* ( عن كثب ) حرب أسياف العشر المغيرة حسين [email protected] للمرة الخامسة على التوالى ووفقاً لما هومعلوم ،تقوم فوّة من سلاح الجوالاسرائيلى باستباحة السماء والأرض السودانيين وتقصف قوافل وسيارات ومصنعا للذخيرة فى العاصمة السودانية وتؤوب هذه القوات المغيرة الى قواعدها مخلفة وراءها القتل والدمار دون أن يمسها أحد ، بل دون يحسها أحد وتنفرط بعد ذلك سلسلة التصريحات الإعلامية المتضاربة للمسئولين السودانيين التى يجنح جلّها لمغالطة الحقيقة أو محاولات دفنها فى استخفاف مهين بالشعب السودانى الذى يرى ويسمع وتوثق ذاكرته المتقدة كل شئ . التصريحات الرسمية السودانية وبعد محاصرتها من الداخل بتناول أخبارالقصف شعبيا وسريان ذلك فى الربوع السودانى المتداخل وبتبنى اسرائيل هكذا عمليات ، مبررة ذلك أن السودان يمد ويهرب اسلحة لمقاتلى حماس الفلسطينيين وجيش حزب الله اللبنانى ، هذه التصريحات ، وبعد لأى وجهد ، تعترف أن اسرائيل هى التى قصفت السودان وتتبنى ، لحفظ ماء الوجه المهدر ، عملية الرد ، بدل الصاع صاعين ، لكن فى الوقت والمكان المناسبين ، دون أن يحين ذلك الوقت ، أبداً ، أو ينجلى مكان الإنتقام . اسرائيل لا تهذر أبداً فى مسألة أمنها القومى ، شأنها شأن دول كثيرة تحترم شعبها وتقدس ترابها ووجودها ، ما يملى عليها الواجب ، من وجهة نظرها الوطنية طبعا ً ، أن تقوم بالدفاع الأستباقى لكل ما تشعر أنه يهدد أمنها القومى هذا ، مهما يكن صغيرا وغير ذى بال ، أو بعيدا عن محيطها الإقليمى فترسل طائراتها المقاتلة لدك وتدمير ما ترى أنه مهدد لوجودها . فى الجانب المقابل ، فنحن ، فى السودان ، لنا وجودنا الذى يجب أن نحترمه ولنا سماءنا وأرضنا التى يجب أن نقدسها ونحميها من الأستباحات المهينة ، كما لنا تاريخنا العميق ومستقبلنا المأمول . لكن يبقى السؤال معلقا ً ، كيف لنا أن نحمى كل ذلك ؟ ونحن بعد دولة لا قبل لنا بمجابهة تقنيات اسرائيل المتطورة ، كما يصرح قادتنا المبجلون ولا نملك سوى ما يشبه أسياف العشر مقارنة بترسانة التسليح الأسرائيلية رغم علمنا المتيقن أن أكثر من 70 بالمائة من الميزانية القومية السودانية يذهب للأمن والتسليح فى بلاد يجوع أهلها ولا تدخر ، والحال كذلك ، من هذه الميزانية ثمنا لرادارات تكشف وترى المقاتلات الأسرائلية لتقوم بالواجب المعلوم تجاهها بدلاً من الإعتماد على تقنية الرؤية بالنظر التى يتبناها وزير دفاعنا عفى الله عنه وأعفاه من هذا المنصب الحساس . إن المبدأ الأساسى والمصوغ الذى تسوقه اسرائيل لتضربنا فى كل مرة هو أن النظام السودانى يقوم بتغذية مقاتلى حماس وجيش حزب الله بالأسلحة التى تقلق مضاجع اسرائيل وإنه من واجب الشعب السودانى ومعارضته وتشكيلاته المدنية محاصرة النظام الحاكم ليس بالأسئلة وحسب وانما كذلك بالإحتجاج على زج البلاد فى حرب مباشرة مع دولة مثل اسرائيل لا تحارب حين تحارب بمخاتلة الشعب والكذب عليه وتجهيله والإفساد بماله وعقيدته وتزوير كرامته وجرها بالأرض وتمزيقه لقبائل وجهويات بغيضة واشعال الحرب فى دياره المطمئنة وانهاكه بالجوع والفقر والمرض وحكمه فوق ذلك ببطش السلطة وشموليتها والتضييق على أحزابه وصحافته الحرة وخنق مفكريه ومثقفيه ومحاولة كسر أقلامهم الشريفة ، وعلى القوات المسلحة السودانية الإنتباه لمحاولة النظام لجرها نحو حرب ليست هى حربها أبدا ً . حين رفع الأجداد اسياف العشر فإنهم رفعوها فى وجه مستعمر بغيض فعل بالأهالى ما فعله هذا النظام بالحرف الواحد فاّمنوا بقضيتهم وانتصروا لها وأدهشوا عالم ذلك الوقت بصمودهم وصبرهم وحسن تطلهم للحياة وأدركوا باكرا أن فى الموت من أجل الوطن حياة خالدة . لكنما الإنصراف لمد الاخرين بثروات وطننا أحوج ما يكون لها وتبنى قضايا الغير وحروبهم المختلف عليها فإن ذلك لا يعدو أن يكون سوى حمق أبله وسوء تدبير مهلك وتنطع لا مبرر له وفساد وجودى ووطنى لن يغفره التأريخ ولن يذهب بوطننا صوب المستقبل بل ، والحق يقال ، يربطنا فى وتد متحجر ويبقينا فى تيه عمه ودائرة شايكة ويصرفنا بالكلية عن بنا ء الوطن وتنمية انسانه الذى ينتظر ويستحق .