[email protected] أطفالنا فلذات أكبادنا في زمان ليس بالبعيد كانت غاية أمالهم لعب كرة القدم و محاولة صيد متبقي النقود حين نقوم بإرسالهم إلي الدكان , كان يمكنك أن تتحدث إمامهم عن مشاكل المخدرات و ارتفاع الأسعار وتفشي الدعارة من غير ادني اهتمام منهم , أما ألان فطفلك يفهم لماذا ارتفعت الأسعار ويناقشك في المخدرات بل يحدثك عن يعرف عن فتيات الاستوبات كما يمكنه أن يفوقك فهما (أحيانا) في مواضيع مثل الثراء الحرام .. في السابق الطفل محصور مابين المدرسة (الكورة) ومسلسل الساعة تسعه الذي يغلبه النوم فيه , أما ألان فطفلك حين يأتي من المدرسة يقضي بضع ساعات في الانترنت وخصوصا الفيس بوك ومن ثم يخرج إلي التلفزيون ويدير أزرار الرموت كنترول إلي بعض قنوات الأغاني وحين يظهر احد والديه تجده يشاهد (تلفزيون السودان ) فتطمئن عليه وتذهب .. فبيداء بجواله في مشاهدة ما حصل عليه من أصدقاء المدرسة عبر البلوتوث ... يأتيه المساء جالسا بعد أن استحم واغرق شعره بكل ما أوتيت من مستحضرات ويطلب منك أما مفتاح السيارة أو النقود لكي يذهب إلي الحصة برفقة الزملاء والزميلات طبعا , بعد أو توصله مكان الحصة وتذهب إلي حال سبيلك .. تفاجئك زوجتك بان اليوم السبت ولا يوجد (لا حصة ولا مدرسة ) فتتساءل عن أين كان هذا الصغير منذ الصباح إذن والي أين أوصلته قبل قليل فتعيد الرجوع إلي مكان أنزلته فتتفاجاء بأنه مقهى حبشي يقدم الشاي والقهوة فقط (والله اعلم ) تدخل تجده يجلس مع بعض البنات والأولاد الذين هم في نفس عمره (تكون محظوظ لو ما لقيتو ماسك سيجارة أو شيشة ) فتناديه وتنهره وتأخذه البيت وفي الطريق تلاحظ انه ليس خائفاً عل الإطلاق .. تسائله أنت امتحانات الشهادة بتاعتك متين .. تلجمك المفاجئة حين يقول (إنا لسه في سنه سادسة ) . المشغوليات وهموم تحسين الوضع المعيشي وانشغال الإباء عن أطفالهم وبناتهم ناقوس لخطر داهم البيوت من غير إذن دخول .. لا تتفاجاء حين يفشل ابنك او تضيع ابنتك فأنت الذي أدخلت لهم الانترنت والقنوات الفضائية واتيتهم بالجوال ليستخدمونه من غير رقابة فأصدقاء السؤ ليس البشر فقط وإنما الالكترونيات أصبحت رفيق سؤء من الدرجة الأولي فاحزر منها .. ليس كل الأطفال هكذا هناك أيضا المجتهدون الطائعون , وليس كل الإباء مشغولون عن أبنائهم . وفر الوقت الكافي لأسرتك وأطفالك حتى لا تتفاجاء بطفلك الالكتروني .