[email protected] نعم ستحلو المظاهرات بإذن الله في الشهر الكريم كما كتب الأستاذ نورالدين محمد عثمان وإنها فرصتنا لإقتناص النصر فيها. وقبل أن نبدا في كيف دعونا نثبت النقاط أدناه. أولا: تفاءلوا خيرا تجدوه ولا تدعوا الإحباط يتسرب إلي أذهانكم. فالهزيمة الذهنية هي أولي الهزائم النفسية. واهم من يظن أن شرر الثورة إنطقأ. فإنها ليست شرارة وإنما جذوة متقدة منذ سرقة الديمقراطية. هذه الثورة راح ضحيتها الكثير لإرجاع الحرية والديمقراطية. و مخبول من يفتكر أن بركان الإنتفاضة يمكن أن يخمد وهو لا يرى جمر الحنق في حلوق الشعب من كل النواحي التى سرقوها ثم أفسدوها وفشلوا فيها: سياسية، إقتصادية، دينية، تعليمية، صحية، .. إلخ. فالمظاهرات هي الحمم التي تحمي فقاعات هنا وهناك. فهذا يعني أن البركان ليس لديه فوهة واحدة إنما عدة فوهات يغلى كالمرجل من تحت الأرض ويخرج تارة ويتوقف تارة ولإنه نذير بإنفجار كبير لا يبقي ولا يذر وسيغير كل شيئ. ثانيا: لا تضخموا المتاريس وتكبروا العوائق في عقولكم. يفترض أن نكون قد وضعنا نقطة وبدانا سطر جديد من الكلمة أو الجملة الخبيثة والخسيسة: لكن البديل منو؟. يا أخى البديل المناط به النظام الديمقراطى كما يردد ويريد الماعز في عز الهجير، حيث الحرية والكرامة والقانون والسلطة ليست في يد أحد فلا إقصاء ولا إستعلاء، الفيصل هو صناديق الإقتراع. أما البديل العاجل هو حكومة تكنوقراط وحواء السودان والدة شرفاء يسدوا عين الشمس ولكنهم يمارس عليه جور وصلف لاينتهى، فهل لديك شك!. هل عندما ثارت الشعوب المجاورة التى ليس لديها خبرة أساسا في الديمقراطية وتحكم منذ ولادتها بالحديد والنار، كانوا يقولون من البديل؟ أم توكلوا علي الله وإعتصموا حتى أسقطوا الديكتاتوريين. فأرجوكم أن تكفوا عن ترديد هذه الكلمة التى يراد بها تثبيت الباطل الزهوق وتثبيط مجيئ الحق وتغبيش صورة الحقيقة. بوعزيزى عندما تلقى الصفعة إحتج بطريقته الخاصة وعبر عن نفسه وكينونته ووجوده. كان واحدا وحرق نفسه وهو لا يدرى إنه الشرارة الاولى. لم ينتظر وثيقة البديل. وبالمناسبة ما الخبر. كنت اعتقد ان بعد توقيع وثيقة البديل سينضم الكل للشارع وسيكون الجميع أمثال طلاب جامعة الخرطوم الأشاوس وحرائرها الأبطال. وأيضا عندما قرأت بيان علماء السودان وأأمة المساجد إفتكرت أنهم سيشعلنونها. وليكن يبدو أن كل هذه مياه تجرى فوق فتحات فوهات بركان الثورة لتطفئ وطيسها ولكن هيهات. ثالثا: إنتهى زمن النصيحة والنصح والإصلاح. وأساسا هو لا يجدي لأنهم جاءوا بالباطل وكل شيئ فعلوه باطل وكما بان في الفشل الذريع. إينتهى وقت الكلام، الذي يريد أن يتوب فمن المفترض أن يكون قد تاب بعد هذا. ومن يواصل مع الظالمين فهؤلاء تكاثر الران علي قوبهم وطبع عليها. لا تلتفتوا وراءكم وامضوا في المسيرة متوكلين بعون الله. فمهما وصفنا فلن يفيد. إنتهى زمن الكلام تعديد الأزمات عن الفساد الذى إستشرى والغلاء الطاحن والجوع الكافر والمأساة وميس هذه الحالة المذرية.... كلام مكرر ومكرور ولو حمار كان إتعلم 23 مرة وثاب إلي رشده وصلح خطأه. نوثق ونكتب عن المشاكل ولكن نختم بكتابة الحل هو إسقاط الطغمة ومن ثم محاسبتهم جميعا. رابعا: ذكرنا مرارا وتكرار بأن وجود السلطة مرهون بتعاون الناس. فلا سلطة لمن لا يتعاون معه الناس. إذا هو العصيان. لا يجب أن نرخي. فحتي في الدين ممنوع التهاون مع الظالم. ودوننا الرجل الذي قال لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، الفاروق، لا سمع ولا طاعة. فلا سمع ولا طاعة لمن يظلمنا. يجب الحزم ومقاطعة الظلمة الظالمين الظلاميين. فاول ما دخل القحط والجدب وضرب الله قلوب بني إسرائيل بعضعهم ببعض علي أنهم كانوا إذا فعل منهم أحد منكر نصحوه في الأول ولكن بعدها يمكن أن يكون جليسه وشريبه وأكيله. فأتبع الظالمين ما أترفوا فيه. وقلنا ان طول النفس المستمد من روح التفائل ضروري للصمود. وتصعيد المقاومة هي من أهم النقاط لإنجاح الإنتفاضة. فقضيتنا سادتي ليست هي الأزمة الإقتصادية والضائقة والغلاء والجوع. قضيتنا ان حلمنا الجميل بوطن آمن ومزدهر وراقي سرق بواسطة أناس إسودت قلوبهم فأصبح المستقبل أمامنا مسود. قضيتنا أننا أصبحنا بلا أمل في غد أفضل. فما قيمة الحياة إذن وهذا مكمن الخطورة. الشعوب التى إرتقت واذدهرت وصارت قائدة الامم الآن ضحى أجدادهم وقدموا الكثير للأجيال التي نراها الآن. صنعوا ثورات ضخمة و اريقت كثير من دمائهم التي ملأت الشوارع والميادين والانهار ليكون لأبنائهم الحرية والديمقراطية التي تكفل التطور الذاتي للوطن عبر الشفافية والمحاسبية وسيادة القانون وبذلك تحقيق العدالة السياسية والإقتصادية والإجتماعية. لتكون الحرية ويسود العدل وترعرع الدولة في كنف القانون. و بالعمل والعلم والمعرفة سر الإرتقاء والإبداع. فهي دول عادلة فاليباركها وينصرها الله عز وجل ما شاء الله.