صدي عندما يدور الرأس هولاً! أمال عباس ٭ الأسبوع الماضي أصاب قلمي الحران.. ورفض أن يلامس الورق الابيض.. إنه أسبوع لا يختلف عن باقي أسابيع السنوات الماضية، الاحداث تتلاحق بغريبها ومتناقضاتها.. عجبت ونحن على مشارف الاحتفال بذكرى الاستقلال السياسي أن يصدر وزير الثقافة والاعلام قراراً بتجميد نشاط مركز الدراسات السودانية، والكل يعلم ويعرف دور هذا المركز في الحياة الثقافية والاجتماعية.. والتجميد جاء لعام واحد بلا حيثيات.. وقبل أن أفيق من الاستنكار.. استنكار ان يجمد نشاط مركز على رأسه دكتور حيدر ابراهيم.. صاحب الرووية العميقة الفاعلة لتطور المجتمع السوداني.. جاء القرار الثاني سحب التصديق لمركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية.. والاعجب هذه القرارات تأتي بدواعي ان المراكز تتلقى دعماً توظفه لإسقاط النظام. وأيضاً لا ينكر أحد النشاط الواضح والمفيد الذي يقوم به مركز الخاتم عدلان في مجال التوعية والتبشير بغد أفضل. ٭ قلت إن قلمي صابه الحران لأن نظام الانقاذ لم يغير طبيعته التي أتى بها مهما تحدث عن الديمقراطية والسماح لحرية النشر والتعبير عن وجهات النظر.. وهذا أظهر جلياً في الفترة الانتقالية التي اعقبت اتفاقية نيفاشا.. وما أن ذهب الجنوب في انفصال رعته إدارة تلك الفترة.. وحتى مع الاشارة الواضحة في دستور 5002إلا انه يظل ساري المفعول الى ان يوضع الدستور الجديد.. تعتدي الحكومة على حرية التعبير والتنظيم وتجمد.. وتغلق المراكز المشعة والرئيس يتحدث في افتتاح تعلية الخزان عن الحريات المنداحة.. وفي ذات الوقت النائب الاول يقول انهم سيكشفون قريباً عن منظمات سودانية تمول من المخابرات الامريكية.. ٭ ووجهة الاستغراب هو أن هذه الهجمة على منظمات المجتمع المدني في اطار الاتهامات الخطيرة تأتي بلا سند ولا دليل.. وهذا ما يجعل المرء يمكن لعدم الثقة بين المواطن العادي والنظام منذ ان جاء على ظهر كذبه.. (قلت له سأذهب الى السجن حبيساً واذهب انت الى القصر حاكماً).. الى ان تكتمل الهجمة على باقي منظمات المجتمع المدني.. أسوق خاطرة.. وقبلها أشيد بدور قيادة مفوضية حقوق الانسان وعلى رأسها القانونية المتميزة آمال التني ومن ضمن عضويتها الزميلة المناضلة مريم تكس.. ذلك الدور المسؤول والصادق والأمين.. قلت اسوق خاطره.. ٭ قال الحاردلو شاعر البطانة يهجو الزمن وتقلباته.. في سوق القضارف كم لبس دبلان وكم عنف رقاب لامات حجلين ران انقلب الدهر صبحني انا العريان وركبني الحمار حتى الحمار حران ٭ قفز هذا المربع الى مقدمة ذهني وانا أتأمل قلمي الذي رفض الحراك وأبى ان يطاوعني.. وعزيت نفسي قائلة ان القلم يصيبه الحران فهو اداة تتحكم فيها الحالة النفسية التي تخلق مزاج الكتابة.. والحالة النفسية هذه الايام تمر بظروف غريبة وعجيبة.. الحالة النفسية لكل الناس ولكن بشكل مكثف عند الناس الذين يتعاطون الكتابة في الصحف.. ٭ بالفعل ان الذي يحدث في إدارة الشأن السياسي في هذه المرحلة التي تشابكت وتشعبت فيها أزمة الحكم.. يجعل الرأس تدور هولاً والحكومة تفتح جبهة جديدة بالاضافة الى جبهة دارفور، وكردفان، والنيل الازرق، جبهة مع منظمات المجتمع المدني باتهامات هلامية.. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة