السودان دولة تلاقحت وتمازجت فيها الثقافات والأعراق والاثنيات وصارت للغة السودانية والثقافة السودانية نكهة خاصة تميزها عن غيرها من ثقافات الشعوب العالم كشخصية السودانية المميزة بأريحيتها وطيبة قلبها وصفاء النفس فيها لذلك لابد من تميز آدابها عن الأدب العربي المركزي ولكن عقدة العروبة التي تطارد العرب السودانيين والمستعربة منهم جعلهم يزدرون كل ما هو سوداني النكهة ويقللون من شأنه وأصبح يقلدون كل ماهو من المركز العربي في كل شئ ويبذلون قصارى جهدهم ليلتحقوا بهم رغم رفض المركز العربي لهم بأنهم سودانيين ليسوا عرب أو أنهم أقوام يتكلمون العربية كلغة ليس إلا لذلك غاب الأدب السوداني في محافلنا السودانية والدولية والذي ظهر منه انتشر سار به الركبان في المحافل العالمية لتفرده مثل إشعار االفيتوري وروايات الطيب صالح والأدب الذي سار وصار سودانيا وهو بعيدا عن السودانيين ولا يعبر عنهم ولا يستطيع السوداني العادي إن يفهمه إلا الذي حظي بتعليم نظامي الذي درس الأدب العربي المركزي وسمية جزافا سوداني وإذا أردنا الأدب الحقيقي السوداني الأصيل نابع من الاصالة السودانية تجده في بوادينا وأريافنا في كرد فان أغاني المردوم وأشعار الحصاد عند النوبة والحراري والحر دلو في ودار فور وفي الشمال نجد أغاني الطنبارة أدب غني بالقيم السودانية والمتجزرة في أعماق كل سوداني أدب يتنفسه كل العشاق ويبكه المشتاق ويحث الحكامة به الفرسان وتتغنى به العاشقة دون عناء مثل هييييي الزارعنو في الصريف بسقيك بلا خريف لو ما الصبر تكليف من بيتكم ما بقيف اندرية وهذا نموذج من الأدب السوداني ولكن بكل أسف كثيرا من الكتاب والمهتمين بالأدب يصنفونه بأنه أدب شعبي أو تراث اليس التراث هو منبع الأدب ليس الشعر الجاهلي تراث العرب اليس الأدب التقليدي أو الكلاسيكي هو قرض الشعر بطريقة الاقدمين وبعد ذلك تطور الشعر في كل أنحاء العالم ونحن كسودانيين يجب علينا إن نهتم بأدبنا السوداني نهتم به توثيقا وتطويرا بالنقد والكتابات وتطوير لغاته مع مراعاة التنوع جهاته وقبائله وثقافاته حتى تزدهر ونحافظ على موروث القيم السودانية من الاندثار ونقله إلى الأجيال القادمة السودان بلد ملئ بكنوز أدبية لم تكتشف بعد حتى بين السودانيين غير معروفة لذلك تحتاج إلى منقبين صادقين من السودانيين إن ينقب يصقل بطريقة جيدة يقدم للشعوب العالم وحتى نسهم في الحضارة الإنسانية التي تحتاج مثل قيمنا هذه( من تسامح وتعايش وقبول الأخر) التي تعايشت بين السودانيين قرونا كما نراه ألان في السودان دولة ثقافات متعددة وسسس متعايشة ولكن عدم إدراكنا لها وتأخر في اكتشافها ضاع علينا الكثير وعلى العالم [email protected]