السريرة مكى ....جسدت افراح السودانيين بالاستقلال قالت فى مقابلة اذاعية : قلت لنفسى الاستعمار انزل أعلامه ولابد ان يكون للسودان علم الاستاذة السريرة مكى امرأة سودانية فنانة ساهمت عبر تصميمها لاول علم للسودان فى تجسيد معنى استقلال الوطن, واستمدت من مكوناته الزراعية والمائية ومن الصحراء اعلامه المميزة ,وجاء ذلك لفرحتها العارمة التي انتابتها عند سماعها إعلان الاستقلال من داخل البرلمان 19/12/1955م كما جاء فى موقع Sudanforum.net ودفعها ذلك للتفكير في تصميم العلم ولم تكتفِ بذلك ولكن الموقف حرك حاسة الشعر بداخلها لتخط أناملها إبداع آخر يكمل الإبداع الأول لذلك نظمت قصيدة (يا بلدي العزيز اليوم تم الجلاء) ونسبة لوضع المرأة في تلك الفترة ارسلت اقتراحها مع شقيقها الأصغر حسن مكي في مظروف إلى الإذاعة لتذاع عبر الاثير ولم تفصح عن اسمها الحقيقي واكتفت بأن رمزت إليه ب(س- مكي الصوفي) وتضمنت رسالتها ألوان العلم مشروحة بمفتاح ذيلت به رسالتها، وقالت خلاله إن اللون الأخضر يرمز للزراعة، استقتها من كونها هي الحرفة الرئيسية لأهل السودان، والأصفر يرمز للصحراء التي تتسع لتضم أغلب أراضي السودان ، والأزرق يرمز للماء والنيل الذي يسقي البلاد جنوباً وشمالاً . بلا شك أن أنامل خطت علم السودان بهذه الروعة بطبعها مبدعة وفنانة ،وبعد أن سمعت في الإذاعة قصيدتها، رجحت أن يكون تم تجاهل تصميمها للعلم، خاصة أنها لم تكتب اسمها بشكل كامل تقول (هند محمد عوض الله) ابنة السريرة مكي أن والدتها تفاعلت مع الحدث آنذاك لمعرفتها التامة أن البلد كانت تحتاج لعلم يرفرف في آفاقها ويعلو بهامته في عليائها لذلك جاءت مبادرتها من منطلق وطني بحت لتصميم علم للبلاد ساعدها على ذلك كونها أستاذة جغرافية . وارسلت رسالتها مع شقيقها الأصغر حسن مكي لدار الإذاعة بأم درمان التي كانت تذاع على الهواء مباشرة وعرفت فيما بعد أن التصميم عرض على الحكومة ووافقت وعرض كذلك على المعارضة ,قالت فى مقابلة مع اذاعة امدرمان صباح الجمعة الماضي : كنت سعيدة عندما لبست الفنانة حواء الطقطاقة علم السودان المستقل وعرفت ان اختيارى لعلم السودان قد تم اعتماده . واستمر علم السودان بالوانه تلك حتى تم تغييره ابان الفترة المايوية . تصميم الاستاذة السريرة لعلم السودان المستقل لم يأت كعمل معزول بل تعبير عن حلم جاهرت به امام وزير المعارف الانجليزى عندما سئلت الأستاذة السريرة عن امنيتها ضمن احتفال ضم لفيف من الاساتذه فأجابت أن أمنيتها أن ترى حاكم السودان سودانياً وأن يتمتع السودان بحكم ذاتي , وعملت الاستأذة سريرة فترة فى صفوف الاتحاد النسائى واتحاد نساء السودان . الاستاذة السريرة تحدثت عن نفسها فى مقابلة مع صحيفة السودانى الصادرة صباح امس فقالت : انا من مواليد مدينة ام درمان حى الهاشماب ولدت فى العام 1928 درست بمدرسة العباسية الاولية والتحق بكلية المعلمات بامدرمان وتخرجت معلمة ونقلت الى مدرسة ام روابة وفتحت مدرسة بنات الرهد بمشاركة الناظرة زينب يونس وبعدها نقلت الى كلية المعلمات . وقالت : كانت لى اهتمامات بالرسم منذ الطفولة وعندما نال السودان استقلاله فكرت ان السودان فى حاجة لعلم وقمت بكتابة قصيدة عنوانها ياوطنى العزيز ولسنوات طويلة لم يعرف احد من الذى قام بتصميم الوان العلم لكن فى العام 2005 جمعتنى مناسبة بالفنانة حواء الطقطاقة وسألتها : هل تعرفى مصمم علم السودان قالت : لا واخبرتها باننى قد قمت بذلك , وقالت : فى عيد الاستقلال تم تكريم ملحن نشيد علم السودان وكرمت حواء الطقطاقة , قال لى اولادى : ضيعت حقك الادبى واتصلوا بالاستأذ مصطفى ابو العزائم واجريت معى صحيفة اخر لحظة حوار ونشرت صورتى وبذلك عرفوا اننى مصممة علم السودان وتم تكريمى 8 مرات من جهات عديدة منها المجلس التشريعى ,قالت : الان انا راضية واخذت حقى الادبى والحمد لله .