د. عبداللطيف محمد سعيد [email protected] كنا في الماضي القريب نعرف في ملاعبنا ما يعرف بشغب الملاعب... وهو عبارة عن فوضى محدودة لا تزيد على انها مجرد هتافات... ثم تطور الهتاف الى قذف او رمي او حصب – كما يقول الاعلام الرياضي- الملعب بالحجارة. اما الان فقد تحول الشغب الى عنف... بدأ بالاشتباك مع الحكام ثم تطور الى معارك بين لاعبي الفريقين ثم جمهور الفريقين المتباريين ووصل العنف الى درجة غريبة وارتبط بظاهرة تحطيم الكراسي! لا ندري ما علاقة الكراسي بهزيمة الفريق او بظلم الحكم او باستهتار اللاعب؟ وإذا كنا العنف قد بلغ الدرجة التي شهدناها في مباراة المريخ والهلال الاخيرة وقد قامت جماهير الهلال بتحطيم الكراسي وحدث هذا في الفترة بين الشوطين أي ان الامر لم يكن له علاقة بمجريات المباراة. اذاً لماذا حدث ما حدث؟ وما هي الدوافع؟ وهل هذا سلوك جمهور رياضي؟ وهل عرفت ملاعبنا مثل هذه التصرفات في الماضي او عبر تاريخ كرة القدم؟ ان الامر يحتاج الى وقفة بل وقفات والى قرارات حاسمة في مواجهة كل من اخطأ لان ما حدث ينذر بان القادم اسوأ وان ما حدث في الجار مصر شاهد الى ذلك ويجب الاعتبار به وإلا سنفقد ارواحاً وتحطم ممتلكات ونتحسر ونبكي ويومها لا يجدي البكاء على اللبن المسكوب. ان ظاهرة عنف الملاعب التي قلنا ان الملاعب السودانية لم تعرفها من قبل وانها ظاهرة دخيلة يجب النظر لها بمسؤولية وايجاد الحلول الحاسمة لها... فقد كنا بالأمس نعرف المناقشات، حتى ان البعض اطلق عليها لفظ(مناكفات) كانت تخلو من العنف... وكان الجميع اصدقاء ويتمتعون بالأخلاق الرياضية، واليوم تبدل الحال. هناك عدة حلول يمكن اتخاذها في الوقت الحالي وقبل المباراة القادمة منها منع الجمهور المعتدي من حضور المباراة او اقامة المباراة في ملعب خارج مدينة الفريقين وهذا يعيدنا الى مباراة مصر والجزائر وقد لعبت في السودان ورغم ذلك حدث ما حدث ولا حاجة لذكر تلك الاحداث فهي معروفة وقد صحبتها حملات اعلامية خارجية حاولت اتهام السودان بها. ومن الحلول ايضاً ات تلعب المباراة بين جمهور وهو الحل الامثل ولكن هل يتنازل الاتحاد عن دخل المباراة من اجل استقرار الملاعب؟ لو قارن بين ما يدخل خزينة الاتحاد وبين ما يحدث من اتلاف للملاعب لتنازل عن نصيبه. ونقول ان الامر قد تجاوز تحطيم الكراسي الى الموت والإصابات وهذا ضرار وإضرار بالوطن وليس الرياضة وحدها. ان الامور نتوقع لها ان تسير الى الاسوأ خاصة وان البعض يرى ان المعالجات تتم في حصر ما تحطم والمطالبة بتعويض الضرر والتهديد بالاستقالة وهذا لعمري لن يعالج ولن يقضي على ظاهرة العنف التي بدأت وستجتاح ملاعبنا، كل ملاعبنا، في الغد. ينبغي على الوزراء المختصين والإعلام الرياضي وادارات الاندية والاتحادات وقدامى اللاعبين الجلوس معاً لإيجاد العلاج لهذه الظاهرة الخطيرة. والله من وراء القصد