بسم الله الرحمن الرحيم الي دعاة التغيير بالسودان لا لإقصاء الاسلاميين عصام الدين جميل الله [email protected] نلاحظ ان الكثير من الكتاب في نقده للحكومة السودانية الحالية بقيادة المؤتمر الوطني ينساق وراء كلماته الي انتقاد ومهاجمة كل الاحزاب والتيارات الاسلامية بالبلاد والتي تشكل جزء كبير منها التحالف المعارض الآن(), وعندما الي اشير هنا الي الاسلاميين فاني اقصد كل الاحزاب التي يشكل الدين جزء اساسي من برامجها إبتداءاً من الجمهوريين وحزب الامة والاتحادي الديمقراطي و حزب الوسط الاسلامي والاخوان المسلمين و جماعة انصار السنة انتهاءاً بالمؤتمر الشعبي وربما هناك احزاب اسلامية اخرى ضمن ال 87 حزب مسجل بالسودان غفلنا عن ذكرها, كل هذه الاحزاب ترتكز علي الاسلام كقاعدة اساسية لبرامجها والاختلاف والاتفاق بينها يكاد يماثل الاختلاف بين المذاهب الاربعة في الاسلام فلا خلاف في الكليات والعموميات وياتي الخلاف عند التطبيق هذا جزء من الواقع في السودان. والبعض الآخر يذهبون ابعد من ذلك فيهاجمون الاسلام الرسالة الخالدة ويطرحون اسئلة من شاكلة هل الاسلام صالح لاي زمان ومكان؟ وهل يصلح الاسلام منهجاً للحكم ؟وللاسف مثل هذا السلوك لا يخدم قضية التغيير في السودان بل يضرها اشد الضرر فالاسلام ليس ملك تلك الاحزاب الاسلامية لكنه دين غالب اهل السودان وهو المقدس الاول بالنسبة لهم جميعا ولا يرضون فيه طعنا من اي نوع واي مسلم بل اي صاحب ديانة حتى لو كان بوذيا ستجده مستعدًا للموت من اجل معتقده اذا لم يجد خيارا آخر للدفاع عنه ,وهذا ربما قاد السودان للإنزلاق الي اتون التطرف او الي الصوملة. واذا قمنا بمعايرة حالة السودان بثورات الربيع العربي وبحثنا عن اقرب نموذج من بين تلكم الثورات اجد السودان اقرب الي الحالة الليبية وربما لا يتفق معي الكثييرين لكن دعونا نناقش الامر..ففي الحالتيين التونسية والمصرية نجحت الثورات بانحياز الجيش للشعب لان جيوش تلك البلدان غير مؤدلجة وتاسست عقيدتها القتالية علي الدفاع عن البلد وصيانة اراضيه وحفظ مصلحة البلد العليا اما في اليمن فالعشائرية هي الغالبة بالاضافة الي عدم قبول المحيطين الاقليمي والدولي لتغيير شامل استعيض عنه بالحل الجزئي اما الحالة الليبية فالجيش تم استبداله بالمليشيات وتم ادلجة كل المؤسسات بالدولة الي ان وصلت الي مرحلة اندثار المؤسسات بعد تطبيق نظرية الكتاب الاخضر وتم اذلال الشعب الليبي واصبح غريبا في وطنه او متشردا بالخارج وبعد ان وصلت الامور الي مرحلة تساوت فيها الحياة والموت بالنسبة للمواطن الليبي تحرك وكان حراكه مزيجا من الثورة الشعبية والمسلحة ونجحت بعد ان قدمت اكثر من 50 الف شهيد وللاسف تنطبق الحالة الليبية علي السودان فالمليشيات لا تحصى ولاتعد والايدلوجيا تكاد تكون اكثر تطرفاً وفرص نجاح الثورة الشعبية ضئيلة نسبيا والقاسم المشترك بين كل ثورات الربيع العربي هو قيام الاسلاميين بدور محوري في نجاح تلك الثورات فهل نريد اسلامي السودان مع التغيير ام ضده. ولو رجعنا الي آخر انتخابات ديمقراطية جرت في السودان فاكثر ثلاث احزاب حققت نتائج كبيرة كانت احزاب ذات خلفية اسلامية (الامة-الاتحادي-الجبهة الاسلامية) وبعد اكثر من ثلاث عقود لا تزال هذه الاحزاب تشكل حضورا طاغيا في الساحة السياسة السودانية لا ينكر ذلك إلا مكابر, وبالتالي مشاركة هذه الاحزاب في اي تغيير قادم حتمي, ولكنها لا تشارك خصما من رصيدها التاريخي ومعتقداتها الفكرية المرتبطة بالاسلام. فعندما تعلن الجبهة الثورية السودانية علمانية الدولة السودانية القادمة قبل استلامها السلطة وتفرض ارادتها وتقرر نيابة عن الشعب السوداني شكل الدولة بقوة السلاح التي تحمله, تماما كما يفعل المؤتمر الوطني الذي فرض نفسه علي الشعب السوداني بالدبابة عبر انقلاب عسكري تلته عدة انتخابات مشكوك في نزاهتها فهذاايضا غير مقبول وعندما يتساوا الجلاد والمنقذ تبقى هذه قمة التراجيديا! ونواصل حتى يستقيم العود قبل الظل