[email protected] الاتفاقيات بين الحكومة والحركات المسلحة ليست جديدة على قيادات الانقاذ فقد ابرمت الكثير من الاتفاقات ولم تستمر بل ان بعض الحركات وضعت السلاح وجاءت الى الخرطوم وفق اتفاقيات هي في حقيقتها ليست الا سوى صفقات سياسية مشبوهة بين النظام وبعض الإنتهازيين في الحركاتوالذي غالبا مايفتقرون الى الوجود الفعلي المؤثر في مجريات الاحداث الميدانية وجهات خارجية معلومة تحمي مصالحها . أكد كثير من الخبراء السياسيين ان النظام لم يكن يرمي من وراء اغلب اتفاقاته سوى ان يفسح لنفسه مجالا للحركة حين يضيق الخناق حوله داخليا وخارجيا وقد برع قادته في الاتفاقات التكتيكية قصيرة المدى والبعد والمرمي. الشئ المؤكد ان هذه الاتفاقات لم تكن تنفذ ولكنها تصبغ وجه النظام وتزيح عنه القليل من الاوساخ التي راكمتها المظلمة التي يديرها ، وموقعوها انفسهم يعلمون بان التطبيق لن يكون الا امتدادا للاشكال الذي من اجله عقد الاتفاق نفسه. يقوم النظام بالترويج للاتفاق الذي رفضه سابقا شكلا وموضوعا من دون اي سابق انذار مما يدل على ان النظام اما يعاني من ضغوط خارجية قوية تصل الى درجة الاوامر وليس امامه حيالها سوى السمع والطاعة، فيبدو قائده راقصا كمهرج في مهرجان رخيص بعد ان ادي دور الرافض والموافق في ذات الدلوكة رقصا وانفعالا يصل الى حد ان يصف الاخرون بانهم حشرات وتحت جزمته وقبل ان ينقضي الشهر او الشهران تجده يسعى اليهم طالبا ان يصافحوه ويبرموا معه اتفاقات ، حتى يذهل المراقب من فعل المهرج الغريب الذي ابتلانا الله به!! الرأي الاخر هو ان النظام يعاني من شيزوفرينيا سياسية بتبني القرار وضده والرفض القاطع والموافقة السريعة والقتل والصلاة والتدين والجهاد والزنا والاغتصاب ، النظام يشبه تماما الرجل المجاهد الشيخ الزاهد الحرامي الزاني باربعة نسوة الذي يسمي بالبلدوزر الانقاذ نظام البلدوزر ..ينظر فقط لما بين قدميه ولايرى ابعد من ذلك ابدا ظهرت فئة جديدة اسميها بالتائبون من النظام الذين صاروا يتحدثون عن الحريات وعن المظالم وعن التغيير وهذه ظاهرة صحية وطيبة ونتمنى ان يصدق التائبون هؤلاء وليعلموا بان ذلك لايعفي من تلطخت ايديه بدم المواطن السوداني ، فالتائبون وغير التائبون سيخضعون لسلطة القانون ويحاكمون اذا ثبت تورطهم في جرائم ضد انسان السودان البسيط الطيب المتسامح . يعتقد الجنرال البشير بان الاتفاق هو ما سيحميه من السقوط بأيدي الثوار الذين بدأوا بالتوجه نحو سوح الحسم والتغيير الفوري ولكن هذا غير صحيح لطبيعة الاتفاق ولافرازاته التي لن تحل سوي جزء ضئيل من المشكل الذي يدفع الناس للتغيير والحسم الفوري الثوري لاليات القمع الانقاذية المتأسلمة البلدوزرية القارئ الجيد للواقع السياسي السوداني الان يرى بوضوح ان هذه الحلكة والظلمة هي التي تسبق ساعات الاشراق بدقائق معدودة فالثوار في الجبهة الثورية السودانية وقوى الاجماع الوطني وغيرها من فصائل الثوار التي لايعلم عنها النظام شيئا تتقدم نحو اللمسات الاخيرة لمشهد مسرحية السقوط الاخير لنظام تداعى وتداعت بسببه كل مقومات الامة السودانية التي تحتاج الى معركة بناء اخرى اكثر ضراوة من انزال المهرج من مسرح الوطن وايقاف الدلوكة حتى يستوي واققا وكفانا مهازل !! هامش: يا أهلنا شدوا الحيل وأبقوا قراب ويبقى بيننا الامل في التغيير دوما،،،،،،،،،،،،،،،،،