الشريعة الاسلامية بين أن تكون مصدر التشريع ,اومصدراً للتشريع .. او احد المصادر الرئيسة ...ذلك هو الجدل الدستوري لأبطال موسم الربيع العربي الحالي ' ,وهم أحفاد ابطال حكايات و 'سوالف الحصيدة ' في التراث العربي الاسلامي المؤسس لها من ابن تيمية صاحب رؤية 'السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية '. ولكن التساؤل العلمي الذي تفرضه ابجديات سوسيولوجيا التغير الاجتماعي في ظرف تاريخي مستنفِر يدعي الثورية والتغيير..هو هل تصلح الشريعة الاسلامية اصلاً لان تكون مصدراًللتشريع ؟..فتلك هي اسئلة الثورات المعبقة بطزاجة اللحظة الراهنة ,والتي لا تحتمل المقولات المعلبة بتواريخ صلاحية تتجاوز الزمان والمكان ,لان الكلامَ والمقولاتِ والنظريات والعبارات بابدان تشيخ وتصفرّ وتتساقط ,فكل ما يشتم رائحة الارض يتأكسد ويفسد ,ومحتوم ومختوم بزمنه ومكانه... وبالعودة الى لسان العرب نجد أن مما تعني الشَّريعة: 'مورد الماء، الذي تَشْرَع فيه الدَّوابُّ وهمُّها طلبها', فالدواب شُروع وشُرّع ...وفي الحديث الشريف 'واشرع ناقته '..' وفي المثل 'أهون السقي التشريع ',ومما تعنيه الشريعةُ والشِّرْعةُ أيضاً : ما سنَّ الله من الدِّين وأَمَربه'..والفهم السوسيولوجي لالتقاء المعنيين اللغوي والديني للشريعة يشير اولاً الى زمن ومكان انتاج هذه الرؤية التي اشبعها علماء الاجتماع دراسة وتفصيلاً ومن اوائلهم العربي المسلم ابن خلدون الذي راى البداوة طوراً من اطوار التغير الاجتماعي وترتبط بالاعتماد الكلي على الحيوان كمصدر أساسي للعيش' ..والشريعة باعتبارها رؤية اجتماعية وسياسية لتنظيم الواقع المعيش أتت متوافقة مع هذا الطور البدوي .فاجتماعياً الافراد بحسبها هم جموع من القطيع ...والدين هو النبع الذي يرِده هذا القطيع البشري للسقي والارتواء ,وسياسياً العلاقة هي بين راعِ ورعية ، حيث القطيع البشري يبغي نبعه الشرعي ، والحاكم الراعي له ان يبغي على قطيعه ما دام يراه شيخ الاسلام ابن تيمية 'متصرفاً في ملكه على مقتضى مشيئته ' ... وبالعودة الى التساؤل الثوري: هل تصلح الشريعة الاسلامية باعتبارها منظومة قيم البداوة لان تكون مصدراً للتشريع في القرن الواحد والعشرين وقد اختلفت انماط الحياة المادية فلا ابل فيها ولا نوق ولا حمير , وحتى الينابيع جفّت وما عاد احد يردها ,والماء يرد العمارات والمصانع والمزارع والفنادق في أنابيب وحنفيات باذواق ساكنيها ومستخدميها ...؟؟ ..ثم لماذا يرضى حفظة ابن تيمية بالمرسيدس ويقتنونها ويركبونها ويتخلون عن الحمير والابل ويخضعونها لقانون انتهاء الصلاحية ؟..بينما حين يركب عربي مسلم عقله يسارعون الى قطع رأسه بفتوى تكفير وردة تعج بها كتب شيخ الاسلام التي وردت بها كلمة كافر 917مرة , ويقتل 849,ويضرب عنقه 34مرة ,...؟؟؟!! فليس للمسلم ان يخرج عن القطيع لئلا يأخذه عقله الشارد الى مورد آخر غير موردهم ... انها شريعة السلطة عبر التاريخ حين لا ترضى بعقل غير عقلها ..ونهج غبر نهجها, وشرعة غير شرعتها ,وكلمة غير كلمتها ,شيطانها الرجيم هي الفلسفة التي تتربص بالقطيع كالذئب تغويه بالخروج عليها ,و الفلاسفة والفنانون وعلماء الانسانيات والشعراء والروائيون ليسوا الا ثعالب تهدد ملكيتها في قطعانها البشرية ,لذلك تهافت عليهم أبو حامد الغزالي ,وما فلح ابن رشد برد التهافت ...بل قذفوا به غرباً لتحتفي به الفلسفة اللاتينية درة من عقل وتمنحه وساماً حضارياً من حروفها 'أفيروس Averroes ',بينما تحتفي بلادي بفتاوى ابن تيمية ,ومريده محمد بن عبدالوهاب فتنمو كالفطر القاتل يسري سمه في الاجساد ذبحاً ورجماً وجلداً ,وفي العقول منعاً وتكفيراً ,يرموننا بها فتاوى تطليق وتفريق , او تهمة اساءة اديان ,أو خنجر في رقبة نجيب محفوظ ,او رصاصة في قلب فرج فودة .....نعم لقد غلب سيف ابن تيمية عقلَ ابن رشد فآل المورد وما يرده من ابل وغيره لاحفاد الشيخ في موسم ربيع شرعي جل حصاده فطر سلفي .