حكايا اخر رسالة الى المرتزقين ,,الشعب كله جامعة الخرطوم صدقي البخيت [email protected] أستهل حديثي بتوجيه رسالة الى أولئك الذين ما انفكوا يهتفون لمطلوب العدالة في الداخل والخارج وينادون باسمه ويقسمون بأنه اسد افريقيا والعرب وكأن حواء قد عقم رحمها بعد ان وهبت لنا ليث العروبة وغضنفر القارة السمراء في شخص هذا المدعو عمر البشير .. فأقول : بدءا من كان يهتف مع الهاتفين استرزاقا وطلبا للعيش من اموال الشعب أو مئونة (مؤونة ) السحت المشبوهة أو لغايات اخرى دنيئة لا تشبه الا المتلصصين باسم الاسلام , فلهؤلاء نوثق أن لاحديث نوجهه اليكم وأن دوننا ودونكم يوم الحساب , الذي طالما استبعدتموه , بل وأضفتموه مع قائمة طويلة عريضة الى ضروب المستحيلات كما تفضل كبيركم , بيد أننا لا نراه الا على مرمى حجر (والشارع بيننا وبينكم) كما اسمعكم اياها البوشي له التحية . أما الهاتفين جهلا و(عمى بصيرة) الذين مازالوا ينخدعون ب(هي لله ) و(مالدنيا قد عملنا ) - وما أكثرهم - فنهمس في اذانهم ان انظروا الى انسان دارفور وحيلوا ابصاركم قبالة جنوبنا الحبيب ثم ارفعوا رؤوسكم واسترقوا النظر الى شرقنا الجريح ولا تنسوا أن ترسلوا تحية عبر مراسيل الشوق الى حلايب التي يتم الان دراسة وضعها لتصبح محافظة رسمية لدى جارتنا الحلبية , ثم انكم ايها الهاتفين لو طلبنا منكم الترحم على شباب البلاد وشهدائها الحقيقيين لمكثتم شهورا ودهورا في حصرهم واحصائهم قبل أن ترفعوا الاكف طالبين لهم الرحمة والغفران , فباشروا باشغال الذاكرة ابتداءا من طائرة السلام 1991 احمد الرضي جابر وصحبه , مرورا بشهداء رمضان وقبلهم مجدي وجرجس , ثم الاحبة في كجبار , فالعيلفون , اهلنا في الغرب الحبيب , والملايين التي راحت في الجنوب ولاتنسوا جال النوبة ثم النيل الازرق أما تصفية الأفراد فهي انتاج خالص للانقاذ , بيويو كوان , الزبير , شمس الدين , جون قرنق , خليل ابراهيم , والقائمة تطول ,, وبخصوص احوال البلاد سياسيا واقتصاديا اخوتي الهاتفون , فالحال يغني عن السؤال , أما الذين تشردوا بفعل المعاشات الاجبارية (الصالح العام ) فيمكنكم ايها الهاتفين جهلا أن تعرفوا معنى كلمة ( الصالح ) من خلال سؤال ابائنا واعمامنا الذين وجدوا أنفسهم فجأة في هذا( الصالح) وفي سياق الصحة والتعليم فأنا سأطلب منكم أنتم تقييمهما وكفى ... الطوفان قد بدأ فحكموا عقولكم وضعوا الموازيين في نصابها وحددوا أماكنكم من وضع الثورة فحينما نصل الى محطتنا الأخيرة لن نرحم ولن نترحم , فنحن شعب تجرع الحلظم على مر ربع قرن من الزمان .. الا هل بلغت اللهم فأشهد . جامعة الخرطوم ذلك الصرح العملاق الذي روض كل الحكومات وجعلها تحسب له الاف الحسابات أغلقوها , ووضعوا (الجنازير )على أبوابها ومداخلها , ظنا منهم ان هكذا قرار قد يخمد نار الثورة ويطفئ شعلتها , ولكن هيهات , طلاب تلكم الجامعة هم ابناءنا , ابناء هذا الوطن , فلن يفروا بعد اغلاقها الى خارج الحدود , بل سينتشرون في كل ازقة وحواري الوطن سيشعلوا ثورتهم مع الاهالي والأسر , ثم أن الشعب كله اصبح ثائرا , فطلاب الجامعات الأخرى ليسوا بأقل شجاعة ولا وطنية عن طلاب جامعة الخرطوم , فهاهم ابناء (الأهلية )يضعوا بصمتهم في الثورة المجيدة وذوك ابناء النيلين ابت ضمائرهم الا ان يتقدموا الصفوف , والمحامين الجلاء فعلوا ما أملته عليهم الضمائر , الاطباء لبسوا حلة الثورة , أما الكنداكات فهن في كل الامكنة , العرضة , شمبات , الديم , ام روابة , الابيض , مدني وكل بقاع الوطن الطاهرة , أغلقتم ابواب جامعة الخرطوم ففتح الشعب ابوابا وابواب , فتهيأوا للقادم واستعدوا لاغلاق كل الجامعات والمصالح والمصانع , فالشعب كله جامعة الخرطوم . الشعب يلهب الثورة ويشفق عليكم ..تصريحاتكم, تصرفاتكم , باتت كمن يطلب الرحمة في ثوب من الكبرياء ,,والشعب قد أخذ قراره , لاعودة , لا رجعة ,ولارحمة , وان أوصدتم كل المنافذ والابواب .