الشاعرة السورية: على كثرة ما ينتج من شعر فإن حركة النقد لا تواكب النتاج الشعري، وإن كان ثمة ظواهر نقدية فريدة بين الحين والآخر. بقلم: محمد الحمامصي الشاعرة السورية ليندا ابراهيم من أبرز الوجوه الشعرية المتنافسة بمسابقة أمير الشعراء في موسمها الخامس، تأهلت بقرار لجنة التحكيم للمنافسة في المرحلة الثالثة قبل النهائية من المسابقة، من مواليد دمشق وتحمل الإجازة في الهندسة، ولها مجموعتان شعريتان قيد الطبع، وسبق لها المشاركة في عدد من المهرجانات الثقافية في سوريا، وتعمل حاليا في مديرية الثقافة في مدينة طرطوس. شاركت ليندا في العديد من المهرجانات والأمسيات والفعاليات الشعرية والثقافية، وحصلت على جائزة المجاهد الشيخ صالح العلي الشعرية، لها ديوانا شعر قيد الطبع: "فصول الحب والوحشة"، "لدمشق هذا الياسمين". تقول ليندا "الشعر بدأ معي منذ طفولتي المبكرة، فقد نشأت في بيت محب للعلم والأدب واللغة العربية وترعرعت في بيئة ثقافية كان الكتاب هو الاهتمام الأقدس فيها.. حيث كنت تلك الطفلة التي تجلس إلى جوار جدها وأبيها وهما ينشدان الشعر ويتنادمانه فنشأت بالفطرة على حب الشعر وتذوقت الوزن الموسيقي منذ نعومة أظفاري وشببتُ على هذا حيث بدأت ميولي تتضح بحفظي للأشعار قديمها وحديثها ثم بداية نظمي لأول أبيات الشعر وكنت في المرحلة الثانوية.. لحظات وذكريات أتذكرها بكثير من الحنين. وعندما دخلت كلية الهندسة بقيت ميولي وأهوائي وشغفي للشعر، فقد كنت أملأ صفحات كتب الهندسة ودفاترها بما أحفظه من عيون الشعر العربي.. في تلك المرحلة بدأت بالكتابة ولكنها في ظني كانت مرحلة جنينية وبدائية لجهة الموضوع والصورة الشعرية، وبالمطالعة والاطلاع على تجارب الأدب الإنساني العربي والعالمي، ومع خبرة الحياة وتنوع التجارب أثمرت تلك الموهبة شعراً طلعت به على القراء. ولدي الآن مجموعتان شعريتان قيد الطبع "لدمشق هذا الياسمين"، و"فصول الحب والوحشة". وحول ما إذا كان لها مفهوم أو رؤية محددّة تنطلق منها في كتابتها؛ تؤكد ليندا "أكيد، فهناك مفاهيم الحياة الكثيرة ومفاهيم الكون والإنسان والبشرية، نعم هناك رؤية محددة وعندما لا تكون هناك رؤية لا تكون هناك قصيدة". وترى ليندا أن "ما يسجل لمسابقة أمير الشعراء أنها أعادت تسليط الضوء على الشعراء وأعادت الشعر العربي واللغة العربية الفصيحة للأذهان، بعدما تغربت لغتنا الأم ودخل إليها الكثير من الألفاظ الدخيلة، كما أنها رفعت من ذوق العامة وجمهور الأدب ومتذوقي الشعر وهذا بحد ذاته أمر مهم، كما أنها يسجل لها إنتاجها لأصوات شعرية بتجارب مهمة لتنطلق بعدها في دوحة الشعر". وحول رؤيتها لحضور القصيدة الكلاسيكية وقدرتها على مواجهة البقاء، تقول ليندا "الصراحة المسابقة تكرس إلى حد بعيد القصيدة الكلاسيكية.. شكلا، وتحاول النهوض بها لجهة المضمون والصورة الفنية، وإن استمرار هذه القصيدة رهن بتطوير القصيدة العمودية فناً وصورة". وتضيف "نلمح في المشهد الشعري العربي بوادر لتجارب مهمة ستتبلور في العقود القادمات، وخاصة أنه لا يزال يسيطر الآن على الساحة الأسماء الكبيرة المعاصرة مثل محمود درويش وأدونيس ونزار قباني. ولكي تلوح بوادر جديدة مهمة يجب على الشعراء القادمين إحداث جديد عن هؤلاء الخالدين، وفي ظني أن هنالك أسماء شعرية مهمة معاصرة تشكل نواة تجارب شعرية رائدة حقيقية". وتوضح ليندا "أما عن القصيدة وتنوع شكلها فتكاد تتداخل وتتماهى الحدود بين أن نصنف القصيدة حسب شكلها، فمثلا نرى أهم التجارب تكتب في الأشكال كلها. وفي تقديري ليس مهماً شكل القصيدة إذا كنا نريد الشعر والشعر فقط". وترى ليندا أن الشعر العربي في أزمة لجهة أن هنالك فورة في دور النشر والتي تنشر أي شيء وفي المنابر التي يعتليها الجيد والرديء على السواء، منها ما ليس شعراً أو أدباً حقا وأيضاً الاستسهال في الكتابة وفي النشر والترويج، ما يغرق الأسواق بكتب نادراً ما تقع على شعر فيها، لكن في ظني هنالك فرز طبيعي بحكم الزمن والتجارب الأقوى والأجدر شعرياً هي من تثبت نفسها وأما الغثّ فيذهب جفاء". وتشير إلى أن هنالك نقادا إبداعيين في الوطن العربي، وعددا من الأقلام النقدية المهمة، ولكن على كثرة ما ينتج من شعر نرى حركة النقد لا تواكب النتاج الشعري، وإن كان ثمة ظواهر نقدية فريدة بين الحين والآخر تظهر فترتفع بالشعر وتحتفي به".