السيد رئيس تحرير جريدة الأهرام اليوم المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - وكل عام وأنتم بخير بمناسبة أعياد الاستقلال المجيد أشير للعدد الصادر من جريدتكم الغراء تحت الرقم 721 بتاريخ 1 يناير 2012 الموافق له 7 صفر 1433ه، وللحوار الذي أجرى مع الفنانة حواء الطقطاقة وما جاء فيه على لسانها في ما يتعلق بالوالدة الأستاذة السريرة مكي الصوفي مصممة علم الاستقلال والذي جاء فيه: «هناك سيدة يُقال لها «السريرة تدعى بأنها أول من قامت بتصميم العلم السوداني ثوباً وأنا أتحداها عبر هذا الحوار. ولكن اللوم لا يقع عليها وحدها، بل على الذين يعرفونني ويعرفوا تاريخي، ويقفون إلى جانبها، وحزنت جداً عندما قرأت لها حواراً عبر إحدى الصحف وإلى جانبها تقف السيدة وصال المهدي حرم دكتور الترابي وتؤكد كلامها وأنا أطالب بوضع حداً لهذا الأمر». انتهى الحديث. وأود أن أوضح لكم الحقائق التالية: أولاً: لم يرد على لسان الأستاذة السريرة مكي الصوفي بأنها ارتدته ثوباً كما تدَّعي الفنانة حواء، بل أفادت وظلت تردد في كل اللقاءات التي أجريت معها بأن الفنانة حواء الطقطاقة بعد أن عرفت ألوان العلم خاطته ثوباً وارتدته يوم رفع العلم في الأول من يناير 1956م، بل أضافت بأنها سعدت كثيراً حينما شاهدتها ترتدي العلم ثوباً. ثانياً: لم يرد على لسان الأستاذة السريرة مكي أنها قامت بتصميم العلم على قماش أصلاً، بل ذكرت بأنها، أخذت الألوان من حقيبة أطفالها، وخططت وصممت العلم على ورقة - أكرر ورقة - وذيَّلت هذا التصميم بمفتاح يوضح ما يرمز له كل لون من الألوان التي وضعتها على التصميم، حيث أفادت أن الأزرق يرمز للنيل والمياه، والأصفر يرمز للصحراء، والأخضر يرمز للزراعة. وهي كانت الحرفة الأساسية في ذلك الزمان. وبعد أن أكملت هذا التصميم أردفته بقصيدة بعنوان «يا وطني العزيز اليوم تم جلاك» ووضعت التصميم والقصيدة في مظروف وأرسلت بهما عبر شقيقها الطالب آنذاك حسن مكي الصوفي وهو الآن على قيد الحياة والحمد لله - إلى الإذاعة السودانية، فسمعت القصيدة على الهواء ولم تعرف شيئاً عن التصميم إلى أن جاء يوم رفع العلم فشاهدته وشاهدت الفنانة حواء ترتديه كما أشرنا سابقاً، ويمكنكم الرجوع إلى كل اللقاءات سواء المرئية أو المكتوبة للتثبُّت والتحري مما ذُكر. ثالثاً : أخيراً نوضح لكم بأن الوالدة السريرة مكي الصوفي لم تتجنَّ على الفنانة حواء الطقطاقة وتسرق تاريخها - كما ورد على لسانها في ذلك الحوار، ولم تهضم حقها يوماً في أنها أول من لبست العلم ثوباً، ولكن هذا بالطبع لا يُعطيها حق الإدعاء بأنها هي التي صممت علم الاستقلال. أرجو شاكراً نشر هذا التعقيب في نفس الصفحة التي نُشر فيها التحقيق مع الفنانة حواء الطقطاقة. ولكم مني كل الود والاحترام عمر محمد عوض الله ابن الأستاذة: السريرة مكي الصوفي مصممة علم السودان