[email protected] فكرة المنبر هي تحفيز العقول الشابة في الاسرة وحثها على التعلم والمناظرة وتهيئتهم لاتخاذ ادوار فاعلة في مجتمعهم الصغير و الكبير . الاسرة هي نواة اي مجتمع فان صلحت النواة صلح سائر الكيان ، وما نراه ونحسه الان في السودان من تاكل و عدم تعاضد وعدم تفاعل مع الاحداث الجارية ما هو إلا نتيجة لخمود النشاط الاسري ، النشاط الاسري لا يقتصر على المعايدات و الزيارات وأداء واجب العزاء والقيام بالرحل السنوية ، فكلها نشاطات حميدة ولكن..... ماذا عن تهيئة الشباب و الشابات من سن مبكرة للقيام بادوار قيادية في مجتمعهم ؟ بدأت اجزم ان مشكلة السودان الرئيسية في عدم ظهور قادة جدد طوال الفترات السابقة الا من اسر معينة هو ان اغلب الاسر لا تشجع ابناءها على البحث و التعلم ولا اعني هنا التعليم الاكاديمي بل اعني التعليم غير الاكاديمي من حيث اتاحة الفرصة للشباب و الشابات في الاطلاع وحثهم على التعبير عن رأيهم .... في اغلب الاحيان عندما يعبر احد الصغار عن رأيه في موضوع ما يتم اسكاته بحجة انه صغير لا يعرف شيئا .... وهذا في رأي خطأ كبير فبدلا عن اسكاته ماذا لو استمعنا اليه او اليها وناقشناه فيما قيل سيعلم ان له صوتا يحترم وسيتعلم ان يحترم اصوات الاخرين لم يكن ابي رجلا سياسيا ولكنه كان يحب الاطلاع وكنت استمتع بقراءة الكتب من مكتبته كتب الاديان و السياسة و الروايات .... في سن مبكرة عرفت من هو كونفوشيوس وتعاليم بوذا وما هو سر عبادة الهنود للأبقار .... وقرأت السيرة النبوية وسير الصالحين .... لكن الان اتمنى لو كان لأبي رأي سياسي فيما يحدث من حوله او ربما كان له رأي لكن لم يناقشني فيه او يعبر عنه ... كأغلب الشعب السوداني الذي ينتظر ان يقوده ابناء الدفعة المعروفة او من يحركهم ابناء الدفعة تلك..... انا اب الان وعندما انظر الى ابني الان اتمنى ان اتيح له فرصة التعلم كاملة وان ينهل من العلوم كافة ومرة اخرى لا اقصد التعليم الاكاديمي اريد ان اعلمه ان يكون له رأي وان يعرف كيف يدافع عن رأيه و الاهم ان يعترف متى اخطأ حتى الان وانأ اكتب هذه الخواطر غير المتصلة و الغير مرتبة تراودني فكرة جميلة او حلم جميل ماذا لو قامت كل اسرة بعمل منبرها الخاص يجتمع اسبوعيا لمناقشة موضوع معين او فكر معين وعلى شكل ندوة مصغرة يدعون اليها ضيفا ذي صلة بالموضوع ويتم طرح الاسئلة عليه من قبل افراد الاسرة صغيرهم وكبيرهم ليتعلم الصغار و الكبار كيفية النقاش وإدارته و الاستماع الى الطرف الاخر بدون تعصب وفي نفس الوقت هي فرصة لزيادة التواصل الاسري. راودتني هذه الافكار بعد جمعة الكتاحة و لحس الكوع و شذاذ الافاق وغدا الكنداكة بعد ان رأيت القمع الذي يقهر به بعض المئات من الشجعان و الشجاعات الذين عبروا عن رأيهم المكفول برغبتهم في حياة كريمة .... وسمعت عن طلاب وطالبات جامعة الخرطوم والاعتداء السافر عليهم... وتعجبت لما لم ينجدهم احد ؟؟؟؟؟ اغلب الشابات و الشباب على المواقع يتداولون النكت و القصص !!!!! (والان يقتل طلاب وطالبات الثانوية في نيالا بدم بارد ) اعتقد ان المشكلة الرئيسية و السبب لهذا هو ان اغلب الشباب و الشابات في السودان على عكس مصر مثلا يرون في المطالبة بحقوقهم عبثا وان لاشئ سيتغير ان طالبو بشئ لأنهم ببساطة تربوا على ذلك.... لو كنا علمنا صغارنا الشجاعة في طلب الحقوق وان يميز بين الحق و الباطل لوجد كل دكتاتور نفسه في مزبلة التاريخ بأسرع وقت..... لو كنا علمنا شبابنا وغرسنا فيهم الروح القيادية لوجدنا الف بديل و بديل لعريس الجمهورية ووزراءه .... لكننا وبدون ان ندري غرسنا في شبابنا الروح الانهزامية والطفيلية.