[email protected] منذ خروج المستعمر الاجنبي عام 1956 ظلت النخب السودانية المتعاقبة على السلطة في الخرطوم تنظر الى المشكلة السودانية نظرة الاستهوان والتعامل مع حلها بعقلية الشطارة وافتراض الغباء على الاخرين الامر الذى كلفنا ما يفوق نصف قرن من حروبات وموت الملاين وتشريد عشرات الالاف ومرض وفقر وتخلف بل اخطر من ذلك انفصال جزء عزيز من البلاد ومازال الحرب نيرانها تستعر في اجزاء كبيرة من البلاد كل ذلك بسبب الاخطاءت المتكررة في التعامل مع المشكلة السودانية . عند اندلاع الحرب لاول مرة في الدولة السودانية الحديثة في عام 1955 وظهور الانانا كحركة مطلبية بقيادة جوزيف لاقو .استهون السلطة الحاكمة في الخرطوم انذاك بالامر وعند اتفاقية اديس ابابا في عام 1973جاءت بحلول جزئية وفرعية للمشكلة وهي كانت مجرد هدنة استمرت عشرة سنوات لتستعر نيران الحرب من جديد في عام 1983 بصورة اكبر واشمل مما كان قبل اديس ابابا وبشمل في هذه المرة جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور. وقد تكرر السيناريو من جديد في عام 2005 بنفاشا عند توقيع اتفاقية السلام الشامل مع قضية جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور بذات النهج عقلية (الشطارة) وحل المشكلة من الفروع وافتراض الغباء على قيادات ومثقفي وابناء هذه المناطق . هذه السياسات التى مارستها تلك النخب هي التى اوصلت البلاد الى شفير الهاوية ومستنقع الحروبات والاقتتال بين ابناء الوطن الواحد وتشرزم اللبلاد بعد التمادى في انتهاجها . مما جعل الاشقاء الجنوبين ان يتوصل على استحالة العيش مع هؤلا في حدود قطر واحد وكان الانفصال .ان محاولة اعادة السيناريو مرة اخرى وفقا لقرار مجلس الامن 2046 الذي يلزم الطرفين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني للعودة لبرتكول اديس ابابا الاطاري دون وضع اعتبار لحركات دارفورالتى تقاتل الان مع االجبهة الثورية . ومحاولة استغلال المؤتمر الوطني هذا القرار لتمارس عقلية الشطارة على هؤلاء المناطق ستزيد من تفاقم الاوضاع الامر الذي يحتاج الى نظرة ثاقبة حتى لا تعود حليمة الى عاتدتها القديمة . بالتالى ان مايجري في بلادنا اليوم مسؤلية كل السودانيييييييين لابد من اعادة بناء الدولة السودانية على اسس تراعي كل التنوعات والتعددات الموجودة على مستوى البلادوالنظر بعمق وتاني ووطنية للمشكلة السودانية وحلها من الجزور وبتر شجرة المشكلة نهائيا من الجزور وليس من الفروع لكي لا تزداد اخضرارا اكثر مما كان ويجب الاستفادة من ماضينا المرير حتى لا تشمل الحرب القادمة مناطق اخرى .وما حركة تحرير كردفان الكبرى ببعيد عن الاذان وماضينا حافل بمثل هذه التجارب .وان سياسة الملتقيات التى ينتهجها هذه النخبة الحاكمة حاليا كملتقى اهل المصلحة لاتحل مشكلة السودان وهي مجرد بندول لتسكين الالم في فترة وجيزة ليعود مرة اخرى بصور اكبر .ثم عن واي مصلحة يتحدثون هل من المصلحة ان يضرب اهلهم المواطنين العزل بالانتنوفات والميجات ليل ونهار ام من المصلحة ان يمنع المساعدات الانسانية للاطفال والنساء واستخدام سياسة التجويع كسلاح .كل هذه المحاولات الفاشلة لا تحل المشكلة . لذا لابد من وضع حد لمثل هذه السياسات وهي مسؤلية تقع على عاتق جميع الوطنين بمختلف سحناتهم واثنياتهم ومختلف الوان الطيف السياسي لايجاد الحلول لهذه الازمة التى استمرت لاكثر من نصف قرن والى متى هذا الصمت الذي لاينتهي والا على الجميع ان يستعد ليشهد دولة جبال النوبة ودولة دارفور الكبرى ودولة النيل الازرق ودولة كردفان الكبرى وهنالك دويلات سنراها فيما بعد وما دولة جنوب السودان ببعيد .