نمريات حصار إخلاص نمر [email protected] ٭ تتحفنا الهيئة العامة للارصاد الجوي في (رأس) كل اسبوع بتوقعاتها عن هطول أمطار غزيرة في الشرق والغرب واواسط السودان، وتبين لنا أحوال الطقس التي تتباين بين حار جداً وحار وغيوم نسبية في بعض الولايات. ورغم أن الهيئة العامة (تنذر) بهطول الامطار إلا ان الجاهزية والاستعداد لها داخل العاصمة الحضارية لا يساوي قيمة (الانذار) والتنبيه الذي تبثه الهيئة، فالامطار التي هطلت الاسبوع الماضي جعلت من شوارع الخرطوم الرئيسية والفرعية وأزقتها (بحراً) - فاقد المراكب- وسرعان ما تهدمت بعض المنازل التي ظلت رهينة للمطر الذي حاصرها حتى استسلمت. ٭ الجاهزية والاستعداد لمجابهة فصل الخريف في ولاية الخرطوم تساوي (صفراً) كما أنها تساوي كلاماً مكروراً ومليئاً بالوعود مجافياً للفعل الامر الذي يجعل من فصل الخريف في الولاية هاجساً و(سهر ليال) للمواطن الذي يقترن ليله بنهاره، يخلق من هنا مجرى لتصريف المياه ومن هناك ممراً آمناً للوصول الى اشلاء منزله عله يلتقط شيئاً مفيداً قبل ان يذوب ما يتبقي من مبانيه فالخريف فصل معروف والمواطن البسيط يحتاط ويستعد ويفلح في ترتيب (حوشه) وبيته أثناء المطر ومفاجآته لكن الولاية لا تستمد (حكمة) الحيطة والحذر من المواطن أو تمده بما يدعم فكرته البسيطة بنظافة الجداول والمصارف مما علق بها من أكياس القمامة التي تحجرت محتوياتها وتبعثرت اخرى وظلت مصارف اخرى مرتعاً للضفادع التي تتخذ من هدوء الليل طقساً تمارس فيه (نقيقها) المتواصل في المصارف التي عطرتها الطحالب الخضراء تماماً فانبعثت رائحة ازكمت الانوف وتزكمها في كل خريف، والولاية هنا لا تدفع باجتهادها أو (جهادها) لنظافة المصارف وردم الساحات ولملمة النفايات (البائته) شهوراً وأكياس البلاستيك التي سدّت منافذ التصريف (هذا اذا كان هنالك تصريف بالمعنى المعروف) فالجهاد في حماية المواطن من انهيار منزله على رأسه واجب ويدخل في باب اتقاء الشرور والكوارث ولتجاهد الولاية بمعاولها وكواريكها وطواريها وسياراتها ومجهاديها وتسهر من اجل ان يطبق المواطن اجفانه على بعضها وينام ويرتاح ولكن كيف يرتاح وعربات وهيئة نظافة الخرطوم والشركات العاملة في ذات المجال اتخذت من الامطار فرصة للزوغان والتخلي عن عملها الذي تستلم فيه مبلغاً مقدراً نظير الخدمة للمواطن الذي فاض امام منزله ومنزل جيرانه وجيران جيرانه بأكياس القمامة التي هجمت عليها قطط الحي فأخرجت محتوياتها لينطبق على المواطن (الكي). ٭ اذا سقانا الله بركة اخرى في هذه الايام وقادماتها وصدقت الارصاد فإن ما تبقى من المنازل سينهار وسيتم اغلاق الشوارع بالنهار وتبقى الطواريء في الليل واجبة، وسيصيب المرض مواطن العاصمة جاراً عن جار لغياب التخطيط والتنظيف والترتيب والتدقيق في مرحلة ما قبل الامطار والانشغال بالاستوزار والاسفار وترك الحلول على غارب الانتظار والاهمال الاكبر لمواطن يعاني الحصار بين المياه وتكدس النفايات أمام الابواب وتحت ظلال الاشجار. ارحمونا يا ولاية! بفك الشفرة والاسرار وشطف المياه ونظافة الخرطوم وان لم تتوفر السيارات المجهزة فليكن البديل.. الدفّار.. همسة: ارسلتها تلويحة بكفها البيضاء.. مارَّيا التي غادرت قبل الاوان.. لغابات بلادها.. وامطارها الغزيرة.. في يدها.. كأس من حليب.. وعلى رأسها غطاء مهتريء..