عبدالجليل على محمد عبدالفتاح [email protected] بدون استئذان غادرنا الحبيب (محمد ابراهيم نقد) السياسى البارع والمُفكر والمناضل السودانى القُح وغيابه يُعد خسارة كبيرة للسودان باعتباره شخصية وطنية تفرد بالنزاهة المطلقة بنى مجده بثاقب فِكره ونضاله (نحت) صخر الوطن بعقله ويديه مساهماً فى الحياة الفكرية والسياسية بعقلية المحنك والخبير بالسياسة السودانية بكل ابعادها .. ان رحيل (نقد) يُشكل خسارة جسيمة ليس للنضال فحسب وإنما لمُجمل الحياة ألسودانية ولكن نحنُ على يقين بأنه سيظل ويبقى سواء كان (تحت) الأرض أو على ظهرها حياً أو ميتاً سيبقى مُلهماً للشباب بمعانى النضال من أجل مستقبل أفضل للشعب وللإنسانية.. حظى الراحل بتقدير واحترام جميع السودانيين بمختلف الوان طيفهم السياسى فضلاً عن مرونته واعتداله .. نذر عُمره كاملاً دون منٍ أو أذى من أجل (الوطن) والمواطن منافحاً عن قضايا الظلم والتهميش والقهر لم يكن بطعّان ولا لعّان ولا بفاحش ولا بذئ وإنما ظل مثالاً لود البلد الاصيل .. كان يقتات على معالجة مشكلات الوطن العظيمة احب وطنه بأقوى يقين وأزهى حماس وخدمه بكل ما ملك من مواهب وحواس وطاقات ظلت نفسه عامره وزاخرة بحب السودان .. وبرحيله وغيابه تنطوى صفحة وضيئة مضيئة مشرقة من النضال الدءوب والحياة العامرة بالبذل والكفاح والتضحيات العظيمة فى سبيل الوطن وبسطاء الناس .. ونحنُ كشباب مازالنا نُكابد رحيل (نقد) ونخوض فى بحر فجيعته ويعتصرنا الم غياب الزاهد الناسك فى محراب (الانسانية) دخل للدنيا (فقيراً) وخرج منها (فقيراً) إلا من محبة شعبه وعارفى فضله وكان (مدرسة) بحق خرّجت اجيال عديدة كونه متواضعاً حد ألتواضع فاستحق احترام كل الناس من مختلف المدارس ألوطنية .. يُمكن القول بكل ثقة واطمئنان ان (نقد) لم يُشارك يوماً فى جلد الشعب بالسياط كما لم (يأكل) وينهب ماله العام و(لا) الخاص بفسادٍ بل حظى بالإعجاب وحقق رصيد وافر عند كل الناس وكانت له قدرة على مد حبال الوصل والتواصل مع الجميع وتلك والله مهارة متميزة ونادرة فى زماننا هذا .. كان نقد صاحب بصيرة عالية التوجه نحو قضايا الوطن وساهم فى ارساء ادبيات الخلاف ليخرج من أزماته العميقة وحتى يتوقف النزيف نأمل ونرجو ان نخلق من رحيله فرصة لنتدارس حال السودان بأزماته المتعددة ونستفيد من درس غيابه فى عمل تحّول حقيقى فالراحل كان حريصا فى علاقاته مع المختلفين معه اكثر من المتفقين ومما يُحمد له نجاحه فى لّم شمل الحِزب بترتيب اوضاعه التى افضت لبقاء الحزب الشيوعى على مساره التاريخى والسياسى (بلا) انجراف فقد انقادت قِيادات وكوادر الشيوعى للزعيم (نقد) بتناغمٍ وتلازم وسلاسة وبتعاون كبير يُحسب للشيوعيين ما جعلهم (بُعبعاً) يُخيف الخصوم وأداة من ادوات الحزب فى تنفيذ اهدافه وبرامجه فالحزب ياسادة فى حاجةٍ لترميم جدرانه وطرق آفاقٍ جديدة تتواءم مع الشباب وقضاياه.. غير أن طائر الموت النقاد اختار (نقد) فذهب لرحاب ربه وهو يحظى باحترام يليق بمقامه السامى الذى استحقه من الجميع فقد كان فعلاً رجلا ًجديراً بالاحترام مشى (نقد) على الجمر قابضاً عليه دوماً انه قدر الأحرار والثوار كلّهم فى هذه البقعة التى كُتب الله لنا العيش فيها.. فبغيابه اختلط حابل الأحزان بنابل الجراحات والكُل فاغر فاهه من هول المصائب (نقد) إسمُ سيقف تاريخنا السودانى أمامه طويلاً متأملاً تجربة هذا الرجل (الفِكرة) رجل زهد الدنيا والحياة بكل مغرياتها ركل الحياة لقناعته الصادقة أن الحياة ما هى إلا وسيلة لخدمة الناس وقضاياهم فهكذا كان نقد طِوال عمره نافذ البصر والبصيرة .. فبما قدمه لشعبه وأمته وبصبره ومجالدته وببصيرته ورؤاه المنفتحة وبحزمه وبعزمه وبصموده وشجاعته وبكبريائه وعلّوه بكل تأكيد يستحق أن يكون نموذجاً.. * لستُ هنا بكل تأكيد لأقول للناس من هو نقد؟ فسيرته المبذولة فى أذهان الشباب أنصع وأجمل وأبقى من أىّ مداد يحاول الكتابة فيه .. غير أنه لمن المخجل حقاً أن لا نتناول سيرته ودروب الجمر التى مشى عليها الرجل التزاما وطواعية إيماناً بعدالة قضيته وقضايا أمته السودانية .. أللهم أرحمه وتقبله وأكرم نُزله وأدخله الجنه بغير حِساب ولا سابقة عذاب يارب العالمين .. وأرحم وأغفر لموتانا وجميع موتى المسلمين ..ان العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراقك يا (محمد ابراهيم) لجّد محزونون يأتى عيد (الاضحى) وأنت فى (موسم الهجرة لرحاب المولى ) وهى أفضل من رحابنا يامحمد بجوار (ربٍ) رحيم .. * تهنئه خاصة ومميزة للمكّرم الخلوق (عثمان عبدالماجد فرج) بالدندر القويسى ولعائلته الكريمة وإخوانه وجيرانه وأحبابه ورفاقه الكُثر .. وعيد أضحى مبارك للجميع بالداخل والخارج .. وكل عام وجميعكم بألف خير وعافية .. **الجعلى البعدى يومو خنق ... ودمدنى السُنى الجمعة 19 أكتوبر2012م