د.إسماعيل صديق عثمان أستاذ العقيدة والأديان المقارنة [email protected] تشرفت بحضور ورشة العمل التي أقامتها لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بالتنسيق مع الاتحاد المهني العام لأساتذة الجامعات والمعاهد العليا السودانيين عن : هجرة الأستاذ الجامعي إلى الخارج (ألأسباب والحلول ) يوم الأحد 30/12/ 2012م ، بالقاعة الخضراء بالمجلس الوطني ، وقد تحدث بروفيسور / الحبر يوسف نور الدائم عن خطورة هجرة الأستاذ الجامعي وآثارها الضارة على التعليم العالي وضرورة معالجة هذه المشكلة ، كما أكد ألأمين العام لوزارة التعليم العالي على حرص الوزارة على توفير مقومات الحياة الكريمة للأستاذ الجامعي ، وقد قدمت مجموعة أوراق في جلسات هذه الورشة منها : ورقة هجرة الأستاذ الجامعي الأسباب والحلول قدمها عن الاتحاد المهني لأساتذة الجامعات بروفيسور / أبو القاسم أبو النور ، وكشف فيها أنه: في العام 2012م، أن (90%) من الأساتذة كان سبب هجرتهم «اقتصادياً» و(2%) لأسباب اجتماعية و(2%) سياسية و(2%) لاقترابهم من سن ال (60)، وأشارت الورقة إلى أن حوالي (55%) من عينة الدراسة زهبوا إلى أن الغرض من السفر هو بناء منزل للأسرة، و(12%) لإجراء أبحاث علمية و(6%) لتوفير نفقات الزواج، و(3%) يريدون امتلاك سيارة و(2%) للتعبير عن أفكارهم.، كما قدمت ورقة مخصصات وامتيازات الأساتذة الجامعيين : تحليل ومقارنة مع الدول الشبيهة ، قدمها د. عبد العظيم المهل عن الاتحاد المهني لأساتذة الجامعات ، ثم قدمت البروفيسور سهير محمد حوالة ورقة بعنوان : وضع الأستاذ الجامعي في جمهورية مصر العربية ،وقد أوصت الورشة بإخراج الأستاذ الجامعي من قانون الخدمة المدنية نهائياً لضمان حصوله على امتيازات كتلك المخصصة للعاملين في السلك القضائي والقوات المسلحة بقانون خاص،.وأشارت الأوراق المقدمة إلى استيعاب جامعة سعودية واحدة أكثر من (400) أستاذ خلال شهر واحد، وكشفت عن عرض ليبي لاستيعاب حوالي ألف أستاذ سوداني وقدمت عروضاً بلغت (7000) دولار في الشهر. وعروض أخرى من السعودية بما يعادل (37.500) جنيه سوداني. وقال التقرير إن الراتب انخفض وفقد حوالي (50%) من قوته الشرائية وصار يعادل (662) دولاراً للبروفيسور و(500) دولار للأستاذ المشارك و(486) دولاراً للمساعد وأقل من (400) دولار للمحاضر، وأشار التقرير إلى أنه أقل الرواتب في المنطقة العربية، كما أشار إلى فقد جامعة السودان أكثر من مائة دكتور وجامعة الخرطوم أكثر من (120) أستاذاً. واتهم التقرير جهات بالاستهانة بالأستاذ الجامعي، وقال: بينما يعطى الفنان في تسجيله حلقة في التلفزيون (60) ألف جنيه فإن العالم يسجل سلسلة من الحلقات بكوب كركدي. كما أوصت الورشة بإجراء تحسينات وتعديلات في العلاوات الخاصة بالأستاذ الجامعي وتخصيص أراضي بالخطة الإسكانية والمساعدة في بنائها بواسطة هيئة مستقلة للتشييد وضرورة العلاج المجاني لعضو هيئة التدريس وأسرته بالمستشفيات التعليمية والمراكز الصحية التابعة للجامعة وتفعيل الإجازات السبتية المدفوعة الأجر وتقنينها بصورة تمكن كل أعضاء هيئة التدريس من الاستفادة منها على أن تكون بنسبة 200 % من الراتب، إضافة إلى عدد من التوصيات للحد من هجرة الأستاذ الجامعي. وقد كتبنا من قبل عن ضرورة الالتفات لهجرة العقول السودانية وما ستجره من تدهور في التعليم العالي ، و زكرنا أن الأسباب الأساسية تكمن في ضعف الأجور والمرتبات مع تزايد مطلوبات الأسرة ، فالسبب الرئيس هو الأسباب الاقتصادية ، كما نبهنا لضرورة تحسين مناخ البحث العلمي للأساتذة ، فهل من مجيب أم أن توصيات الورشة ستحبس في الأدراج كما حبست توصيات مؤتمر الأستاذ الجامعي وسيستمر النزيف للخبرات والعلماء والقدرات ، وهل سيشعر واضعي السياسات والتشريعات بذلك أم سيتجاهلون كما فعلوا من قبل ؟.