د. خالد علي [email protected] قيض الله لى ان اكون فى الايام الفائتات فى جمهورية مصر العربية و ذلك فى طريقى الى السودان قادما من المملكة المتحدة حيث اعمل . زرت هناك اصدقائى الاطباء السودانيين الذين يواصلون الدراسة من اجل التخصص فى مصر اخت بلادى و الشقيقة . اراد الله ان اشاهد مباراة الهليل و دجوليبا التى انتهت لصالح الهليل بهدفين ساهم فيهما حكم المباراة بقسط وافر و ذلك لعدم احتسابه ضربتى جزاء واضحة لدجوليبا . تناكفنا انا و اصدقائى الاهلة الذين يشكلون للاسف اغلبية الاطباء السودانيين القاطنين فى تلكم المنطقة من القاهرة , و قد اغظتهم ايما اغاظة بثلاثية ضفر و الاسطى سكواها المعلم . على الرغم من تلكم المناكفات لم نخرج جميعا عن النص بل ذهبنا فى نزهة حول القاهرة امتدت للساعات الاولى من الصباح و نسينا خلالها الكورة و سنينها . فى اليوم الذى يليه شاهدنا مباراة المريخ و ليوباردز فى مقهى بناءا على طلب منا نحن السودانيين الذين كنا اغلب الحضور . فى نهاية المباراة فعل الحضرى ما فعل و دخل المصريين فى هسترية من الضحك المتوالى و اصبحوا يلقون النكتة وراء النكتة على المريخ السودانى و حارسه الساذج كانما نسوا انه مصرى الاب و الام بل الحارس الاول للمنتخب المصرى و الاستهزاء منه يجب الا يمتد الى الاستهزاء بالمريخ باعتباره اكبر فريق سودانى بل لا ابالغ لو قلت اكبر فريق فى افريقيا عدة و عتادا و جماهيرية و لا اخالنى بالغ كذلك اذا قلتا انه ياتى فى المرتبة الثالثة فى الشرق الاوسط بعد الهلال ( السعودى طبعا و ليس العاهة بتاعتنا ) و اتحاد جدة . بلغ منى الغضب مبلغه انا و اثنين من اصدقائى المريخاب و بدانا الرد عليهم لتصحيح الصورة الذهنية التى يرسمها المصريون عن المريخ العظيم و اعتبرنا هذا اقل واجب نؤديه فى سبيل عشقنا الابدى . من الذين حاورونا و ناكفونا مصرى فى الاربعينيات من عمره , كان اكثر الحاضرين سلاطة لسان و قال انه زار السودان اكثر من عشرين مرة و انه مكث عدة سنوات هناك على ايام الرى المصرى و انه ملم بتاريخ الكرة السودانية و قال كلام عن المريخ يعف عن ذكره عديم الحياء . ادعى الرجل ان المريخ تاسس بناءا على طلب المخابرات الانجليزية و اوكل الامر هذا لجاسوس تابع للانجليز كان يدرس بكلية غردون اسمه ادوارد عطية . يطرشنا و يعمى جيرانا , هذا محض افتراء و كذب اسس المريخ اناس افاضل يا ابن الحلبية . بل و ذهب الى اكثر من ذلك الى قول ان من اطلق اسم المريخ هى عاهرة من الارمن تدعى : ليليان فهمى عبدالصليب و كانت عشيقة ادوارد عطية . لا حول و لا قوة الا بالله . حتى اخوتنا الاهلة لم يقولوا بذلك فانظر الى هذا التاليف . لقد قرات هذا الكلام من قبل فى احدى الصحف الصفراء فى عهد النميرى و اعتبره الناس كلام فارغ لا يجب الرد عليه , و استغربت اشد الاستغراب من هذا المصرى الذى عاش بيننا ثم اتى ليتهمنا فى اخلاقنا و كان اشد الاستغراب من ان احد الاصدقاء ثار عليه ثورة مضرية و مصدر استغرابه هو ان صديقى مشجع متعصب لنادى الهلال و اراد ايضا ان يسىئ بعد ذلك الى الهلال و لكن صديقى هذا هدده بانه سيلقى منه ما يكره ان ذكر الهلال او المريخ و السودان بسوء , يا هو ده السودان : ان رحلنا بعيد نطرى خلانا . لعلم ذلك المصرى المتحذلق ان الهلال و المريخ فى التكوين هم اشرف من الزمالك و من الاهلى الذى يشجعه ذلك الحلبى الجاهل . اسس الهلال , و هذه حقيقة اذكرها رغم مقتى للهلال لاسباب شخصية , خمسة من صفوة طلبة كلية غردون فى العام 1930 و اسس المريخ فى العام 1927 ( و فى بعض الروايات 1930 ) عدد من رجال ام درمان الانقياء , و اطلقت عليه و ليس صحيحا ان المريخ تاسس عام 1908 كما يدعى كثيرون فذلك التيم المتاسس فى ذلكم العام هو ما يعرف بفريق الملكة فكتوريا و من مؤسسيه الباشا ادريس المصرى المتهم بانتمائه للماسونية و ادريس هذا هو مؤسس النادى الاهلى المصرى ( اى عار و اى شنار يا اولاد فوزية ) كان يلعب ذلكم الفريق باعتباره الفريق الممثل للامبراطورية البريطانية و جيشها و تبارى معه عدة مرات فريق برى الذى كان يمثل الشعب فى منطقة الخرطوم ثم تاسس تيم اولاد عباس ( و هو النواة الاولى للهلال و المريخ ) و اصبح هذا التيم رمز الوطنية السودانية و انبثق منه ناديا الهلال و المريخ العظيمان . لذلكم الدعى و غيره ساعود بالتفصيل للحديث عن ماضى المريخ التليد و حاضره المشرق , اما ذلك المتظارف فاقول له ان المريخ سينال كاس الكونفرالية هذا العام اما فريقك الاهلى ذو الاصول الماسونية فسينال علقة سيسير بذكرها الركبان فى تونس من الترجى الرهيب و ان غدا لناظره لقريب ايها المصرى المتعجرف العجيب