.. [email protected] وكأن السودان ينقصه المزيد من جبهات الحروب التي يحترق في اتونها الأبرياء ، حتى تضاف اليها ساحات أخرى تحصد الأرواح بصورة لم تحرك ساكنا لمعالجة مسبباتها العديدة والتي تغلبت عليها كثير من الدول باخضاعها للدارسات من قبل مختصي حركة المرور الذين يبدو أن دورهم في بلادنا قد توقف عند نقطة تحصيل المخالفات التي تدفع نقدا وركوبا على مختلف الذرائع والتي اهمها بالطبع اقتسام الغلة بين قانصيها ! في كل يوم نفجع بعشرات الشهداء على طرقنا الخارجية لاسيما شريان الشمال وطريق الخرطوم /مدني ! بالأمس حصد ذلك الأخير في حادث مروع عددا من المواطنين عند منطقة أم دقرسي ..محلية الكاملين ، بعض الضحايا لم يتعرف على هوياتهم حتى الآن ، فقد جمعت اشلاؤهم بعد أن تبعثرت هنا وهناك جراء اصطدام وسيلة نقل كبيرة بأخرى من حجم الحافلات المتهالكة والتي يقودها شباب صغار يعتقدون أن فن السواقة هو السرعة ،و لم تصقلهم التجربة أو يكتسبوا خبرة في معاركة هذه الطرق الضيقة التي تتلوى ليلا وسط ظلام دامس يمكن أن تستند عليه الحربة ، اضافة الى انعدام الاشارات التي تبين المنعطفات أو الخطوط التي تحذّر من التجاوز ! سنوات طويلة والأكشاك التي تسد مداخل الطرق لتحصيل جبايات يزعم متحصلوها أنها لدعم تطوير ذات الطرق ، وهي مبالغ لو حسبناها جيدا وكانت تسخّر فعلا للغرض المعني ، لأصبحت طرق السودان على مستوى طرق أروبا وأمريكا ودول الخليج ! وطبعا لو تساءلنا عن الجهات التي تشفط تلك الأموال ، فسيكون سؤالنا ساذجا ، يمكن أن يجيب عليه رواد حضانات الأطفال ! فقط نقول لبقية أهلنا من سالكي تلك الطرق التي باتت محارق تنافس جبهات الحروب الكثيرة في بلادنا ، حماكم الله من كل شر، وننصحكم بان تتركوا السكك التي تسمى مجازا بالطرق القومية الخارجية ، ومن الأحسن ! ( أن تمشوا بالدقداق ) أما كرام المسئؤلين عن ادارة الطرق فاننا لا نتوقع أن يستقيلوا نتيجة فشلهم في توسعة وتحسين خدماتها ، لذا فاننا ننصحهم الأكثار من ركوب تلك الشوارع ، أطال الله اعمارهم ، ليحثوا معاناة من فقدوا أرواحهم أو خسروا أعزاء لهم ، وهم جد غاليين على هذا الوطن ! فعزاؤنا لكل مكلوم في عزيز لديه والعزاء موصول للسودان فيهم ، ونسال المولى الكريم لهم الرحمة ، مثلما نسأله أن يرحم الوطن من تعدد جبهات الموت وان كان واحدا! وحسبنا الله ونعم الوكيل .