إلي هواة الخصخصة من ذوي الأشناب وذوات الضفائر نهدي هذه القصة عن شركة عامة أطاحت بها ( الأيلولة ) في ساعة قيلولة . حتي 1992 كانت هنالك شركة حكومية تسمي شركة الخرطوم لمنتجات الألبان تقع بعد الترعة علي إيدك الشمال وانت متجه إلي حلة كوكو . ومن إسمها فهي كانت تتعامل في اللبن ومشتقاته حيث بلغ إنتاجها اليومي آنذاك 120 ألف كيس لبن عبوة واحد لتر و50 ألف كأس زبادي و30 ألف علبة مش . أضف لذلك الجبنة والأعلاف التي كانت تنتج عن طريق مصنع كان ملحقاً بها . وكان للشركة مصنع بلاستيك لزوم إنتاج العبوات البلاستيكية التي تحتاجها الشركة . وكانت هنالك منازل من ضمن أملاك الشركة عددها 17 ثلاثة منها بحلة كوكو و14 في طيبة الحسناب وتتبع للشركة مزرعة واسعة الأرجاء بالإضافة إلي 6 ألف بقرة فريزيان . وكان مخططاً عن طريق العون السويدي زيادة الأبقار إلي 12 ألف وتصميم خط إنتاج آيسكريم للإستفادة القصوي من منتجات الشركة . ثم هجم علي الشركة شيوخ الخصخصة والقصقصة وآلت لمنظمة الشهيد بموجب قرارات الأيلولة . ولا ندري ماذا فعلت المنظمة بالشركة أعلاه ، ولكن النتيجة الآن علي النحو التالي تمتلك الشركة ( المألولة من الأيلولة ) عدد صفر بقرة وتنتج عدد صفر من الألبان والجبنة والمش والزبادي والعلف ، ولاندري حتي الآن ما إذا كان مديرها ( اللاحق ) باقياً بمخصصاته وحوافز ( إنتاجه ) أم وصل سن المعاش أو دخل في قائمة الإستبقاء . ولم نسمع بزلزال في حلة كوكو نسف الشركة أو طمرها تحت الحمم ، كما لم تقصفها صواريخ واشنطون التي مسحت ( الشفاء ) ، ولكنها الآن في خبر كان مثل ساتا والمدبغة الحكومية ومدبغة الجزيرة ونسيج بورتسودان وفندق قصر الصداقة وكلها كانت مؤسسات عامة يشار لها بالبنان لكنها خصخصت ونهبت وتحطمت تحطيماً . ستة ألف بقرة في 1992 تعادل 120 ألف بقرة في 2012 بمعدل ولادة مرة واحدة في السنة أضرب في سعر البقرة الفريزيان لتحصل علي كم بليون دولار راحت من المال العام إلي جيوب السدنة الذين دخلوها وصقيرها حام . يستميت البعض في الدفاع عن الخصخصة باعتبارها أداة مهمة لإصلاح الاقتصاد الكلي بينما الواقع يقول أنهم ( انبطحوا ) أمام الصندوق الدولي الذي يرفض حتي الآن إدخال حكومة السدنة في قائمة الدول الأكثر فقراً ومديونية وترللي . الميدان