- خبير اعلامي - المملكة المتحدة [email protected] الصورة مظاهرة لندن 7 يوليو امام سفارة السودان فى لندن - العلم القديم وخلفة العلم الحالي مرفوع فى مبني السفارة علم السودان الذي رفرف فوق سارية الاستقلال فى يناير 1956 والذي كان رمزا لكفاح الشعب السوداني لنيل استقلاله من الحكم الثنائي وبعد مخاض طويل بين بريطانيا ومصر وزعماء السودان السياسيين في ذلك الوقت .. غير ان مسيرة الديمقراطية قد تعثرت اكثر من مرة لتدخل المؤسسة العسكرية فى حكم السودان ولم يسلم علم السودان من التغيير بواسطة العسكر ، وجاء غير معبر عن لحظات تاريخية .. فعلم السودان ( علم الثورة ) جاءت فكرته من سيدة فاضلة التي انتابتها الفرحة عند سماعها إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في ( 19/12/1955 ) ودفعتها للتفكير في تصميم العلم ، ونسبة لوضع المرأة في تلك الفترة ارسلت اقتراحها مع شقيقها الأصغر في مظروف إلى الإذاعة لتذاع عبر الاثير ولم تفصح عن اسمها الحقيقي واكتفت بأن رمزت إليه ب (س- مكي الصوفي) وتضمنت رسالتها ألوان العلم مشروحة بمفتاح ذيلت به رسالتها، وقالت خلاله إن اللون الأخضر يرمز للزراعة، استقتها من كونها هي الحرفة الرئيسية لأهل السودان، والأصفر يرمز للصحراء التي تتسع لتضم أغلب أراضي السودان ، والأزرق يرمز للماء والنيل الذي يسقي البلاد جنوباً وشمالاً بلا شك أن أنامل خطت علم السودان بهذه الروعة بطبعها مبدعة، وفنانة،وبعد أن سمعت في الإذاعة قصيدتها، رجحت أن يكون تم تجاهل تصميمها للعلم، خاصة أنها لم تكتب اسمها صريحاً معللة ذلك بوضع المرأة آنذاك التي يجب أن تتوارى بحسب فهم المجتمع يومها. واكتفت بفرحتها بسماع قصيدتها ( يا بلدي العزيز اليوم تم الجلاء ) هذه السيدة الفضلي هي الأستاذة السريرة مكي الصوفي التي ولدت بامدرمان عام 1928 تنتمي الي قبيلة الرباطاب وكان والدها الخليفه مكي الصوفي يعمل قاضيا بالمحكمه الشرعية ووالدتها الحاجه نفيسه الحسن عوض الله من اوائل البنات اللائي درسن بمدرسة بابكر بدري للبنات برفاعه .. عندما رفع علم السودان فوق سارية القصر الجمهوري لم تتماسك الأستاذة السريرة نفسها من الدهشة وأدمعت عيناها فرحاً عقب رؤيتها الفنانة حواء الطقطاقة أثناء اللحظة التاريخية التي كان ينتظرها الشعب قاطبة عندما رفع العلم في السارية ثوباً سودانياً بذات التصميم وبألوانه الثلاث التي ابتكرتها السريرة، فكانت الدموع هي المترجم الوحيد الذي أعلن اكتمال فرحتها بقبول الاقتراح ويتم اختياره علماً للبلاد ، واستمر العلم الذى خطته بأناملها وفكرها وبسالتها مرفوعا لمدت 14 عام الى ان استبدل فى عهد الرئيس جعفرنميرى واعتمد العلم الجديد في منتصف العام 1970وظل حتي الان بالرغم ان بعد انتفاضة ابريل 1985 تم تكوين لجنة لاعادة العلم القديم ولكن جاء العسكر ( الانقاذ ) ليستمر علم نميري مرفوعا حتي يومنا هذا .. ايها الثائر والثائرة من ثوار ثورة يونيو ثالث ثورات السودان ارفع علم السودان القديم لانه علم ثورتنا المنتصرة بأذن الله ..