بسم الله الرحمن الرحيم الإنقاذ الأولى: الثقب الأسود وخيوط الضوء قراءة في كتاب المحبوب عبد السلام : دائرة الضوء وخيوط الظلام محمد إبراهيم العسقلاني [email protected] النموذج التفسيري قّدم الأستاذ المحبوب عبد السلام نموذجا تفسيريا تحلل داخله أحداث العشرية الأولى للإنقاذ ،من خلال صورة مجازية في شكل دائرة للضوء ترمز إلى قواعد وأصول ومخططات الحركة الإسلامية وقيادتها الرشيدة ، ثم خيوط للظلام تسللت من مواقع نائب الأمين العام لتفسد كل شيء فتعتم الرؤى وتحبط المساعي وتمنع إنفاذ المطلوبات وتسوف آجالها حتى انتهت إلى المفاصلة . ولعلنا في هذه القراءة لكتابه نحاول إن نقدم نموذجا تفسيريا مغايرا يقوم على صورة مجازية مختلفة هي الثقب الأسود الذي يبتلع كل خيوط الضوء . فرؤيتي تقوم على أن ثقبا اسودا قد احتل مركز تفكير الحركة الإسلامية منذ أوائل السبعينات تجسد في إستراتيجية التمكين العامة التي اعتمدت الخيار العسكري – الانقلابي للوصول إلى السلطة ، باقتراح ثم تشجيع من عناصر لها ماض مع الحزب الشيوعي السوداني في النصف الثاني من الستينات ، وقد لاقى الاقتراح رفضا واستهجانا من قادة الحركة يومها بمن فيهم الدكتور الترابي ، ومعظمهم من أهل الفكر ويسود بينهم حس اسلامى سليم ،ويعيشون في أجواء التجربة الديمقراطية الثانية ،ولكن بعد الانقلاب المايوى تغيرت الأمور ، واعتبر هؤلاء اكادميون مثاليون يعيشون في أبراج عاجية ولا يصلحون لمواجهة الأساليب الخسيسة من الشيوعيين ، الذين يعرفون خصومهم جيدا لذا اعتقلوا قادة الحركة الإسلامية قبل قادة الحكومة المنقلب عليها . فأعادت القيادة الاعتبار للاقتراح المرفوض سابقا وتبلور في إستراتيجية الحركة العامة وتنزل إلى ارض الواقع مع الخلايا الأولى داخل القوات المسلحة والمكاتب الحركية الخاصة ، فكان العقل الانقلابي والإستراتيجية الانقلابية والثقب الأسود . أصحاب السوابق سككت هذه التسمية من عبارة الأستاذ المحبوب وهو يصف مصدر الاقتراح بإنشاء خلايا عسكرية داخل الجيش لتامين الحركة ثم تمكينها ( من ذي سابقة في الحزب الشيوعي ... ) ، لألفت نظر الحركة الإسلامية إلى خطورة الاختراق الفكري الذي يحمله القادمون إليها من معسكرات التغريب والعلمنة . والمقصود هو الشيخ ياسين عمر الإمام متعه الله بالصحة والعافية ، ومهما يكن الأثر الجرثومي للفكرة فان ضعف مناعة الجسم الحركي كان واضحا ، فقد لفظت الحركة الإسلامية الرجل الأول فيها المرحوم الرشيد الطاهر لما تورط في محاولة انقلابية ، ورفض مثقفوها اقتراح الشيوعي التائب لأول وهلة ، ثم تبدل الحال بعد الانقلاب المايوى ، وأصبح المقترح حجر الزاوية في إستراتيجية الحركة الإسلامية ، ليعلق الأستاذ المحبوب : أثبتت الأحداث بعد نظر الشيوعي السابق وختل منطق الأكاديميين !! أو كما قال . إذا هاهو الحجر الذي رفضه البناءون صار حجر الزاوية . وتائب شيوعي آخر هو الأستاذ المرحوم أحمد سليمان المحامى ، جاء إلى الحركة الإسلامية محرضا على الانقلاب ثم لعب دورا في التواصل مع الأمريكان ! وبعد نجاح الانقلاب اقترح الشيخ لينين ! أقصد ياسين : العنف الثوري!! أي التصفية الجسدية للزعامات الحزبية والطائفية ، ولكن الله سلّم فساد منطق الأكاديميين هذه المرة ورفض اقتراح الاسلامى المخضرم . ولنا عودة بإذن الله الأربعاء : 22من ذي الحجة1433هجرى موافق : 7من نوفمبر 2012ميلادى ..