§ تعيين (الطبيب ) العمومي عبدالحليم المتعافي وزيرا للزراعة جاء من منطلقات تحمل تجربته الشخصية بوصفه أحد النافذين في النظام الذي سخر له كل الامكانيات بتحقيق ارباحا سنوية تبلغ 400 مليون جنيه في مزرعته الخاصة التي يقوم فيها بتربية 2 الف نعجة و50 بقرة . هذا النجاح الذي تراه مؤسسة الرئاسة كافيا بان يصبح المتعافي وزيرا للزراعة في بلد زراعي به نخبة كبيرة خبراء ومتخصصون وباحثون في الزراعة يؤكد أننا فقط نحسن اختيار الرجل الغير مناسب في المكان الغير مناسب ليحدث الطبيب العمومي المتعافي كوارث لا تبق و لاتذر علي الزراعة في السودان. § عندما فشل ود بدر في رئاسة مجلس ادارة مشروع الجزيرة وفي تنفيذ مخطط ( الدمار الشامل ) للمشروع وافتضح امره في محكمة ملاك الاراضي ، أجبر علي تقديم استقالته ولم يشكل له مجلس محاسبة علي المخالفات الكبيرة التي تضمنها تقرير لجنة عبدالله عبدالسلام وفي المخالفات الاخري . مخطط تدمير مشروع الجزيرة هو هدف استراتيجي يستوعبه جيدا المتعافي لانه صاحب المقولة الشهيرة بان ((قانون 2005 منصة انطلاق لانطلاقة جديدة بالمشروع الذي سيتعرض الي جراحة مؤلمة)) وألان جيئ بالطبيب المتعافي لاجراء الجراحة المؤلمة . § استراتيجية المتعافي تختلف عن رؤية رئيس الجمهورية ( اعادة المشروع سيرته الاولي ) .المتعافي يري بضرورة اعادة المشروع ( سيرة ثانية ) لا علاقة لها بسيرته الاولي التي يتكامل فيها البعد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي . المتعافي يريد ان يفتت المشروع بدعوته الرامية الي اضعاف وحدته عبر مطالبته الحكومة رفع يدها عن المشروع وسعيه الحثيث لان يستصدر قريبا قراراً بأيلولة خزان سنار الي ادارة مشروع الجزيرة وخلع وزارة الري حتي تتاح له فرصة الانفراد بالمزارعين وتقديم عروض للمستثمرين علي حساب مصلحة البلاد والعباد. § اختيار المتعافي رئيسا لمجلس ادارة الجزيرة القصد منه التقليل من اهمية مجلس الادارة بجعل كل السلطات والصلاحيات في يد المتعافي الذي يحتكم في الزراعة وهو الوزير وبحكم موقعه في رئاسة المجلس يجعل رأيه غالبا ولا يعلي عليه. المتعافي لا يحمل رؤية علمية وعملية لمستقبل المشروع ، من اين له الرؤية وجميع أهل الرأي والخبرة والمشورة يعارضون اختياره ولعله يعتقد ان مشروع الجزيرة مثل مزرعته التي تدر له الملايين في النيل الازرق او مثل مزرعة السليت التي يشرف عليها . § في وقت سابق نفي المتعافي اي وجود إستثمارات مصرية في مجال الزراعة ووصف ذلك بعبارته ( دا كلام ساكت ) لنثبت له بالصورة عن الوجود المصري في اراضي مشروع الجزيرة و وزير الزراعة المصري عندما انهي زيارته للسودان منح بموجبها مليون فدان لصالح مصر و 400 الف فدان( هوادة) من وزير زراعة ولاية الجزيرة لتزرع بنجر سكر. تعيين المتعافي وزير زراعة ورئيس مجلس ادارة مشروع الجزيرة كارثة كبري علي مستقبل الزراعة في السودان ويبدو انه اختير بعناية لتدمير المشروع لانه اصبح كل يوم ينجز فشل جديد و يبشر بآخر ورئاسة الجمهورية راضية عنه وعن فشله كل الرضاء. § والآن الزراعة في عهد الطبيب العمومي المتعافي تشهد اسوأ حالتها وتهدد بنذر مجاعة في الوقت الذي تتعرض مناطق الزراعة الآلية في الدالي و المزموم تعلن الاضراب عن الزراعة الموسم الزراعي ومزارعي الجزيرة يعلنون الاضراب عن زراعة القطن والزراعة في النيل الازرق وجنوب و شمال كردفان تتعرض الي مهددات امنيبة بسبب الحرب لم يتم الاستعداد المبكر للزراعة في القطاع المروي خاصة في مشروع الجزيرة . § مشروع الجزيرة يتعرض الآن لمشكلة كبيرة جدا في الري حيث ظلت القنوات بلا صيانة أوتطهير ومنسوب الماء في الترعة الرئيسية يكشف عن كارثة حقيقية في شح المياه وستصبح المجاعة امرا لا محالة منها حتي ولو كان الخريف مبشرا لان تكلفة الزراعة صارت غير مقدورة والمزارعون في انتظار التمويل بشروطه التعجيزية والارتفاع صار بمعدلات يومية في اسعار المدخلات بسبب ارتفاع اسعارالعملات الصعبة وكل ذلك صار حافز لعدم المجازفة بالزراعة في ظل سياسات المتعافي الذي يجب ان يذهب اليوم قبل الغد او تبقي الحكاية معاندة فالتحذروا من غضبة إنسان الجزيرة الحليم . [email protected]