ساخن .... بارد جنوب دارفور .... هذا الوالي مغضوب عليه محمد وداعة [email protected] ناسف لبعض الجهات التى حاولت الاستثمار فى دماء الشهداء الذين سقطوا فى مدينة نيالا ، و نأسى ونحزن لان البعض يحاول المزايدة باسمهم ، غير عابئ بالالام و الجراحات و المشاعر الانسانية ، فى غير اكتراث لحالة اهلهم و ذويهم ، و لا يهم ان تلتهم نار الكراهية الاخضر و اليابس ، بعد ان تحترق اصابع الذين يشعلونها ، تحركات في كل الاتجاهات ، الحكومة الاتحادية والبرلمان ، وزارتا الداخلية والعدل ، المجلس التشريعى للولاية ، الجميع طالب بالتحقيق وكشف الحقائق وتقديم اللذين تورطوا فى قتل المتظاهرين باستخدام القوة المفرطة الى المحاكمة العادلة ، السيد وزير الداخلية أقر باستخدام مفرط للقوة فى مواجهة المتظاهرين مما أدى الى أستشهاد 13 مواطنا (بينهم 9 طلاب ) وجرح 70 آخرين ، هذه المظاهرات خرجت من المدارس وأنضم إليها بعض المواطنين ، وبغض النظر عن صحة الحديث باستغلال الحركات المتمردة لهذه التظاهرات من عدمه ، وإنها كانت عنيفة و لجأت لتخريب الممتلكات ، إلا أن ردة فعل القوات الحكومية التي واجهت التظاهرات كانت هى الاعنف ، هذه الاحتجاجات قامت لاسباب تقصير حكومة الولاية فى واجباتها ، الغلاء الفاحش واختفاء الوقود وتقنين صرفه عن طريق الاجهزة الأمنية وانقطاع المياه والكهرباء ، فهل قامت حكومة الولاية بواجباتها ووفرت احتياجات المواطنين ومن بعد ذلك خرجوا يتظاهرون ويحتجون ؟ تراجعت الحكومة الاتحادية عن الزيادة فى اسعار الكهرباء منذ الاول من اغسطس ، فلماذا لم تطبق الولاية هذا القرار؟ ، ولماذا استمر بيع الكهرباء للمواطنين بالاسعار التى تم الغاؤها ؟ ، وهل بعد اندلاع التظاهرات تمت مخاطبة المحتجين بمكبرات الصوت وتحذيرهم قبل اطلاق الرصاص الحى عليهم ؟هل تم التدرج فى استخدام القوة كخراطيم المياه والعصى والهروات والبمبان ؟ وهل تم أنذار المتظاهرين باطلاق الرصاص الحى فى الهواء؟ ، وهل تم تقدير درجة خطورة الموقف و تهديد الممتلكات العامة من قبل قاضى ؟ ومن هى الجهة التى امرت باطلاق الرصاص من أسلحة رشاشة مخصصة للقتال ضد القوات العسكرية المعادية ، العدد الكبير للقتلى والجرحى يدل على ان هذه القوات غير مدربة لمكافحة الاحتجاجات السلمية ، وان درجة تسليحها و استخدامها للعربات المدرعة يؤكد انها مخصصة لمهام اخرى غير التعامل مع التظاهرات السلمية ، و مع ذلك يا هؤلاء .. القتل في الخرطوم أو فى نيالا هو القتل والدم السودانى لايختلف من مكان لاخر كما يريد ان يصور البعض وكأن الحكومة تعاملت بلطف و ( محنة ) مع التظاهرات التى خرجت فى الخرطوم ، من قبل قتل الناس فى بورسودان ، موكب صامت يحمل مذكرة بغرض تسليمها للوالى ، بدون سابق أنذار يلعلع الرصاص ويستشهد 29 مواطنا ويسقط أكثر من سبعين جريحا ، و سقط عشرات القتلى و الجرحى فى قرى امرى و المناصير و كجبار و الشريك ، فلم يقل احد ان الحكومة تعاملت بعنف و قوة مفرطة مع الهامش بينما هى( تدلل ) المواطنين فى المركز و لا تقتلهم ، مثل هذا الخطاب لايسقط النظام ، هذا الخطاب لا يضر الحكومة و لا ينفع معارضيها سوى كانوا في الحركات المسلحة او غيرها من الجهات التى تعارض الحكومة ، ولكن من المؤكد انه سيترك اثارآ مدمرة على النسيج الاجتماعى و الوحدة الوطنية، هذا الخطاب القائل بعنصرية القتل سيزيد من حدة الكراهية بين ابناء البلد الواحد ، و شتان ما بين معارضة النظام و بث الكراهية، مع اقرارنا بحق كل المجموعات المتظلمة فى معارضة النظام بالوسائل التى تراها مناسبة الا اننا نقف وبكل شدة ضد تحويل الصراع ، ليكون بين هذه المجموعات السكانية التى ينتسب اليها النظام او معارضيه ، تفشل الدول لأسباب كثيرة، لا سيما التحديات الاقتصادية و الامنية الخارجية و الداخلية ، و لعل اهم الاسباب التى لا يتذكرها بعض الحكام الا بعد فوات الاوان هى رضا المحكومين بحاكمهم ، ومقدار التعاون و التفاهم الذى يجده الحاكم من رعيته ، فى دول كثيرة و السودان منها لا تهتم الحكومة بقياس اتجاهات الراى العام و لا تستطيع ان تتنبأ بمالات الامور لفترة قد تطول او تقصر ، دائمآ تتفاجا الحكومة و تفاجئ مواطنيها بسياسات لا يمكن توقعها او التكهن بنتائجها ، هذه الولاية التى نكبت بمقتل نفر عزيز من ابنائها ، سبق وعبرت بالاحتجاجات و التظاهرات عن رفضها لتعيين هذا الوالى بمرسوم رئاسى ، بعد عزل الدكتور عبد الحميد كاشا واليهم الذى انتخبوه ، فى نفس الفترة تم نقل معتمد كوستى الى ربك فلم يجد القرا ر الرضى من اهل كوستى و لم يفرح به اهل ربك ، الاشد ايلامآ تبريرات والى الولاية السيد حماد اسماعيل ، و اتهامه للحركات المسلحة و اسرائيل بالوقوف خلف التظاهرات ، يعنى نحن الشعب السودانى ان لم نقبل ما تفعلون ، فالمعادل الموضوعى لذلك هوالتآمر مع إسرائيل و الجهات المعادية ، وهذا يمثل اقبح استخفاف و تسفيه لعقول الناس ، هل قامت اسرائيل و الحركات المتمردة بزيادة الاسعاروتسببتا فى عدم توفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين ؟ وهل قامت اسرائيل و الحركات المتمردة بعزل عبد الحميد و تعيين حماد ؟،