[email protected] كما اسلفنا فان السادات قام باغراق الاقتصاد المصري في الاقتصاد العالمي وبعد زيارته الشهيرة لاسرائيل دخل المستثمر الاسرائيلي مصر باوجه خفية وشبه خفية ومعلنة في بعض الاحيان وصارت شبكات الموساد تعيث فسادا في الاقتصاد المصري وصارت ام الدنيا حبيبسة المعونة الامريكية حتى يومنا هذا. هذا الفساد المطلق في السلطة والترنح في السياسة ادى لظهور الاسلاميين في الحياة السياسية بعد سنين عجاف قضوها في سجون عبدالناصر وبدأ نجمهم يلمع خصوصا داخل الثكنات العسكرية ووجدوا تعاطفا غير معلن للرافضين لسياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني والرافضين لكامب ديفيد بالتحديد ،فهم كثر حتى في صفوف القوميون العرب الذين مازالوا تحت سكرة الحلم العربي والوطن الواحد من المحيط الى الخليج. ناسين او متناسين ان الدول التي يسمونها بالعالم العربي هذه تحتوي على عرقيات وثقافات غير عربية في السودان يوجد النوبة والدينكا والنوبيون والشلك وغيرها من القبائل والاثنيات التي لا تنتمي الى العروبة باي شكل اثني او ثقافي وفي المغرب يوجد الامازيق والطوارق في ليبيا والاقباط في مصر والتركمان والاكراد في سوريا والعراق وغيرها من المكونات الاصيلة في الدول العربية ولاتنتمي الى العروبة البتة. قامت الانظمة القومية بفرض الثقافات العربية ومحاولة صبغ العروبة باسوأ طريقة لذلك هي محاولة مسح المكونات غير العربية من خريطتها الديمغرافية بابادتهم في السودان مازالت الابادة ترتكب بحق النوبة والفور والمساليت وغيرها من مكونات الدولة السودانية الاصيلة بواسطة من يعتقدون العروبة توهما ضد مايسمي اصطلاحا بقبائل الزرقة الافريقية لفرض سياسة اللادغمسة كما اسماها الجنرال البشير ذو النسب العربي والقرشي النبيل. في العراق تمت ابادة الاكراد بالغازات الكيمائية فيما عرف بعمليات الانفال وظل الجنرالات يبيعون الحلم العربي كبضاعة تضمن بقائهم وآلهم قابضين على امور البلاد والعباد وحلم الملك والخلد الذي لايبلى باكذوبة العروبة والمصير الواحد واسرائيل العدو الذي يتآمر على الامة ، برغم من ان تقارير الموساد تقول بانها قد نجحت في التسلل الى غرف نومهم ومخادعهم وكشف عوراتهم حقيقة لامجاز. قامت الجماعات الاسلامية الجهادية والاخوان المسلمين باغتيال السادات لان الاغتيالات السياسية هي جزء اصيل من خصائصهم في حسم الخلافات السياسية ، ولا شئ بعد ولا احد ، خرج بعدها الرئيس مبارك من تحت الكراسي ليتولى حكم مصر الغارقة في المعونات والاتفاقيات المقيدة مع الولاياتالمتحدةالامريكية فما كان منه الا ان سار على نهج سلفه السادات مجبرا برغم من ان له تاريخ مشرف في الجيش المصري ومواقف تاريخية ولكن لايمكن ان يقود عربة الحكم سوى الاقتصاد فانحني للعاصفة ولم يستقم بعدها ابدا بل ادمن الانحناء ثم الركوع ثم الانبطاح لاصحاب المال السياسي النافذ فساد الفساد وسرى في شرايين الاقتصاد المصري المال المسمم بالخيانة للانسان المصري وحقوقه . سطع نجم الاسلاميون بقوة هذه المرة في مصر بعد ان ظل مبارك يهدد بهم الغرب بانهم بديله وانه الافضل لهم ولكن الغرب يدرك تماما بان الاسلاميون سلطويون في المقام الاول ولا مبادئ لديهم على الاطلاق ،علمت ذلك يقينا بعد وصول حركة حماس الى الحكم في غزة ، فقد تنازلوا عن كل شئ الارض والحدود واعترفوا باوسلو التي طالما تغنوا بانها اعظم خيانة تاريخية للارض الفلسطينية والمواطن الفلسطيني في الداخل وفي الشتات وقاموا انفسهم بمحاصرة العمليات النوعية التي كانوا يقومون بها بالتنسيق مع فصائل اسلاموية اخرى من الجهاد الاسلامي وسرايا ابوعلي مصطفي ،وصارت حماس انتيكة مقاومة صنمية وبوقا يطلق الشعارات دون ان يقدم التضحيات والعمليات الفدائية مقابل ان يظل في السلطة وقد كشفت عميلة الموساد الشهيرة امينة المفتي زيف تدينهم بولوجها الى غرف نوم قادتهم اولوا اللحى وحملة المصاحف في الخنادق . فقامت الولاياتالمتحدةالامريكية بابرام صفقة جديدة يصعد بموجبها الاسلاميون الى السلطة ويبيض وجهها كداعى لديمقراطية العالم العربي وحامي حقوق الانسان فقامت بتصعيد التيارات الاسلامية في الكثير من الدول العربية في ربيع عربي زائف مستخدمة اليات الاعلام الاسلاموي المخبأة في عباءات الاعلام الحر المهني النزيه مثل قناة الجزيرة لتقوم بدعم التيارات الاسلامية في مختلف الاقطار، ونلاحظ بان ليبيا عندما اتت انتخاباتها بالليبراليين الى السلطة لم تجد نصيبا من اهتمام القناة المهنية اياها وكذلك ثورة 17 يونيو/27رجب المجيدة في السودان عام 2012 بحكم ان الحكام متأسلمين لايجوز الخروج عليهم لان الثورة هي خروج المظلومين الى الشوارع لتغيير الانظمة الفاسدة ماعدا الانظمة الفاسدة الاسلاموية العنصرية البغيضة . واجهت الحركات الاسلامية في العالم بعد صعودها الى السلطة في موجة الزيف العربي بعد سرقتها الثورات وركوبها على ظهر الآخرين اشكالات عدة اولها تجربة حكم الاسلاميين في السودان التي يعلم القاصي والداني بفسادها وقسوتها ومعاداتها للانسانية والقيم التي تعارف عليها الناس في التعايش وقبول الاخر واحترام المعتقدات والمساواة والعدالة والحفاظ على سيادة البلاد ووحدة اراضيها ،ومانادت به الاديان السماوية قاطبة . ونواصل،،،،،،،،،، يبقى بيننا الامل في التغيير دوما,,,,,,,,,,,,