[email protected] "يوما ما ..سيدرك أحفادنا أننا كنا معجزة نحن الذين عشنا عمرنا كله دون أوكسجين " إبراهيم نصر الله "الديكتاتورية تصنع سجونها من الثكنات ، مخافر الأمن ، ..... ولكن ماذا عن البيوت ؟ ألم تتحول إلى سجون ؟" إدواردو غاليانو من حق "حملة الدفاع عن حرية النشر والتعبير" بالتضامن مع "كونفدرالية منظمات المجتمع المدني" أن ترفع مذكرة لما يسمى برئاسة الجمهورية .. ومن رأيها أن تخاطب اتباعا لقواعد "تأدب " لا معنى لها البشكير باعتباره راعيا للدستور والمسؤول عن حماية الحقوق المدنية لمواطني الدولة كافة.. أو كماقالت ! ومن حق اتحاد الكتاب السودانيين أن ينظم احتفائية لمدة يومين في يوليو من العام الماضي عن حرية التعبير يتحدث فيها علي شمو .. والسر السيد ..وأحزان أخرى ! ولكن من حقنا نحن المكتوين بلظى النظام الفاشي ليل نهار أن ننبهكم إلى مايلي : إن هذا النظام القبيح لن يسمح له وعيه المتحجر بتفهم لغتكم الراقية .. ولن يفقه أسانيدكم القانونية العقلانية .. كما أن عبارات مثل الإعلام الحر .. ومقتضيات العدل والمساواة ، والاستنارة، والعقلانية تقع تماما خارج منطقة وعيه .. بل إن أسلوب استلام المذكرات .. دعك من الرد عليها يعتبر " أحجية" ولغزا غامضا يتحير في كيفية التعامل معه البشكير ونظامه ..ولذلك يترك لكلاب أمنه أمر التصرف معه .. وكل ما يفهمه النظام من كلمة "مراكز"هو:المراكز الأمنية مثل smc الذي تنتزع ميزانيته الضخمة من قوت المواطن المسكين .. لتدمر بها بعد ذلك بنية المواطن المسكين نفسه ... والنظام الذي يقتل الطلاب بدم بارد .. ويعتقل أكثر من ألفين في مظاهرات يونيو / يوليو الباسلة .. ويكذب ليل نهار على شعبه هو نظام لا يمكن له أبدا أن يفهم لغة استلام المذكرات ... وهو يثبت كل يوم أن اللغة الوحيدة التي يفهمها هي لغة الانتفاضة المحمية بالسلاح .. هي لغة محاصرة قصره الرئاسي المسرطن طبيا ومعنويا بجموع الشعب السوداني .. إن اللغة الوحيدة التي يفهمها النظام هي اقتلاعه من جذوره بقوة السلاح .. ورميه إلى مزبلة التاريخ التي ظلت تنتظره منذ ثلاثة وعشرين عاما .. ولن يتم ذلك برفع المذكرات .. بل بالفعل الجذري القوي التصاعدي .. وبردم الهوة بين النخبة التي لم تفلح الإنقاذ في تغبيش وعيها... وبين الجماهير التي أدخلتها الإنقاذ بين مطرقة"التجويع" وسندان " الترهيب " .. أي بين ذهب المعز ..وسيفه كما درج الطغاة على مر تاريخنا الإنساني الحزين .. فالطغاة كما كتب إبراهيم نصر الله مرة لايستوردون ضحاياهم .. إنهم يصنعونهم منا .. أعتقد أن أحد الواجبات الملحة الآن هي تجسير هذه الهوة بين "النخبة" و" المواطن " .. ودون ذلك لن تقوم ثورة شعبية كاسحة مثلما شهدنا في أكتوبر وأبريل .. وأخشى أن أقول أننا نبعد خطوات عديدة عن ذلك ؟!