هيئة جهلاء السودان (من اين اتى هؤلاء) مؤنس فاروق [email protected] ترى من هم ؟ سؤال يتبادر الى ذهنى كلما طالعت تصريح او فتوى مضحكة و مبكية فى نفس الوقت ممهوره بتوقيع ( هيئة علماء السودان) الى من تتبع تلك الهيئة ؟ و ماهو دروها المنوط بها ؟ و هل هى جهة دينية ام سياسية ام اجتماعية ؟ و كيف يتم تصنيف الشخص فى درجة (عالم ) ووفق اى شروط ؟ و بماذا يكلف ؟ و من الملزم بقرارات و فتاوى هذه الهيئة و توصياتها هل هو البرلمان ام وزارة الاوقاف والشئون الدينية ؟ ام هى فتاوى لشغل الراى العام واثارة الجدل فقط ؟ و هل ينطبق عليها لفظ (هيئة) كما ينطبق على الهيئة القومية للاذاعة و التلفزيون او هيئة مياة المدن او باقى الهيئات و المؤسسات الحكومية الاخرى ..ام هى اقرب الى كونها لجنة او جماعة او منظمة من منظمات المجتمع المدنى الاخرى .. ويبدو واضحا من تصريحات و فتاوى هؤلاء ( المتعولمين) انهم معنيين بالبت فى القضايا السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية من منظور دينى و هذا امر اخر قد نعود لمناقشته فى مقال اخر .. لكن الا يستحق علماء السودان الاخرين هيئة تجمع شتاتهم و تعبر عن ابداعاتهم ايضا .. ترى كيف تدار اجتماعات و مناقشات هيئة علماء السودان التى ( تحلل و تحرم و تكفر و تهدر تبيح و تمنع ) حول جواز استخدام العازل الذكرى (الكندوم) او ختان الاناث و مؤخرا زواج القاصرات ..هل هى هيئة معنية بالقضايا الجنسية فى المقام الاول ..رغم اننى فى اول الامر قد ظننت وان بعض الظن اثم ان (هيئة علماء السودان) هى جهة تضم عدد مقدر من ابناء السودان الواعدين الذين برعوا و تميزوا فى الطب و الهندسة و الفلك و بقية العلوم التطبيقية و النظرية الاخرى و ان مهام هذه الهيئة تنصب فى وضع الابحاث العلمية و دراسة الظواهر الطبيعية و غير الطبيعية و تتبع اداريا الى وزارة العلوم و التقانة و ما الى ذلك.. لكن دعونا نخوض فى امر ما تصدره هيئة العلماء تلك من فتاوى فنحن ما زلنا ننقاش و نحاور حول فتوى ختان الاناث و مضاره الصحية و النفسية على حياة الاطفال من الاناث و افتقاره للسند الدينى و الموضوعى و الصحى و ما يحدثه من تشوية و تاثير سلبى وضحت نتائجه فى المجتمع. الا ان هؤلاء العلماء يصرون على صحة حججهم وبراهينهم الخائبة ويصبغوا عليها صبغتهم الدينية لينصاع الناس خلفها صاغرين ( هل كان الخفاض الفرعونى من الاسلام فى شئ). من المعلوم ان الختان بكافة اشكاله و مسمياته ظاهرة و عادة اجتماعية ذميمة ذات تفكير ظلامى تمارس فى نطاق جغرافى محدد (حوض النيل ) وكان استمراره نتاج لجهل و ضعف المجتمعات التى توارثته لك ان تتخيل ان ابادة الجهاز التناسلى للمرأة و ما يحدثه من تشوية خلقى و مضاعفات صحية و نفسية قد تؤدى الى الموت اصبح بفتوى علماء السودان فوائد و ايجابيات بمنطق تقليل شهوة المرأة للمحافظة على الشرف و العفة و ذلك بدلا من ان يقوم علمائنا الاجلاء بتحرير و تخليص العقول من الهواجس و الخرافات التى ارهقتها طويلا وتنظيف المجتمع من العادات الضارة و ترسيخ قيم التربية و الفضيلة للحفاظ على المجتمع و تماسكه .. رغم ان المجلس الطبى السودانى الجهة المختصة و المسئولة عن صحة المواطنين قد منع ممارسة هذه العادة و كذلك نجد ان الدولة قد صادقت على كافة المعاهدات الدولية التى تحمى الاطفال و تنبذ كافة اشكال العنف الممارس ضد المرأة و الطفل و تدعو لرعاية الامومة و الطفولة و صحة المجتمعات .. لم نفق من كل هذا حتى تفاجئنا الهيئة العالمة بفتوى جديدة تبيح زواج القاصرات (اى هزل هذا فى ساعة الجد) .. تصوروا... رغم المعدلات المنخفضة جدا للصحة الانجابية فى السودان و ارتفاع وفيات الامهات فى الولادة نتيجة الختان و الزواج المبكر تهل علينا فتوى الهيئة بزواج الاطفال فى مجتمع تتدنى فيه نسبة الوعى و ترتفع نسب الجهل و الامية .. هل نتوقع من طفل ان يربى و يعلم طفل اخر ( الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق ) .. هل شروط الزواج و موجباته البلوغ الجسدى للطفلة ام العقلى .. هل الغاية الاساسية من الزواج هو الجنس ام ما يلية من انجاب و مسئولية اخلاقية و تربوية ؟ و كيف تجبر طفلة ان تتخلى عن حقها الطبيعى فى الطفولة و التعليم لتقوم باعباء لا طاقة لها بها او تحمل و لمصلحة من ؟ و من هو الشخص السوى العاقل الذى تسمح له نفسه ان يتزوج ( طفلة ) و لماذا ؟ اليست تلك جريمة ؟ اليس من واجب الدولة و المجتمع ان تحمى الطفل و تحافظ عليه و تحرص على تعليمه و ضمان مستقبله من اجل فائدة الوطن و المجتمع ( علموا النشء علما تستبين به سبل الحياة و قبل العلم اخلاقا ) . ارى ان الاوان قد حان ان يقوم المجتمع بكافة قطاعاته و مسمياته للتصدى لخطرفات علماء الجنس و( بول البعير) و كف اذاهم عن المجتمع الذى هو فى غنى عن كل هذا و لديه من القضايا المهمة فى اصلاح حال التعليم والاهتمام بمكافحة امراض الطفولة التى لا تزال تتهدد اجيالنا حتى نؤمن لهم المستقبل و سبل الحياة و العلم و الابداع و نكف عنهم جهل هؤلاء الجهلاء . اه ما اقسى الجدار عندما ينهض فى وجه الشروق ربما ننفق كل العمر كى نثغب ثغرة ليمر النور للاجيال مرة ............. دنقل