بالصورة.. "حنو الأب وصلابة الجندي".. الفنان جمال فرفور يعلق على اللقطة المؤثرة لقائد الجيش "البرهان" مع سيدة نزحت من دارفور للولاية الشمالية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    القادسية تستضيف الامير دنقلا في التاهيلي    تقارير تتحدّث عن قصف مواقع عسكرية في السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالفيديو.. عودة تجار ملابس "القوقو" لمباشرة البيع بمنطقة شرق النيل بالخرطوم وشعارهم (البيع أبو الرخاء والجرد)    شاهد بالصور.. "سيدا" و"أمير القلوب" يخطفان الأضواء على مواقع التواصل السودانية والمصرية بلقطة جميلة والجمهور: (أفضل من أنجبتهم الكرة العربية)    مانشستر يونايتد يتعادل مع توتنهام    ((سانت لوبوبو الحلقة الأضعف))    شاهد بالصورة والفيديو.. حكم راية سوداني يترك المباراة ويقف أمام "حافظة" المياه ليشرب وسط سخرية الجمهور الحاضر بالإستاد    شاهد بالصورة والفيديو.. ناشطة سودانية حسناء: (بحسب قرار ترامب الجديد قد تُمنع من دخول أمريكا إذا كنت سمين أو ما بتنوم كويس)    شاهد بالفيديو.. مودل مصرية حسناء ترقص بأزياء "الجرتق" على طريقة العروس السودانية وتثير تفاعلا واسعا على مواقع التواصل    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    وقفة احتجاجية في أديلايد ولاية جنوب استراليا تنديداً بالابادة الجماعية والتطهير العرقي في الفاشر    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بالصور.. أشهرهم سميرة دنيا ومطربة مثيرة للجدل.. 3 فنانات سودانيات يحملن نفس الإسم "فاطمة إبراهيم"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    وزير المعادن: المرحلة المقبلة تتطلب رؤية استراتيجية شاملة تعزز استغلال الموارد المعدنية    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    إعفاء الأثاثات والأجهزة الكهربائية للعائدين من الخارج من الجمارك    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    صحف عالمية: تشكيل شرق أوسط جديد ليس سوى "أوهام"    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شريعتنا التى نريد أن نحكم بها .. تفكير لا تكفير!!
نشر في الراكوبة يوم 05 - 01 - 2013


[email protected]
مدخل أول لابد منه:
طلب منى قارئ محترم أن أجى اليه بالدليل الذى قال فيه ابن كثير، أن ألكره الأرضيه جالسه على قرن ثور، وهأانذا افعل مع أنى لا أميل كثيرا لهذا الأمر، لأنى لا أكتب شيئا غير متأكد من صحنه ولأن الكاتب الذى يحترم نفسه لا يعتمد على ترويج الأكاذيب فى زمن سهلت فيه معرفة الحقيقه والوصول الى مصادرها.
((تفسير ابن كثير - ج4 - سورة القلم )).
"وقيل المراد بقوله ( ن ) ، حوت عظيم على تيار الماء العظيم المحيط وهو حامل للأرضين السبع كما قال الإمام أبو جعفر بن جرير حدثنا ابن بشار حدثنا يحيى حدثنا سفيان هو الثوري حدثنا سليمان هو الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال أول ما خلق الله القلم قال اكتب قال وماذا أكتب قال اكتب القدر فجرى بما يكون من ذلك اليوم إلى قيام الساعة ثم خلق النون ورفع بخار الماء ففتقت منه السماء وبسطت الأرض على ظهر النون فاضطرب النون فمادت الأرض فأثبتت الجبال فإنها لتفخر على الأرض وكذا رواه ابن أبي حاتم عن أحمد بن سنان عن أبي معاوية عن الأعمش به وهكذا رواه شعبة ومحمد بن فضيل ووكيع عن الأعمش به وزاد شعبة في روايته ثم قرأ ( ن والقلم وما يسطرون ) وقد رواه شريك عن الأعمش عن أبي ظبيان أو مجاهد عن ابن عباس فذكره نحوه ورواه معمر عن الأعمش أن ابن عباس قال فذكره ثم قرأ ( ن والقلم وما يسطرون ) ثم قال ابن جرير حدثنا ابن حميد حدثنا جرير عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس قال إن أول شيء خلق ربي عز وجل القلم ثم قال له اكتب فكتب ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ثم خلق النون فوق الماء ثم كبس الأرض عليه وقد روى الطبراني 11/12227 ذلك مرفوعا فقال حدثنا أبو حبيب زيد بن المهدي المروذي حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى مسلم بن صبيح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول ما خلق الله القلم والحوت قال للقلم اكتب قال ما أكتب قال كل شيء كائن إلى يوم القيامة ثم قرأ ( ن والقلم وما يسطرون ) فالنون الحوت والقلم القلم الى ان ذكر ... وقال ابن أبي نجيح إن إبراهيم بن أبي بكر أخبره عن مجاهد قال كان يقال النون ((الحوت العظيم الذي تحت الأرض السابعة وقد ذكر البغوي رحمه الله وجماعة من المفسرين أن على ظهر هذا الحوت صخرة.
وقال ابن أبي نجيح: إن إبراهيم بن أبي بكر أخبره عن مجاهد قال: كان يقال النون الحوت العظيم الذي تحت الأرض السابعة, وقد ذكر البغوي وجماعة من المفسرين أن على ظهر هذا الحوت صخرة سمكها كغلظ السموات والأرض, وعلى ظهرها ثور له أربعون ألف قرن وعلى متنه الأرضون السبع وما فيهن وما بينهن, والله أعلم))".
مدخل ثان:
هذا نموذج لأحد المشائخ والدعاة فى العصر الحديث الذين يفتون ويستمع لهم عدد كبير من البشر فى المنطقة التى نعيش فيها (سلفيون) و(وهابيه)، يريدون أن تحكم افكارهم (الكون) كله، أنه الشيخ (بن باز) رحمه الله وغفر له، أنظروا بماذا أفتى؟
((الشيخ عبدالعزيز ابن باز يثبت ثبات الارض وعدم دورانها حول نفسها و يؤكد دوران الشمس))!!
"بسم الله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام،والحمد لله رب العالمين.
القول: بدوران الأرض قول (باطل) والاعتقاد بصحته (مخرج من الملة) لمنافاته ماورد في القرآن الكريم من أن الأرض ثابته وقد ثبتها الله بالجبال أوتاداً.
قال سبحانه وتعالى: (والجبال أوتادا) وقوله جل وعلا: (وإلى الأرض كيف سطحت). وهي واضحة المعنى فالارض (ليست كروية ولاتدور) كما بين جل وعلا، وقد يكون دورانها او تغيرها من غضبه سبحانه،كما في قوله سبحانه: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ).
والجبال موضوعة في الأرض لترسيتها عن الدوران والتحرك، قال تعالى: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
وقال سبحانه: (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ).، وَقَوْله: (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْض رَوَاسِي)، أى َيْ جِبَالًا أَرْسَى الْأَرْض بِهَا وَقَرَّرَهَا وَثَقَّلَهَا لِئَلَّا تَمِيد بِالنَّاسِ أَيْ تَضْطَرِب وَتَتَحَرَّك فَلَا يَحْصُل لَهُمْ قَرَار.
والأرض تدل على عظمة الخالق سبحانه وهي آية من آياته كبقية آياته العظيمة وقد ذكر الله سبحانه أن الشمس والقمر يجريان في فلك في آيتين من كتابه الكريم وهما قوله عز وجل في سورة الأنبياء: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ).
وقوله سبحانه في سورة يس: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ).
ولم يذكر أن الأرض تدور كما يزعمون. ولو كانت الأرض تدور لأخبرنا بذلك الله سبحانه أو نبيه عليه الصلاة والسلام الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. والحمد لله رب العالمين.
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
مدخل ثاالث:
حينما كانت الكنيسه فى السابق تتدخل فى كل امور الدنيا والسياسة والعلم، أحرقت (جاليلو) حينما اكتشف كروية الأرض، ورويدا رويدا ابتعدت الكنيسه من التدخل فى السياسة وأمور الدنيا وأكتفت بالعمل الروحى، منفذة وصايا المسيح (ما لله لله وما لقيصر لقيصر)، لذلك اصبح الدين المسيحى أقرب الى المحبة والسلام، ولذلك تطورت الدول التى تدين بالمسيحيه.
والمشكله أن المتاسلمين فى الوقت الحاضر ومن خلال شريعة (القرن السابع) وما يقدمونه من جهل، يكررون نفس التجربه المسيحيه فى العصور الماضيه، وبدلا من أن يتمسكوا بدينهم ويظهر عليهم وعلى سلوكياتهم دون أن يفصحوا به – أى بلسان الحال قبل المقال - وأن يتفرغوا (للدعوه) الصحيحه بعد أن يلموا بثقافة العصر وحاجات الناس فيه، تجدهم يتدخلون فى كل جوانب الحياة الأجتماعية والسياسية ويلهثون خلف كراسى السلطه، داعين (لشريعة) أستنفذت غرضها مشكوره، ولولا أن خالقهم ورسوله يريدون لهم أن يتفكروا ويستخدموا عقولهم تقديرا وتكريما لهذا الأنسان الذى فضله الخالق على جميع مخلوقاته، لحدد لهم متى يتوقفوا عن العمل باحكام تلك (الشريعه) التى ثبت عمليا عدم صلاحيتها.
ويكفى مثالا واحدا على ذلك أن اشد الداعين له اصبحوا الآن يتحدثون عن (الديمقراطيه) بدلا عن (الشورى) وأهل الحل والعقد، وشتان الفرق بين الديمقراطيه والشورى، حيث لا توجد مقارنة مطلقا بينهما، لمن كان صادقا وله عقل.
مدخل ثالث:
مثقف سودانى (ود بلد) كما يقولون، قبل 5 سنوات تقريبا، أرتد عن الأسلام وأعتنق المسيحيه، بعد أن كان متشددا فى اسلامه، وكاد أن يحمل فكر القاعده، وحينما التقيته وسألته عن سبب تحوله من الأسلام للمسيحيه، أجابنى قائلا (( كلما تمسك المسلم بدينه، صار اكثر عنفا، وكلما تمسك المسيحى بدينه اصبح أكثر لطفا)).
لقد عذرته ولم أجد ما اجيبه به، ولهذا فعلى المسلمين (المثقفين) المستنيرين الصادقين اذا ارادوا خيرا لدينهم ومجتمعاتهم وأن ينقذوا ابناءهم من الهوس الدينى والتطرف أن يهمتوا قليلا بدينهم وأن يبحثوا فيه ويتعرفوا على حقيقته، لكى لا يضللهم (السلفيون) والأخوان المسلمين ويخدعونهم، ولكى لا يضيعوا ابناءهم وجيل المستقبل بكامله، فهؤلاء (المتأسلمين) على مختلف اشكالهم ومذاهبهم، أما أن جعلوهم زاهدين عن الأسلام بصورة كاملة كما فعل ذلك الأخ، أو ارتدوا لدين آخر غيره، فالمطروح فى (السوق) من الدين الأسلامى فى الوقت الحاضر، يجعل كل (ذكى) يعزف عنه ويرفضه.
..................................................................
ومن ثم أجيب على من سألنا عن (الشريعة) التى نريد أن نحكم بها، واقول له من الأفضل أن اوضح لك (التشريع) الذى نريد أن نحكم به.
فالشريعة الأسلاميه فى الجانب العقدى الأيمانى والتعبدى والأحوال الشخصيه لا توجد فيها مشاكل كبيره وأن كانت هنالك حاجه لبث الروح فى الجوانب التعبديه التى صارت مجرد اداء واجب (ثقيل) ومظهريه وتنطع، والمسأله وما فيها (عداد) يرمى عند كل صلاة يؤديها المسلم لوحده أو فى (جماعة) من أجل زيادة ذلك العداد 27 درجه، ويحجز بذلك مقعدا فى الجنه.
اما فى جوانب الأحوال الشخصيه، فأنها تحتاج الى تطوير كثير، ثم بعد ذلك أن نتساوى مع باقى شركائنا فى هذا الكون من اصحاب الديانات الأخرى فى أن نحتكم لتلك (الشريعة) فى احوالنا الشخصيه، الزواج والطلاق والموت، مثلما هم يتحاكمون لشرائعهم.
اما فى قضية الحكم والسلطه، فعلينا أن نعدل ونقبل بالديمقراطيه ودولة المواطنه كأساس للحكم دون تمييز بسبب الدين أو النوع، وهذا هو العدل الذى يطلبه الله وهذا هو شرعه، ومن يدعى غير ذلك فهو ظالم، اذا كان يدرى أو لا يدرى.
واذا ارتضينا بالديمقراطيه بحق ودون خداع أو مراوغه، فيجب منع تأسيس أحزاب على اساس دينى أسلامى كان أم مسيحى، و(المرجعية) الدينيه يجب أن تكون للفرد فى نفسه، حيث لا توجد مشكله فى أن يكون الأنسان سلفى أو أخوانى أو صوفى أو شيعى، لكن عليه أن ينتمى لحزب المحافظين أو المعتدلين أو الوسطيين أو اليمين أو اليسار أو الأشتراكى أو الليبرالى، وهنا يتساوى الجميع كما تقتضى الديمقراطيه الحقيقيه، ويمكن أن تجد فى تلك الأحزاب على تنوعها من ينتمون لأديان مختلفه، فمن الغباء والجهل وعدم المساواة، خاصة فى المجتمعات التى يغلب على شعبها الأميه وتدنى الثقافة وشدة الفقر أن تجرى منافسة عادله بين حزب تاسس على اساس (دينى)، مع حزب قادته وكوادره (متدينون) ربما أكثر من اؤلئك ، لكنهم يطرحون فكرا ورؤيه (دنيويه)، من المؤكد أن البسطاء والأميين سوف يختارون الحزب الدينى والمرشح الدينى حتى يضمنوا الحياة المنعمه فى (الآخره) على الأقل، طالما لم تتوفر لهم فى الدنيا.
ودعونا نأخذ امثله حييه ماثله امامنا فى ثلاث دول تحققت فيه ثورات وهى تونس ومصر وليبيا، وطفح على سطحها السياسى التيار الأسلامى.
فى تونس قالوا انهم سوف يكتفوا بالأشارة فى الدستور على أن (الأسلام) دين الدوله الرسمى، وهذا يكفى لأن الأسلام يشمل كل جوانب الحياة بما فى ذلك (الشريعة) الأسلاميه.
وفى ليبيا .. اقترحوا وضع مادة تقول أن (الشريعة) الأسلاميه هى المصدر الرئيس أو (مصدر) رئيس للتشريع، مع عدم السماح لتأسيس أى حزب على اساس دينى، بصورة واضحه، يعنى لا تؤسس جماعة اخوانيه أو سلفيه ثم تقدم حزبا كواجهة سياسية، كما نرى فى مصر والسودان.
أما فى مصر .. فقد كان الدستور المصرى قبل الثوره ينص صراحة على عدم تأسيس أحزاب على اساس دينى، لكن فى الدستور الجديد، لم ينص على ذلك، وخدع السلفيون والأخوان القوى المدنيه والليبراليه وأجبروهم على قلتهم للأنسحاب من (الجمعية التأسيسية للدستور) ليخرجوا دستورا فيه العديد من المواد التى تتحدث عن (الشريعه) وبصورة فيها غلو شديد، تهدد الوحدة الوطنية وتحول مصر فى النهايه الى دوله دينيه، وفى ذات الوقت ابقى الدستور على الأحزاب القائمه على اساس دينى، بل زاد عددها بأحزاب دينيه جديده أو احزاب أنقسمت على نفسها وأسست احزاب جديده، غالبا السبب فى ذلك أن المجموعة التى أسست الحزب الجديد تشعر بأن المجموعة الأولى اقل (تشددا) فى مسألة فرض شريعة (القرن السابع).
للأسف هذا (التنطع) لا يثمر فى نهاية الأمر الا عن متاجرة بالدين وفساد ونظام سلطوى واستبدادى، يختلق المبررات لتلك السلطويه والفساد والديكتاتوريه.
والخطاب واضح من عنوانه، فبعد أن صرح الرئيس المصرى (الأخوانى) محمد مرسى حينما كان نائبا فى برلمان (مبارك) عام 2005، بأن البنوك كلها تعمل بالربا، اصبح الآن وهو رئيس لمصر، يلهث خلف قرض ربوى من البنك الدولى بمبلغ 4 مليار و800 مليون، فائدته 2%.
وبالأمس القريب حول النائب العام المصرى ملف قضية لنيابة أمن الدوله العليا، يتهم فيها الأخوان المسلمين بحصولهم من امريكا على مبلغ 10 مليار جنيه قبل الأنتخابات التى جرت فى مصر، وهذا امر غير مستبعد أكده المرشح الجمهورى (رومنى) فى مناظرة له مع منافسه الذى فاز (اوباما)، بأنه أعطى الأسلاميين فى مصر، مبلغا مقارب لهذا المبلغ ولم ينف اوباما ذلك الأتهام.
والأخوان المسلمين لم يكونوا وحدهم فى ذلك، فقد صرحت مصادر عليمه بأن جمعية (سلفيه) تدعم أحد الأحزاب الدينيه، حصلت من دولة خليجيه على مبلغ 296 مليون جنيه مصرى كدفعة واحده، وثبت ذلك وتمت مساءلتهم بواسطة وزارة التضامن الأجتماعى المسوؤله عن أنشطة منظمات المجتمع المدنى، عن الجهات التى صرفوا فيها تلك المبالغ، فقالوا انهم صرفوا مبلغ 260 مليون فى عمل خير، (كفالة اليتيم)، والجزء الباقى حوالى 60 مليون قالوا انهم صرفوها فى اغراض تنمويه مختلفه!
ندرك أن البعض يخرج ويقول لك أن الأحزاب والجماعات والأفراد ليس حجة على (الأسلام)، وهذه كلمة حق يراد بها باطل.
فنحن لا نبحث عن اسلام معلق فى الهواء، ولدينا تجارب وأمثله امامنا منذ بدايات ظهور انظمة الحكم الأسلامى وحتى اليوم، لم نر فيها نموذجا واحدا لحكم ارتدى ثوب الأسلام وأدعى انه يطبق (الشريعة) فقدم خيرا لبلده ومواطنيه، كلها انظمه أستبداديه وقمعيه وفاسده وفاشله.
لأنها تنتهح (منهجا) لا يعترف بالديمقراطيه أو الشفافيه والمساءله والمحاسبه.
حركة (الأخوان المسلمين) التى تأسست منذ عام 1928 فى مصر، ومنها تأسست كآفة حركات الأخوان المسلمين فى العالم، لا تعرف جهة فى مصر حتى الآن مصادر تمويلها ولا تخضع اموالها لرقابة أو محاسبة مثل باقى الجمعيات.
وكما ذكرت فى المقال السابق أن (شريعة) القرن السابع التى يتكئ عليها (الأخوان) والسلفيون للوصول للحكم، وبخلافها لا يحققون نجاحا جماهيريا، لا تعترف (بالديمقراطيه)، وتعتبرها رجس من عمل الشيطان.
وبعضهم يخادع ويدعى ايمانا والتزاما بها كوسيلة للتنافس السياسى، وبعضهم يرفضها، وقد أجاب الدكتور/ ناجح ابراهيم، الذى كان ينتمى لتنظيم (الجماعة الأسلاميه)، بأن الأسلاميين يرفضون الديمقراطيه، لأنهم يخشون أن تعطى المسيحى فرصه الوصول لمنصب الرئيس، ولأنها تساوى بين الرجال والنساء.
وهنا يتضح لنا أن (المتأسلمين) يشعرون بالحرج ويدركون عمليا صعوبة الألتزام بشريعة القرن السابع، لكنهم فى ذات الوقت يعرفون بخلاف المتاجره بها فلن يصلوا الى كراسى الحكم ولن يهيمنوا علي كآفة جوانب الحياة فى دولهم.
وهب أن سياسى مثل (البردعى) أو (حمدين صباحى) فى مصر، أو (فاروق ابو عيسى) فى السودان، أعفوا لحاهم طويلة وأعلنوا انهم سوف يطيقون (شريعة) غير (مدغمسه) اذا فازوا فى الأنتخابات، وهللوا وكبروا، وخدعوا الجماهير (البسيطه) والجاهله والجائعة، هل يعقل أن يفوز أى مرشح آخر نزل ضدهم؟
لذلك فأن التدين الذى يعنى السمو بالأخلاق والقيم وحسن معاملة الآخرين والصدق والأمانه والتنافس الشريف، لا يستطيع أن يرفضه انسان، وليت المجتمع كله اصبح كذلك، لكن اقحام الدين فى السياسة مرفوض، لأنه يختزل الدين فى أناس واحزاب دون باقى الناس ويصبغ عليهم (قداسه) حتى لو كان فاسقين وفاسدين، و من النادر جدا أن تجد انسان (متدين) حقيقى، يلهث وراء السلطه ويتكالب عليها ويمكن أن يصل درجة أن يقتل بسببها خصومه أو منافسيه أو أن يغتال شخصياتهم بالأدعاءات الكذابه والأفتراءات.
لكل ما تقدم فان (التشريع) الذى نريده هو الذى ينص على دوله مدنيه ديمقراطيه، اىساسها المواطنه، تحترم سيادة القانون وحقوق الأنسان، لا يتميز مواطنيها على اساس الدين أو النوع أو الثقافة، الحاكم لا يبقى فى الكرسى أكثر من 4 سنوات على أن تجدد الجماهير انتخابه لمرة واحدة فقط اذا ثبت نجاحه وساهم فى تطور البلد وتقدمها، وأن يكون دينه مع ربه، أما نحن فيهمنا برنامجه الأقتصادى والتعليمى والصحى والثقافى والأجتماعى والفنى والرياضى.
فنحن نريد حاكما لا واعظا.
هذا هو تشريعنا وهذه شريعتنا التى نريد أن نحكم بها، أما ديننا فهو علاقه خاصة بيننا وبين الخالق وحده من يسألنا عنه يوم القيامة، ونحن نعلم جديا أن شعبنا (السودانى) الأصيل الذى لم يدخله الأسلام بحد بالسيف أو اتقاء دفع (الجزية)، فهو شعب وسطى مسالم خلوق وذواق لا يحب الغلو فى اى شئ، ولو كأن الأمر بيده، لأختار موقف الأعرابى الذى جاء الى الرسول (ص) حتى دنا منه فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال له الرسول (ص) "خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال هل على غيرها ؟ قال لا إلا أن تطوع، قال الرسول وصيام رمضان، قال هل على غيره ؟ قال لا إلا أن تطوع قال وذكر له الرسول الزكاة ، قال هل على غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، قال الرسول (ص)، أفلح أن صدق".
أو كان حاله مثل حال المستشرق الذى كان يجلس لأحد الأئمه لكى يعلمه الدين مع عدد من تلاميذه، فلما وصل الى الآيه (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)، وقف المستشرق، وأعلن انه لا يريد زيادة فى العلم أكثر من ذلك، فحينما حاول رفاقه أن يثنوه عن قراره وأن يواصل معهم، قال لهم الأمام ، اتركوه لقد تفقه صاحبكم فى الدين.
وأخيرا .. رب (ليبرالى) ديمقراطى أشتراكى .. اشعث اغبر لا يتاجر بدينه، قال عنه (سلفى) مصرى أنه كافر مخلد فى النار، لو دعا ربه لأستجاب له على الفور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.