 يونيو 1998 " توجت جرائم النظام حينما تكشف للسودانيين مؤخرا الحقائق في الواقع المرير الذي انتهت اليه البلاد ،ديون تقدر باكثر من 4مليار دولار ،انفصال لاكثر من ثلث البلاد ،اشتعال الحروب مجددا في كل ركن من اركان البلاد ،في الجنوب حرب حدود مفتوحة ،وفي جبال النوبة مجددا يشن النظام حملة جماعية علي شعب النوبة ،وكذلك في النيل الازرق ودارفور ،ثم اوضاع معيشية مزرية لجموع شعب السودان واخيرا عزلة دولية لم يشهدها السودان طوال تاريخه . ان تلك الحقائق التي اعترف بها النظام الحاكم في السودان جعلت الشعب ينتفض ويثور ،متظاهرا في الشوارع والجامعات والاسواف علي امتداد مدن السودان ،مجتجين علي الاستهتار بحياتهم والفشل في تقديم ابسط خدمات الضرورة من تعليم وصحة ورعاية وحتي بني تحتية .الحقيقة ان النظام في الخرطوم عمد خلال تلك السنوات علي تدمير بنية الدولة ومؤسساتها واستعاض عنها بقطاع خاص انشئ خصيصا لنهب موارد الدولة فاآلت مؤسسات الدولة الي شركات الحزب "المؤتمر الوطني .". السادة والسيدات ان شعبنا في ظل التردي العام الذي تشهده البلاد تحرك في تظاهرات عمت مدن كثيره ،وقابل النظام كما كان متوقع هذه التظاهرات بعنف كبير واعتقالات بلغ عددها حتي الان 2000 معتقل ومعتقلة ،ساقتهم اجهزة الامن الي اماكن غير معروفة لذويهم ولدينا شعور كبير يجعلنا نخشي علي حياتهم خصوصا وان فيهم نساء ورجال مرضي ومسنين . ان النظام وهو يواصل قمعه للشعب وتعذيبهم واقتيادهم الي اماكن غير معروفة .ظل في نفس الوقت يواصل قذف المدنيين في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور ،وظلت تلك الحرب التي فرضها النظام تفرز يوميا الالاف اللاجئيين والنازحين والفارين من قذف الطيران وهو في ذات الحالة الهستيرية اغلق الصحف وكمم الحريات وفرض رقابة منظمة علي ما ينشر في الصحف ومنع الكتاب من الكتابة . السادة والسيدات ان وقفتنا اليوم هي تعبير واضح منا نحن السودانيين المقيمين في كينيا علي مناصرتنا لانتفاضة الشعب ضد سياسات القمع والاستهتار وعدم المسؤولية اهدار مسؤولية الشعب .وان واجبنا جميعا الان هو ان نصطف لاعادة الامور الي نصابها الصحيح وهو حق الشعب في اختيار نظام حكمه وتعاقدات تعايشه وسلمه وان اولي واجبات استعادة هذا الحق هي انتفاضتنا لتغيير نظام الحكم في السودان وانقاذ البلاد من دمار سياسات المؤتمر الوطني . واننا اذ نوؤيد انتفاضة شعبنا واستشعاره بالمسؤولية الوطنية نريد ايضا من النظام ان يكف عن الحاق الاذي بشعبنا وتعذيبه وان يوقف الاعتقالات والحروب في اطراف السودان المختلفة فورا والاذعان لراي الشعب بالتنحي عن السلطة فورا وبلا شروط . واننا اذ نقف اليوم بعيدين عن وطننا نراقب ونسمع الاخبار من هناك لحالة القمع والعنف الذي يمارس ضد شعبنا ،ونراقب ايضا تسارع وتيرة الانهيار الاقتصادي والتدمير المؤسسي لحياة الناس نجد انفسنا منخرطين في ذات الهم ،تدفعنا ذات التطلعات والمطالب باسقاط النظام السادة والسيدان اننا اذ نقف اليوم متاملين في سنوات طويلة من القهر والفشل ندعو القوي السياسية الوطنية كافة الي اخذ زمام المبادر بالتفكير المسؤول والجادي في قضايا الوطن ومن اهمها التوافق علي مبادئ وطنية عامة لانقاذ البلاد من محنتها الحالية واننا ايضا ندعو الدول الصديقة وجيران السودان كلهم بتفهم الوضع الحرج الذي نعيش فيه الان ،وبان يتفهموا ان النظام الذي نطالب باسقاطه الان هو الذي يمنع السودان من التواصل الايجابي مع محيطه الافريقي والعربي واننا ندعو بصورة خاصة دول منظمة الايقاد ودول شرق افريقيا والاتحاد الافريقي وكل المنظمات الاقليمية بتوجيه رسالة واحدة الي نظام الحكم في الخرطوم مفادها يستجيب الي رغبة الشارع في التنحي عن السلطة وتسليمها الي الشعب وان يكف فورا عن اعتقال وتعذيب المواطنين السودانين والمتظاهرين السلميين وان يوقف فورا وبلا شروط قذف المدنيين وتشريدهم في جبال النوبة والنيل الازرق وجنوب كردفان . السودانيين في كينيا الاربعاء 13 يوليو 2012