بسم الله الرحمن الرحيم المسيرية والصحوة المتأخرة الحلقة الثانية حسين الحاج بكار [email protected] المسيرية والصحوة المتأخرة ، كل ما دلفنا إلى مناقشة الوضع في أبيي وتوحيد الرؤية والأهداف نصطدم بعقبات كبيرة ليس بمقدور المسيرية تحملها في الظروف الراهنة وإنما الذي نحتاجه هو التفكير العميق لعلاج قضية أبيي بعيداً عن الإفلاس الفكري وهذا يعني إشراك مجتمع المسيرية كافة بدلا من الوصاية التي تأتي من ساسة النظام لمناقشة القضية التي حرم المسيرية من حقها في التفاوض سابقاً أو حالياً في كل مراحل التفاوض التي مرت بها طيلة السبع سنوات ، فالشعب السوداني مطالب بكافة شرائحه الاجتماعية والسياسية ، من فئات جامعية ومنظمات المجتمع المدني لتبني القضية حتى تكون قضية قومية وليس .قضية المسيرية ودينكا نقوك ، كما يظهر في وسائل الأعلام ، ولكي تكون قضية أبيي قضية قومية يجب وضع دراسات علمية تستوعب تناقضات نيفاشا 2005م وفشل كل الجهود المبذولة والاتفاقيات لحل القضية بالطرق السليمة ، لكن ابتعاد القوى السياسية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني عن دراسة المشكلة وابعادها وجعلها تأنئي بنفسها عن ما يجري في الساحة الإقليمية والدولية بشأن القضايا المصيرية وعليه فإن النأي بالنفس بعيداً عن القضايا المصيرية سيزيد من الحروب . الصحوة المتأخرة المعني بها صحوة الضمير وهذه أيضا دعوة لكافة أبناء الشعب السوداني في الداخل وفي المهجر ، عليهم أن يبذل الجهود المضنية والإسهام بجدية بكل إمكانياتهم الفكرية والسياسية في حل المعضلة أي ما يسمى بابيي بل المطلوب منهم الكثير من استخدام علاقاتهم الخارجية وإقامة الندوات والمحاضرات لشرح قضية أبيي لمجتمعات الدول الأوربية والأفريقية حتى تتفهم طبيعة النزاع ، لأن أي نزاع بين دولة ودولة أخرى لا يمكن حله بدون إسهام أبناءه الأصيلين فيه . رغم أن المسيرية يمكن أن تجد العذر للشعب السوداني ومفكريه وساسته وكتابه ورموز إعلامه في هذا النزاع ، لأن النظام تعمد تغيب الكل . فدعوة المسيرية لكافة الحاديين على وحدة السودان بعدم تجزئة القضية ، بل إلاسهام فى درء أي كارثة إنسانية محتملة و إراقة الدماء وتجزئة الوطن . فالصحوة على أثر الأزمة الاقتصادية ، والتشرزم الاجتماعي الذي يذر بتفكك ما تبقى من السودان . فضلا عن أثر الحرب النفسي والمعنوي والاجتماعي والاقتصادي في كل من دار فور وجنوب كردفان والنيل الأزرق والذي أدى إلى تشريد الأسر الآمنة بل أدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار ، وانعكاس ذلك سلباً على خدمات التعليم والصحة وغيرها ومجالات التنموية الأخرى كزراعة والصناعة ، فالسياسة المتبعة في نظام الإنقاذ من أول وهلة بلا شك أصبحت مؤشر للتدخل الأجنبي سواء طال الزمن أم قصر ، وعليه المسئولية هي مسئولية الجميع للحفاظ على ما تبقى من تراب الوطن بعيداً عن سياسة المؤتمر الوطني ، كي لا نشعر بالندم مثلما حصل في انفصال الجنوب . إن الصراع ليس بين الدينكا نقوك والمسيرية كما صوروا له ، وإنما هو نزاع في الإطار العام بين نظام الإنقاذ ونظام جوبا الذي أدى إلى تدخل الأطراف الإقليمية والدولية في هذا الشأن ، ولكن المسيرية والدينكا نقوك هم ذريعة لفوهة البندقية . والدليل على ذلك هنالك خمسة مناطق حدودية لم تأخذ مثل هذا الإصرار ، جوبا توافق على قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي والخرطوم ترفض ذلك القرار وبدون حل . فأي وساطة تتبنى مشكلة معينة بين دولة ودولة أو بين قبيلة وقبيلة لابد أن تجمع الطرفين الأصليين في النزاع لإجراء مفاوضات بينهم وبالتالي الوساطة هي حكم بين المتنازعين لاسترداد الحقوق المسلوبة لصاحب الحق ، فالوساطة ليس هي بديل لا يمكن أن تتخذ قرار أحادي وقد يؤدى إلى إشعال نار الحرب . فإذا رفع مجلس السلم والأمن الأفريقي قراره النهائي إلى مجلس الأمن الدولي . و صادق عليه مجلس الأمن الدولي بدون موافقة الخرطوم ماذا نتوقع غير الحرب ؟ فالحرب ليس هي الخيار وإنما الخيار هو المزيد من الحور الديمقراطي المستند إلى الوعي بالمصالح المشتركة . واعتقد أن الحلول تكمن في الآتي إذا توفرت الإرادة وحسن النوايا . 1/ عقد مؤتمر بين المسيرية والدينكا كأطراف أصيلة في النزاع للتعايش السلمي كطرفين أصيلين في أرض أبيي . 2 / إبعاد شبح الحرب عن طريق المفاوضات والسعي الجاد لحل القضية بالحجة والمنطق مع توفير الوثائق وشهود أي طرف يدعي ملكية أبيي . 3/ على المسئولين في الدولتين الإشراف على حل النزاع وأتباع الحيادية وفق ما تقضيه الضرورة إذا كان النزاع في أبيي هو فعلا نزاع بين المسيرية والدينكا نقوك . 4/ على الدولتين الابتعاد عن تدويل القضية في المحافل الدولية أكثر من هذا . 5/ يجب على جوباوالخرطوم أن تقر بفشلها وبفشل كل الوساطات سواء في نيفاشا أو في إدريس أبابا أو الوسيط ثامبو أمبيكي . 6/ على المسئولين في الدولتين الاعتراف بأن الحل الإقليمي أو الدولي هو ليس حل نهائي وإنما هو تعقيد للمشكلة حتى على صعيد الأجيال القادمة . 7/ ينبغي على المسئولين في الدولتين الاستفادة من تجارب الدول الأخرى وأقرب تجربة ، تجربة النزاع الحدودي بين السعودية واليمن أو بين اليمن الشمالي واليمن الجنوب والتي أدت إلى وحدة اليمنيين .أو الدول الخليجية وإيران أو بين الجزائر والمغرب في الصحراء . أو الألمانيتين بعد انهيار جدار بارلين ووحدة الألمانيتين . 8/ يجب على الدولتين الالتزام بعدم زج القبائل في الصراعات التي تدور بيتهما . اعتقد إذا توفرت الإرادة الوطنية لكليهما فإن الحل ليس صعباً وأفضل لهما في إقامة علاقات أخوية للاستقرار والتعايش السلمي وتقاسم المصالح بدلا عن الإرادة الدولية المبنية على الأجندات، فإن النقاط المشار إليها أعلاه قد تكون أساس للتفاوض إذا تمت مشاركة كل القوى السياسية والشرائح الاجتماعية صاحبة المصلحة في السلام من كلا الدولتين بدلا من التفاوض الثنائي الحزبي الذي عقد المشاكل سواء كان في أبيي أو القضايا العالقة الأخرى أكثر ، فأكثر .ٍ