أسامة الخوّاض [email protected] فتح الباب متَّئداً، مفعماً بجمال شوارع نيقوسيا الإنجليزيِّ، أوْمأ لي، لم يكن وَجِلاً، رغم رائحةٍ للردى، كان منْتعلاً سمْت قطٍ أليفٍ، و مرتدياً ربطة عنق "العاشق جي ألفرد بروفركَ"، منشرحاً للثريَّات في السقْفِ ، أقعى، لكي يتصفَّح مكتبتي، صار ينظر منهمكاً في القواميس، و الكتب العربيةِ، و الأجنبيةِ، ثمَّ بدا هادئاً حين طأطأتُ رأسي مشيراً إلى ظلِّ سرديَّةٍ جلستْ بجوار الجدار، اكتفى بابتسامٍ وجيز البراءةِ، مرّر زهْوَ أصابعه الزئبقيَّةِ فوق مفاتيح أورغنيالكهربائيِّ، فانطلقتْ نغْمةٌ بمذاق "الدليب"، رأى في الرفوف بقايا جِدال "نساءٍ تحدّثن عن مايكل انجلو"، و أشعار "سافو"، و تأويلِ "أبريل أقسى الشهور"، تعجّب من أثرٍ واضحٍ لزيارة سيدتي السومريةِ، أطرق، ثمَّ تأمَّلَ مستغرقاً بورتريه الموتِ في مشهد القصص الهومريِّ، اختفى فجأةً، تاركاً خلفه عبقاً من سؤالٍ: لماذا سعى من هنا في الهزيع الأخير لليل الدوار المشعِّ؟ و هل جاء يبحث عن شبح "الرجل القبرصي"؟ مونتري-كاليفورنيا في الثلاثين من يونيو 2012.