[email protected] مابين العلم والعلماء والجهل والجهلاء بون شاسع، كالفرق ما بين الحرية والعبودية ، وما بين المدير الجديد والقديم والفرق الشاسع ما بين الديموقراطية والديكتاتورية. الإعجاب والحب الطبيعي الصادق المتفرد والقصد النبيل والهدف المرصود وتحدي الذات وتحضيرها لتخطي المستحيل والبحث والتوغل في عمق التفاصيل الحقيقية دون وجل وتهيب والتفرد في تكوين إسلوب الطرح الجاد والعرض الجاذب الساحر يشكلون الإبداع ويبدأ في تصميم مشروع مبدع ماهر كامل في التشكل والظهور. والديموقراطي الحر هو من يستطيع ذلك، والكاتب والصحفي الحر من يقدر على ذلك، والمغني والرسام والكاريكاتيري والتشكيلي الحر من يبدع كذلك، والأكاديمي الطليق الحرهو من يستطيع أن يبرع وينتج، فالمواطن الحر في وطن حر هو من يبدع وينتج وينمو ويتقدم ويتطور ويزدهر. وأي خلل في تركيبة لبنات بناء رصة منظومة تلك المكونات الرئيسية المتناغمة يؤدي لإنهيار المشروع الأساسي ويحوله لموضوع مشروع متباين التركيب إن لم يك خلق مشوه ومولود شاذ آخر. فالصدق العميق والعمق الأصيل والخلق النبيل الصادق والتفرد الأكيد والجدية في العمل هو ما يميز الفنان الأصيل المبدع المحترف من الهاوي والدخيل على الصنعة والمتهافت على الحرفة. وهذا يندرج وينطبقق على كافة ضروب الفنون والآداب والدين والفلسفة والسياسة والحرف اليدوية والأعمال المتنوعة من الزراعة والهندسة والطب والقانون والعلوم والمهن المختلفة. فإن إبتعد أو نسى أوتجاهل الصانع من/عن بعض أو أحد تلكم الموارد والمواد الجوهرية وإن لم يكن حراً في إختياراته هذه فهناك خطورة عدم إكتمال المخطط والإنحراف عن الهدف المرسوم والإصطدام بواقع مغاير وذلك حسب الموضوع الإبداعي المفترض. فالمبدع الأول هو خالق الكون و الإنسان في أحسن صورة وتقويم والذي نزل من علمه وإبداعه على خليفته في الأرض في فضاء شاسع للحرية والإنطلاق وعلم آدم الأسماء جميعا ليعمر الكون والأرض لمصلحة البشر، فالعلم رحمة من العلي القدير لتسهيل أمور الناس في الحياة والعبادة وهو أساس التقدم والتنمية والتعميروالإبداع وتعلموا من المهد إلى اللحد وأطلبوا العلم ولو في الصين. وقد علم الله نبيه ورسوله محمد (ص) العلم والعلم اللدني منذ الصغر فشق صدره وغسل قلبه ونقى سريرته وسما بروحه وهيئه وأرسله بالوحي للناس كافة متمماً لمكارم الأخلاق ويدعو بالحجة ويجادلهم بالحكمة والموعظة ودعوة العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد وبالتي هي أحسن فقد خلق الإنسان حرومن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر وما على الرسول إلا البلاغ والقدوة الحسنة ولست عليهم بمسيطر فقد هديناه النجدين إما شاكراً وإما كفورا. فكلما زاد العلم كلما تواضع الإنسان فالأنبياء والرسل والعلماء هم الأكثر تواضعاً لله والناس، فالعلماء ورثة الأنبياء وإنما يخشى الله من عباده العلماء. ومن لايدعو لحرية الإنسان من صلف أخيه الإنسان وفتح الكون العلمي على مصاريعه ورحابة بحور إتساعه وحصر دنياه وضاق صدره فإن دعوته لن تصل أصلاً وأبدا. لهذا فإن كل يوم تتضح الإمور وتزداد الصورة جلاءاً ويظهر الفرق مابين السودان الإنقاذي الحضاري العريض الضيق الأفق والسودان التغيير الحديث الجديد. فالتحقيق المطلوب والمٌراد في أفضل وجه على الشخص الطبيعي أن يتعلم ويفهم وينغمس وينغمرويدرس ويندمج وينفعل بكل الأحداث الجارية ويحيط بالأشياء ويحدد ويعرف ويفهم ما يريد ويهيء نفسه بصبر وتأني تهيئة كاملة شاملة من جميع النواحي ويطرق كافة السبل ويختارالمكونات بدقة ورصانة شديدة تتوجها عزيمة قوية صادقة وإرادة حقة لاتلين ولاتنحني ولاتنكسر. فالشخص العالم الفاهم الطبيعي لايحب الشوفونية الفجة والتبختر والتكبر والخيلاء والتعالي الأجوف فهي أمراض خطيرة مثلها مثل الكوليرا والإيبولا والسارس والإيدز تحتاج لعلاج مكثف. والسياسي العالم الموسوعة أو الذي يستعين بالعلماء والعاملين الأحرار في مؤسسات حرة مستقلة هو من ينجح وتتطور وتنمو وتتقدم بلده ولايصاب وتصاب بلده بهذه الأمراض المتفشية في العالم الثالث. لكل هذا نجد ان فقد أي من بعض أو جزء من هذه الأدوات و الصفات يترتب عليه خلل في الإبداع وقلة مردود الناتج المطلوب فالكاتب يجد أن موضوعه ومقاله هزيل والصانع المهندس عربته ومصنعه يتعطل ويموت المريض بين يدي طبيبه وتنهار المشاريع الزراعية وتمرض الحيوانات وتدمر الغابات ويقل الإنتاج والصادر لغفلة الزراعيين والبياطرة وتهميش القضاة وتهشش العدالة وينتهك القانون وضح النهار ويفشل المشروع أي مشروع لإنتشال الوطن والمواطن لعصرالحضارة. لهذا ذكرنا في مقال سابق أن الأخوان سوف يدخلون دول الربيع للعصور(العربية) الوسطى عصور فشل المشروع الحضاري.