منصات حرة المال والنفوذ والشهرة !! نورالدين محمد عثمان نورالدين [email protected] المال والنفوذ متلازمان ومتناسبان تناسب طردي كلما زاد المال زاد النفوذ ولكن المشكلة تكمن فى أن كل من هب ودب وإمتلك مالاً وبالتالي إمتلك نفوذا .. يهرول ويريل ويزبد ويربد خلف ( الشهرة ) .. بأي ثمن وبأي طريقة وبأي اسلوب .. وغالباً ما ينتهج منهج ( الغاية تبرر الوسيلة ) .. وهكذا نرى الساحة تعج وتنضح .. بهؤلاء الأشخاص الباحثون عن الشهرة بشتى الطرق .. فنرى مثلاً صاحبنا ذاك الذي إمتلك فى بداية التسعينيات مالاً وفيراً ودون مقدمات وكان هذا الشخص حينها مثيراً للجدل وللحيرة فهو كان موظفاً عادياً ثم أصبح مليارديراً فى ليلة وضحاها .. تارة قال البعض إنه ( التنزيل ) وما أدراك ما التنزيل .. وقال البعض الآخر إنه مال بعض الجماعات الإرهابية التى جاءت تستثمر اموالها فى السودان فقام صاحبنا ..( بضربها ) .. ويقال أيضاً إنه غسيل الأموال .. هكذا تتعدد الروايات والنتيجة واحدة .. ثراء غريب فى وقت وجيز .. المهم .. طفق صاحبنا يبحث عن الشهرة بعد أن إمتلك المال والنفوذ وإمتلك لقباً جميلاً فى الساحة .. وبدأ يكتب الشعر ثم يكتب النثر وينشر فى الصحف والمجلات .. بماله .. وكثير من الصحف لا مانع لديها طالما سيدفع صاحبنا من أن تنشر له بل .. أن تكتب له أيضاً مايريد أن ينشره بإسمه .. ولكن فى الآخر المال يفعل الأفاعيل .. وبعد مرور الزمن والوقت أصبح صاحبنا من نجوم الساحة ونجم مفضل للفضائيات ( السودانية طبعا ) .. فالفضائيات العالمية لا تبحث عن مال هؤلاء فهي تبحث عن المشاهد غالباً .. هذا نموذج .. وهناك نماذج كثيرة من هذه العينة .. ذلك الذي يبحث عن الشهرة من خلال الزواج من إحدي المشهورات .. مذيعة كانت أو كاتبة او شاعرة أو مقدمة برامج أو مطربة .. ولا يهمه هنا .. تلك التفاصيل العائلية ..!! النسب والحسب .. كل مايهمه هو نيل قسط من الشهرة .. وقد ينالها ولكن قد تنعكس مرات كثيرة بطريقة سلبية .. ويدعى ب ( زوج الست ) .. كما يقول أشقاؤنا المصريون .. فزوج الست جدير بالإحترام لأنه فقط زوج الست وليس لأنه مشهور بأفعاله وأقواله .. وأشد ما لفت نظري أن معظم .. هؤلاء الباحثون عن النفوذ والشهرة بعد أن إمتلكوا المال الوفير والبنايات الشاهقة والسيارات الفارهة ... لا يطرقون باب الشهرة من خلال العمل السياسي .. فالعمل السياسي لا يعطي الشهرة بسهولة وإنما هو عمل مضني وصعب وطويل .. ويحتاج لجلد وصبر وهؤلاء لايتصفون بهذه الصفات .. لذلك تجدهم جميعهم يتجمهرون أمام باب العمل الرياضي .. ويطرقون باب الشهرة من خلال الساحة الرياضية .. فهذه الساحة سهل الدخول إليها وسهل نيل الشهرة من خلالها وسهل الخروج منها .. بعد أن ينال قسط وافر من الشهرة .. وبذلك يحافظ على ماله ونفوذه .. وتزداد شهرته على صفحات الصحف والقنوات الرياضية ومجالس المدينة الرياضية .. والعجب أن أجمل وصف لهذه الحالة المرضية .. هو أن صفراً كبيراً أصبح فى يوم وليلة صفراً كبيراً جداً ومشهوراً جداً .. ولكم ودي .. جريدة الجريدة
