[email protected] في مايو 2006م وقع مني مناوي اتفاقية ابوجا للسلام وعين كبيرا لمساعدي الرئيس البشير ومنح مكتبا بالقصر الجمهوري ومخصصات وحشم وخدم ومنزلا فارها بالخرطوم شارع البلدية وكونت سلطة انتقالية يرأسها مناوي وبدأت رحلة المغالطات بين شركاء السلام , كل طرف انبري يتهم الاخر بخرق بنود الاتفاقية واللجان تجتمع وتنفض واهل دارفور في حالهم لا امن حل بارضهم ولا تنمية شملت قفارهم و لا عودة تمت لديارهم وحصد شعب دارفور الهشيم من اتفاقية ابوجا التي عندما ماتت لم تجد حتى من ينعيها, هذا غير اتهامات الفساد التي تناوشت السلطة الانتقالية . وفي يوليو 2011م وقع الدكتور التجاني السيسي علي اتفاقية الدوحة للسلام منفردا دون بقية الحركات مكررا خطاء سلفه مناوي واظنه سوف يسقى من نفس الكاس الذي شرب منه مناوي وهنا ارجو ان يسمح لي الاستاذ ثروت قاسم اقتباس افتتاحية مقالة كتبها عشية توقيع السيسي علي وثيقة الدوحة (توقيع دكتور التجاني السيسي , من دون الحركات الدارفورية الاخري , علي اتفاقية السلام ( الدوحة - الخميس 14 يوليو 2011 ) , وصفة لصب مزيدا من الزيت علي نيران دارفور ! بدلا من محاولة اطفاء الحريق ! ذلك ان الحركات غير الموقعة علي الاتفاقية , وبعضها فاعل في الميدان , وفي معسكرات النزوح واللجؤ , سوف تجاهد لتبويظ الاتفاقية , وتبدأ حرب اهلية بين الحركات الدارفورية , كما حدث بعد توقيع اتفاقية سلام دارفور ( ابوجا – مايو 2006م فما هي ضمانات تنفيذ الانفاقية )! وبين مايو 2006م ويوليو 2011م يضيع الشعب الدارفوري الذي تطبق فيه سياسة القتل والتهجير القسري الي يومنا هذا واحداث شاوة خير دليل والنازحون لا زالوا بمعسكرات النزوح التي تستقبل كل فترة نازحون جدد في نفس الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة السودانية عن العودة الطوعية ,واللاجئون لا امل يلوح بعودتهم فعدم الامن يسيطر علي كل دارفور ولا يحلم مجرد حلم عن التنمية, بل اصبحت كبريات المدن مثل نيالا غير امنة تماما وتتكرر فيها حوادث الإختطاف والنهب واطلاق الاعيرة النارية مجهولة المصدر بات امرا عاديا, والبعثة المشتركة اليوناميد اصبحت وجعاْ بعد ان ظنها الناس فزعا والاضحى والامر تعرضها للاعتداءات المتكررة مما يؤكد فشلها حتى في حماية نفسها ناهيك عن حماية مواطني دارفور . واما السيسي فقد اعطي مثل ما اعطي ولكنه اثر ان يستقر بفاشر السلطان حتى يكون قريبا من دارفور وبعد عام ونيف لم يفتح الله عليه بتنفيذ مشروع واحد بدارفور فسلطته الاقليمية لا زالت في طور ورش العمل واعداد الخطط واستجدا الدعم الحكومي والدولي والحكومة مفلسة والمجتمع الدولي يربط تقديم الدعم بتوفر الامن علي الارض وحماية المدنيين وهذه الشروط من الصعب توفرها في ظل وجود حركات رافضة لاتفاقية الدوحة .. ومواطني قد صبروا وهم الآن في شوق للعودة الي قراهم ومزارعهم وفرقانهم فالي متى هذه الحرب اللعينة. في ظل الواقع هذا رجع مناوي الي بندقيته والسيسي يبحث عن بقر لحباله والشعب الدارفوري راجي الله.