{ ضريبة الشهرة كان هو عنوان المقال الذي اختاره الاستاذ صلاح ادريس ليسرد من خلاله رؤيته فيما يتعلق بالضريبة التي يدفعها النجوم والمشاهير وما يلاقونه من ضيق في بعض الأحايين رغم ان الشهرة شئ يتمناه كل شخص. { انا لست بغرض التعقيب على المقال ولكنني وجدت ان موضوع المقال جاذب والطرح فيه مؤثر ومؤسس لذلك آثرت ان اكتب في بعض الجوانب الخاصة بالشهرة والنجومية. { السؤال الذي يتبادر للذهن هل الشهرة تمنح ام تكسب؟ فهناك شخص يقول ان مجهوده في مجال معين وفهمه وعلمه وكده وجهده هي العوامل التي اكسبته الشهرة وهناك شخص آخر يقول ان المكان او المجال الذي انضم اليه هو الذي منحه الشهرة والنجومية وكلا الحديثين صحيح مع الاحتفاظ بالفارق لفطنة القارئ. { من حظي بالشهرة فهو بالطبع ذاق طعم «الحلو مر» فيها ولكنني اؤكد ان مر هذه الشهرة فيه من اللذة الكثير جداً مما يخفف الضيق الذي يتسبب فيه الآخرون عن قصد او دونه. { ان تصبح مشهوراً فذاك امر ليس بالهين ويجب ان يحمد الله عليه كثيراً جداً فالإنسان بطبيعة البشرية يبحث عن امرين مطلوبين في الحياة وهما المال والشهرة فالبحث عن المال ضروري للقيام بمتطلبات الحياة اليومية الصعبة وبعد ذلك يسير الشخص نحو البحث عن الرفاهية وهي أمر غير مستنكر .. شهرة مع رفاهية تجعلك تقوم بادوار مؤثرة في المجتمع وتسخر هذه الملكات لفائدتك والآخرين. { وكذا البحث عن الشهرة يعتبر امرا تمليه غريزة الانسان الطموح ولكن اذا وجد الشخص المال هل لا يحتاج للشهرة؟ واذا وجد الشهرة هل تكسبه المال او تغنيه عنه؟ { واضح جداً ان الأمرين مرتبطان ببعضهما البعض لدرجة كبيرة مع اختلاف طفيف هو أن صاحب المال قد لا تكون لديه رغبة في الشهرة ولكن صاحب الشهرة قد تكون دوافعه اكبر لاكتساب المال. { ورغم ايماننا بان اكتساب الشهرة صعب جداً ولكن المحافظة عليها اصعب بكثير فنجوم كرة القدم في السودان مثلاً ينالون حظاً من الشهرة لا يناله الكثيرون في المجالات الأخرى فكثير جداً من الناس يعرف معظم لاعبي كرة القدم في فريقي الهلال والمريخ ولا يعرف اسماء خمسة او ستة وزراء في الدولة. { ولكن ذات النجوم الذين اكتسبوا هذه الشهرة او منحت لهم لا يستطيعوا المحافظة عليها حال مغادرتهم ارض الملعب وذلك لعدم وجود تخطيط مسبق للمستقبل لأن لاعبنا في السودان لم يصل حتى الان مرحلة التخطيط الشخصي للمستقبل ويرفض ان يستعين بصديق يخطط له وهذا أمر خاطئ يتكشف له حال مغادرة المستطيل الأخضر ليبدأ رحلة البحث عن الوساطات.. { ضريبة الشهرة واجبة السداد وهي صعبة جداً ويجب على كل شخص ذاع صيته وبرز نجمه ان يدفعها بطيب خاطر وان يكون على قناعة ان هذه الضريبة لا تعادل 1% من الشهرة التي يعيشها «وقد» يستفيد منها لأنه ليس كل مشهور مستفيد من شهرته وليس كل مشهور يتخذ الشهرة وسيلة لكسب المال. { اعتقد ان المشاهير في بلادي لم يقوموا بدورهم تجاه المجتمع بصورة كبيرة فالشخص المشهور قد يتحرك بذاته ليقوم بهذا الدور ولكن هناك هيئات ومؤسسات عليها ان تقدم على الاستفادة من المشاهير لتوصيل رسالتها المجتمعية وبذلك تكون قد أسست لشراكة ذكية جداً بينها والنجوم والمشاهير والمستفيد طبعاً ثلاثتهم والثالث طبعاً المجتمع. { الشهرة مربوطة بحجم الاعلام المسلط عليها وبدونه تكون غير فعالة وتخبو تدريجياً لتختفي وان ذكر النجم فيكون ذلك مرتبطاً بتاريخ معين او حدث سابق يتجدد تذكيره في اوقات متفرقة. { هل الاعلام يمنح الشهرة؟ لا اعتقد ولكن الصحيح ان الاعلام عامل مساعد وضروري جداً لابراز النجومية لتصل مرحلة الشهرة لأن هناك شخصيات لا تسعى لوسائل الاعلام بل الاعلام هو الذي يسعى اليها. { وسائل الاعلام مطالبة بان تعامل الشخص المشهور بطريقة مقبولة ولا تتعرض لحياته الشخصية وعليها ان تستفيد منه فهو اضافة لها وللاعلام حق انتقاء الشخصيات المشهورة التي تتفق ورؤيتها الاعلامية. { لابد من التفرقة بين مصداقية الخبر وحرية التعبير بوجه عام وعند التعامل مع الشخصيات المعروفة والمشهورة بنوع اكثر خصوصية. { عموماً لا يوجد مقياس ثابت نقيس عليه انطباق هذه المفردة «الشهرة» على شخص معين حتى نجزم بأن هذا الشخص مشهور ولا توجد ايضاً درجات نضع فيها المشاهير لنحدد من هو الشخص الاعلى شهرة وبالتالي الاعلى دفعاً لضريبتها. { على كل مشهور ان يدفع ضريبة شهرته بصدر رحب فهي ضريبة واجبة السداد والا عليه بالانزواء والتخلي عن الشهرة. { فالشهرة متاعب لذيذة اذا تعاملت معها وسلمت بها.. { كونوا على موعد آخر..