ساخن بارد ادريس ، الخطيب وهارون ... ربما هذا خطاب جديد محمد وداعة [email protected] الصحافة ( 3 أكتوبر العدد 6888) قال الاستاذ أدريس عبدالقادر رئيس وفد الحكومة المفاوض فى اتفاق أديس أبابا ( نامل ان ترتفع الحريات الى 40 وليس 4 مع الجنوب ) ، ووصف رافضى الاتفاق بانهم ( خارج التاريخ ) ، وعدد ادريس المزايا التى يجنيها السودان خاصة و البلدين عامة من توقيع الاتفاق وحذر من أن بعض الجهات تحرض على شن حملة مناهضة للاتفاق تهدف الى أجهاضه وذلك عبر أستغلال منابر المساجد الجريدة ( 4 اكتوبر العدد 579) قال الاستاذ الخطيب ( الجنوبيون أخواننا والعجرفة كلفتنا كثيرا)، وأستنكر الخطيب الانتقادات التى وجهت لاتفاق الحريات الاربع مضيفآ أن من تصدر منهم هذه الانتقادات يفتقرون للثقةبالنفس. وقال الاستاذ هارون ( السودانى 6 اكتوبر العدد 2444 ) ( الشمال نفسو قام والجنوب نفسو أنقطع ) وقال هارون أن اتفاق التعاون حظى برغبة قوية من الدولتين فى تجفيف اراضيهما من الحركات المعارضة المسلحة والنظرالى المصالح المشتركة بعين الاعتبار. اشتملت هذه التصريحات قدرآ كبيرآ من الصراحة و الوضوح ولامست لاول مرة الحديث فى المسكوت عنه ، و لاول مرة يدافع فيها المفاوضون عن موقفهم بهذه القوة نافين عنهم صفة ( الانبطاح) منددين و مفندين و مناقشين ، واحتوت احاديثهم على مناقشات فكرية و سياسية و مجتمعية يا ليتهم تحدثوا بها قبل الانفصال ، او حتى قبل ان تنفتح جراحات و تداعيات الانفصال المؤلمة ، لا ادرى بالضبط ما اذا كان الاستاذ الخطيب و هو احد القلائل الذين سمعتهم يتحدثون العربية الفصحى يعنى ( بعجرفتنا ) ، ما اورده المعجم الوسيط او معجم المعانى حيث شرح المعجمان العجرفة بانها (الجفوة و القسوة فى الكلام ،والغرور التعالى و الغطرسة ، التكبر و كراهية الاخر ) ، وهو حتى وان لم يكن يعنى هذه المعانى كلها فهو على الاقل على قناعة بانها تشكل جزء من بعض تراكيبنا الثقافية و الاجتماعية ، وهى احد مكونات اساليب التفكير لدينا ، و هذا ليس وقفآ على اللذين عارضوا الاتفاق ، او تصوروا انهم يعارضونه ، اكاد اجزم انه بشكل عام يشكل احد مكونات الشخصية السودانية بشقيها الشمالى و الجنوبى و ان كان نصيبنا فى الشمال من العجرفة اكبر، حتى فى الجنوب فهناك من يتعجرف على اخر ايضآ جنوبى وان اختلف المقدار فى التعجرف ، لدى اعتقاد ان الاستاذ الخطيب قد فتح موضوعآ جديرآ بالاهتمام و المناقشة ، و يتطلب قدرآ من الشجاعة و الثقة بالنفس ، و لا ينبغى ان نتعامل مع مثل هذا المنطق الجديد باعتبار انه اتى فى سياق الدفاع عن الحريات الاربع ، و علينا توسيع المناقشات حوله و بمشاركة المختصين و اهل العلم و الاجتماع ، و مثله حديث جديد للسيد هارون ، كلتا الدولتين كانتا تنفيان اى وجود لمعارضى الاخرى على اراضيها ، وبرغم هذا النفى تحركت الاجهزة الامنية و اعتقلت العشرات فى الخرطوم و صادرت كميات كبيرة من الاسلحة و الذخائر ، و اتت الاخبار من جوبا بابعاد معارضى حكومة الخرطوم ، وهذا جيد ، وبالرغم من ان السيد هارون لم يساوى بين البلدين فى ( قومة نفس الشمال و انقطاع نفس الجنوب ) ، الا ان الاعتراف (بقيام نفس الشمال) تحديدآ يمثل حالة من الموضوعية و المصداقية لم تتوفر من قبل للسيد هارون ولا للبقية الباقية ابد الدهر من حكامنا على اختلاف مستوياتهم و صلاحياتهم ، يستوى فى هذا الدستوريين و التنفيذين من هم على قمة هرم الجهاز التنفيذى و التشريعى ، و لا اسثناء لقيادات الحزب الحاكم و المساعدين و كل من تولى امرنا ، لعل الكثيرين يظنون الخير فى هذا الخطاب الجديد ، و اتمنى الا اكون من الواهمين ، فاذا كانت الحكومة و حزبها الحاكم قد الانوا عريكتهم بهذا القدرلحكومة الجنوب ، وهم ذاهبون لمفاوضة قطاع الشمال على نفس النسق ، فربما راودنا الامل فى ان هذا التغيير سيشمل خطابهم تجاه قوى المعارضة ، واننا لن نسمع مرة اخرى عبارات مثل ( لحس الكوع ) و ( الخيانة و العمالة ) و ( شذاذ الافاق ) ، هذه العبارات التى لم تجن الحكومة منها شيئآ ، ولا احسنت المعارضة التعامل معها ولم تتحول إلى أسماء لأيام جمعة للتظاهرات ، هذه العبارات لا تشبه الحكومة و لا المعارضة و لا تشبه الشعب السودانى ، الامل فى البدايات التى دشنها ادريس و الخطيب و هارون . هي ليست حرب داحس و الغبراء