[email protected] أذا كانت الحكومة تعنى الهيئة التنفيذية الادارية العليا بالدولة المنوط بها تسيير امور الدولة والاشراف على اجهزة الحكم من مؤسسات وقوانين ووزارات ودستور فانه وبهذ المعنى فانى اشهد (ان لا حكومة الان بدولة السودان).. الحكومة التى من المفترض ان تقوم بادارة شئون الدولة تتكون من الرئيس ونائبه او نوابه حسب ما يقتضى الوضع ومن الوزراء والتنفيذين والتشريعيين كل فى موقع حسب تكوينه وخلفياته بمعنى ان من قد فتح عليه الله فى الاثار والسياحة يكون هو المسؤول عن هذا القطاع ومن فتح الله عليه فى العسكرية يكون هو على قمتها اذا كان فتحه اكبر من الاخرين. ويبدوا ان هذا ايضا لاينطبق علينا بالسودان فمثلا السيد غازى الصادق فى اقل من سنة اعتلى صهوة ثلاث وزارات القاسم المشترك بينهما يكمن فى (مرشد للسياحة ومرشد من الارشاد)...هذا كله ليس موضوعنا... موضوعنا مجموعة احداث حدثت جميعها خلال الاسبوع المنصرم تدلل وبشكل اكثر من قاطع اننا الان فى دولة تديرها البركة والحظ وان ليس هنالك حكومة بالمعنى الحرفى للكلمة للاضطلاع بكامل المسؤليات تجاه الوطن.ولنتامل جزء من الاحداث ونبحث عن الحكومة وموقعها منها.. انشغل الناس خلا الفترة الماضية بمشاكل الصحافة كصناعة ومهددات انعدام مدخلاتها وحتمية توقفها وانشغل القليلون بمشاكل الصحافة كمهنة ومهددات التضييق عليها وايضا حتمية خروجها من مجموع وسائل الاعلام الاخرى.ولم نسمع ولا كلمة واحدة من مسؤول يمثل الحكومة لا مبشرا بحل مشاكل الصحافة ولا منذرا بتوقفها وكأن لسان حال الحكومة يقول ( بركة الجات منكم ) المرة الوحيدة التى تحدث فيها وزير الاعلام حول الموضوع انصب حديثه حول (اسفه وحسرته وسؤ حظه وشماتة ابلة طازة فيه اذا حدث ذلك فى عهده. سودانير الناقل الوطنى يمنع من الهبوط فى عدة مطارات عربية ليس من بينها هيثرو ووزير يدلى بدلوه بعد ان فتح الله عليه ببعض كلمات ويقول (لو كنت مديرا لسودانير لترجلت) هذا ما قاله الوزيرالذى هو فى موقع المنفذ والذى يستطيع ان (يرجل ) مدير سودانير .فيا ترى من المسؤول؟؟؟ ووفدنا الرسمى المشارك بالاولمبياد وبعين قوية يطير الى لندن على متن الخطوط القطرية. السيد حماد اسماعيل والى جنوب دارفور يستعين فى آداء مهامه بصديق..والصديق هو اليوناميد وليس الحكومة المركزية ولا حتى الشيخ كبر وذلك لاعانته فى ترحيل 700 طالب بجامعة نيالا لولاية الفاشر لا ليقوموا بابحاث علمية ولكن ليقضوا العطلة مع زويهم . رئيس لجنة العمل والادارة والمظالم اغرب combination فى التاريخ المعاصر (سمك لبن تمر هندى ) يدعو لتشديد الاجراءات والرقابة على استيراد اطارات السيارات.. حاولت جاهدا ان الحق اطارات السيارات باى واحدة من هذه الثلاث مهام ووجدت انها اقرب للمظالم منها للادارة والعمل لان الاطار الداخل لشوارع السودان مظلوم مظلوم..وتساءلت ايضا اليس هذا من صميم عمل اخونا صاحب قرار استيراد السيارات المستعملة؟؟ أم انه حرم نهائيا وتاب والتزم بالخمسة فوق الاتنين قرأت كما قرأتم خبر انعدااااام وليس ندرة مواد التخدير فى كل المستشفيات الحكومية مما قاد تلك المستشفيات لجدولة ( العمليات الباردة فقط) وابو قردة مشغول بحل المشاكسات التى نشبت فى دار حزبهم ومامون حميدة يستعد لتقديم برنامج تلفزيونى جديد..وهذه موضة الوزراء المذيعين وآخرهم السمؤال خلف الله على قناة الخرطوم المدير التنفيذى لهيئة المواصفات والمقاييس يستجدى (قرارا سياسيا ) بمنح المواصفات الولاية الكاملة...اكتفى بذلك ولم يقل بانه دون ولاية يعنى دون صلاحيات او ان صلاحياته تقع على الحدود مع جهات اخرى لذلك يطلب مراعاة حسن الجوار.ضعف الطالب والمطلوب البرلمان وفى دولة الشريعة ( غير المدغمسة ) يدلع ( الربا ) بالاقتراض بالفائدة نتيجة لاستيفاء الوسائل فى الحصول على تمويل مقبول شرعا..ورئيس مجمع الفقه يبصم بالعشرة وزير الكهرباء يرفع سعرها دون المرور بالبرلمان او حتى مجلس الوزراء او حتى بيان للناس ليتهيؤا لذلك..ورئيس لجنة الطاقة بالبرلمان يرفض الزيادة ويهدد ويتوعد واخيرا يعترف بانهم لم يتمكنوا من الاتصال بالسيد الوزير لان تلفونه خارج الشبكة. وهذه هى الادارة عبر الهاتف. قرت ايضا عن تصريح لشخص يحمل صفة ( مسؤول الامن والمخابرات بحركة التحرير والعدالة) ففهمت ان هنالك دولة داخل الدولة كل منهما لها اجهزة تجسس على الاخرى.. وهكذا يزيد عدد الدول وتتناقص الحكومات ويضييع المواطن... نسأل الله اللطف فالقضاء قد وقع