[email protected] يقال أن أحد الشيوخ السودانين كان قد زار لندن عاصمة الإمبراطورية البريطانية فى زمن كانت فيه الأمية بنسبة عالية جدا فى السودان وكان الشيخ يحكى لهم ماذا يوجد هناك من مصانع ومن مزارع و مصانع القطارات والعربات وخاصة اللوارى وما يشاهونه فى مشروع الجزيرة وكان هناك أحد الجالسين ينصت بإهتمام شديد وعندما أنهى الشيخ حديثه ، علق الأعرابى قائلا (والله ربنا سخرهم لينا ساكت ) . هذا فى زمن كان الكبار يحكون ما يرونه مناسب للحكى ويفسروف القليل وبعدم شفافية . بمعنى أنهم يتكلمون فى حدود المعقول وترك أسرار الأقتصاد للخاصة والذين أيضا يدارون من الخارج و بإرادتهم ومنافع يجنونها من ذلك . اليوم إنتشرت المعلومة ولكن هناك طرق للإخفاء ومنها عدم توقير المعلومة من مصدرها والتكتم عليها و وضع أشخاص لهم منفعة شخصية فى إخفاء المعلومة ، هذا وضح جليا فى التصرف فى أموال البترول السودانى وكان هذا واضح جدا جدا فى الفترة الإنتقالية حتى أن الاخوة الجنوبيين كانوا ينظرون ألينا كحرامية عديل كده والكيزان لا يهمهم ابدا (طبعا جلهم تخين ) . بس الكيزان خُذلوا فى كشف الدول المغرضة أو التى تغرضهم المال للحقيقة وهم يقرضون هذا المال كما القوارض وذلك لأن الدول المسلفة للمال تعرف أنه مال الشعب قد تعرف التاريخ المالى لمن تتعامل معهم ولهذا تعمل الأجهزة الأمنية وتعرف أيضا ما يشوب هذا التعامل من فساد ولكن ينبح الكلب حرصا على ذنبه وهم يريدون بذلك تذكير الشعب بحقوقهم وخير مثال لهذه العينة من الديون ، ديون نظام منقستو هايلى مريام مع الروس كلها سلاح دمرته الحرب فى الطرقات يعنى لا فائدة منها إلا حديد خرده . فالبترول حتما له ثمن كم يكون وكم النسبة التى تخص الشركات والتى تخص الحكومة وكم النسبة التى تخص الذى قال فيهم النبى (ص) هلا جلست فى بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك (اي نسبتك من مال البترول ) ومن الطرائف أنه فى مقارنة زوجتين لأحد النافذين ( النافذين هذه اللفظة يقصد بها سارقى المال العام إلى أن يتسعيد الله لها معناها الصحيح ) فقال المقارنون يرثون لحال إحدى الزوجات (ما عنها شيئ بس محطة بنزين {طلمبه أو محطة خدمة } يعنى مسكينه ما عندها شيئ ؟؟؟؟؟؟ ) أستمر الجنوبيين والكيزان على هذا المنوال رغم المجابدات والخلافات حتى إنفصل الجنوب . اصرت حكومة الجنوب على أن تعرف حقها ، فجلس المستفيدون وتداولوا الأمر بينهم وحللوا ما لديهم من معلومات مخفية ولكنه تحليل غبى للأسف . كما أن الجنوبيين كانوا إغبياء للذهاب للإستغلال بدون معرفة المعلومات التجارية والفنية وترسيم الحدود بشكل واضح وصريح . ومن المعلومات المخفية ذلك أن هذه الخطوط الناقلة قد لا تكفى بترول السودان الشمالى والجنوبى معا ولكن هذه المعلومة لا تعطى الحكومة الحق فى الإستفادة من الخطوط . فأدخل الكيزان حكومة الجنوب فى مرحلة ركوب الصعب لأن الجنوبيين شربوا المقلب لطمعهم وسيظلوا على ذلك ما لم تتغير عقليتهم لأخذ حقهم فقط وترك المغالطات . و من الأشياء التى تستدعى الإتنباه هى إبعاد العلمين و المهنين من مكان وظائفهم مما يجلهم كالغرباء فى الحكومة وخير مثال د. نافع على نافع والطيب أبراهيم (الطيب سيخه ) . هذا يخالف تعين وزير الصحة الحالى الذى يطبق السياسات المراد منه تنفيذها رغم تفاهتها و مجافاتها للواقع لسبب انه مستفيد فهو وزير وتاجر فى مجال الصحة فى أن واحد . فغياب المعلومة وعدم التخصص تجعل حتى النافذ كالاطرش فى الزفه . واخر ما نريد التحدث عنه هو الإنتخابات والمعلومة فيها . وأخر ما نما لنا فى هذا الصدد أن الكيزان عندهم فكى يستطيع تزوير الأنتخابات وغيره هذا لزوم التشويش للمعلومة الحقيقية . فالمتأسلمين أولا يصرفون مال السودان وبدون أي مقابل فى المسألة الإنتخابية داخل وخارج السودان وخير مثال هدية الأبقار لمصر فى زمن قبل الإنتخابات بقليل وهذا تنسيق واضح بينهم بواسطة تنظيمهم العالمى الذى لا نعرف من يقوده ، وبعد فترة عرفنا أن اللحمة واحدة من الإغراءات للتصويت فى مصر . والإنتخابات فيها التمثيل النسبى الكامل وفيه حل مشكلة السودان بشرحه وبطريق واضحة والمعلومة هنا الهدف منها بسيط هي تمكين المواطن فى مكانه وحزبه أيا كان قبيلة ، حزب أو جماعة هذا ما لا يرضاه دهاقنة السياسة فى الخرطوم . طيب إذا كان الإختلاف على هلال مريخ فى السودان واضح (فلان هلالابى وأخيه ميرخابى ) فلماذا إخفاء صوت الناخب و لماذا لا يكون التصويت علنى ؟؟ ولكن دهاقنة السياسة لا يرضون فالأمر عندهم هو أنتوا ايها السودانيون أعملوا ما تريدون ولكن لازم نحنا فوق وهم يعرفون تماما أنهم الى زوال ويعرفون أن كثيرا من أتباعهم قد خرجوا على طاعتهم . ولكنهم يريدون فرض الأمر الواقع على الشعب ( نعم نحنا وصلنا سن المعاش لكن ديل أولادنا والأن الأولاد فى مرحلة التدريب فى مدرسة القصر الجمهورى و المذاكرة فى البيت ) وهذا يذكرنى المثل السودانى (أتعلموا الزيانه {الحلاقة } فى رأس اليتامه ) هذا أيضا مخفى ولكن ريحتو طاقه فالمعلومة المخفية هى سبب البلاوى كلها ونحمد الله على زمن المعلوماتية الفيسبوك وتيوتر وغيرهم . فالمعلومة صارت متوفرة أكثر مما كان فى السابق . ومن أراد للسودان خيرا فليوفر المعلومة الصحيحة وخاصة عدد المال وصرفه و أن يكون مصدرا للشفافية . ونقول كما قال احد أسلافنا سابقا (والله ربنا سخرهم لينا ساكت)