[email protected] استغلال الفضائح الجنسية سواء كانت مدبرة ام عفوية عرفت كسلاح مدمر منذ القدم وفي كثير من بلدان الكون. لاحقت رئيس امريكي سابق ورئيس وزراء ايطالي سابق وزعيم معارضة في تركيا. لذاك لابد من الموبوئين بالتفلتات الجنسية من اتخاذ الحذر كل الحذر.. الظاهر ان البلدوزر لم يكن حذرا بما فيه الكفاية. بالامس استغل هذا السلاح ضده. فقيل انهم ضبطوه في اوضاع مخلة بالاخلاق ومعه اربعة فتيات وانه يمارس الزنا في رمضان. ونشر الخبر علي اوسع نطاق ولا زال يحتل مواقع بارزة في وسائل الاعلام وتتناوله اقلام بارزة كقلم الخال الرئاسي الذي لازال يسوط ويعجن في القصة حتي هذه اللحظة كأن له صلة قرابة بالفتيات او باحداهن. اخذ موضوع البلدوزر كحالة شخصية. هذا يثير الريبة يا خال. لم تتعرض هذه الاقلام للاستغلال البشع للدين الاسلامي وتشويه مكانته الرفيعة في هذه الحادثة. لفت نظري ان اعتداءات صريحة وقعت لمعتقداتنا الدينية. اولها هو الرصد والمتابعة من قبل الاجهزة الامنية ومن ثم اقتحامها الشقة التي بها البلدوزر والفتيات. هذا بحد ذاته يكفي لادانة الاجهزة الامنية وكل المشتركين في تدبير الفضيحة. هل يفهم قادة الانقاذ تعاليم الدين الاسلامي؟ هل سمعوا بان الدين يحرم النط في البيوت دون اذن اصحابها؟ هل سمعوا عن حادثة سيدنا عمر بن الخطاب والنط في البيوت؟ انه ذات ليلة مر بدار سمع فيها صوتا فارتاب و تسور فرأي رجلا وامرأة ومعهما خمر فقال: يا عدوالله أظننت أن الله يسترک وأنت علي معصيته؟ فقال: لا تعجل يا أميرالمؤمنين إن کنت أخطأت في واحدة فقد أخطأت في ثلاث: قال الله تعالي: ولا تجسسوا وقد تجسست، وقال: وأتوا البيوت من أبوابها وقد تسورت، وقال: إذا دخلتم بيوتا فسلموا وما سلمت. فقال: هل عندك من خير إن عفوت عنک؟ قال: نعم،والله لا أعود. فقال: إذهب فقد عفوت عنك. سيدنا عمر اعتذر ولم يسجن ولم يبهدل او يجلد او يبشع. وقام شال نفسه وفات. هذا هو الاسلام الذي نفهمه. ثانيا الدين الاسلامي يامرنا بتجنب القاذورات، فمن ألمَّ منها بشيء فليستتر بستر الله وليتب إلى الله ومن وقع في شيء من الفواحش، فعليه ان يستتر ويتوب، ولا يفضح نفسه وهناك حديث آخر يحث على الاستتار لمن وقع في شيء من الذنوب والآثام، وهو ما رواه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عليه. نعم هذا هو الدين الاسلامي الذي نفهمه. الاثارة والفضيحة والتشهير في وسائل الاعلام ليس من اعتقاداتنا. هي تنافي روح هذا الدين الذي امر بالسترة لا بالمجاهرة وبالتوبة والاستغفار لا بالمحاكم والجلد. ثالثا نسيت الاجهزة الامنية ان تورينا كيف وجدوا المتهم اثناء حضورهم. لا يمكن منطقيا ممارسة جنس في وقت واحد مع اربعة فتيات. فهل وجدوا تعشيقة البلدوزر في مكحل احداهن؟ هل رؤوا جهازه داخل ام خارج المكحل؟ هل رآه اربعة من أفراد الكمين الذي ضبط الواقعة علي هذا الحال؟ بخلاف ذلك لا تعتبر الجريمة جريمة زنا كما يصاعد البعض في وسائل الاعلام. هل يمكن ان يجزموا برؤته منتصبا؟ هل يستطيع هو ذلك وهو شيخ جاوز السبعين؟ والبلدوزر ربما يكون واحدا ممن يمارسون الفاحشة والعادة الكعبة وواحدا من الفاسدين المفسدين وربما استحق العقاب. لكن سماحة شرع الله تركت جانبا في تدبير الكمين. ونشاهد المبالغة في الاذلال والتصعيد والتشويه. ولو افترضنا ان الواقعة حصلت لكبار رجال الانقاذ هل كان سيجلد ويبشع به لهذه الدرجة؟. لو افترضنا مجرد افتراض ان الخال أو قطبي زبطت معه اربعة فتيات أو اربعة اولاد فهل كان سيحل به ما حل بالبلدوزر؟ ام ان التلفونات ستتطاير والواسطات ستتدخل, والرئيس يقيف ويقعد حتي يلغي البلاغ ويبهدل من اعتدي عليهم من الشرطة؟!! الدلائل تشير الي مؤامرة يقف وراءها نافذون في المؤتمر الوطني ومن رفاق البلدوزر لأسباب سياسية وأنها مؤامرة لا تستهدف شخصه وربما ايضا من كان يسانده في مواقفه. الرجل، وقد تجاوز السبعين ومارس السياسة عبر سنين طويلة، عليه ان يدرك مدى عنف ووحشية النظام الذي خضع له وارتمي في احضانه ونفذ سياسته وعليه ان يعلم ان التعاون مع الاهل كان خيرا له.