الى مستشارة الرئيس مرسي التي افتت بنقصان دين كل فتاة غير مختونة والى كل فتاة اعُتدي عليها جسديا -ايا كان نوع الاعتداء تكوين وجدان طفلة سفر تكوين الفرح كان فجر العيد ..يوم مولدها . سفر تكوين النقاء ...لم تكن امها تترقب صبيا او صبية .. ولا الاب. كان كل ما يعنيهما هو المولود القادم ...فقد اقترنا بعد رحلة من السنوات الودودة ... سفر تكوين السحر في عينيها . قالت امرأة حضرت طلتها الاولى على الدنيا لبناتها : "لقد اطلت عليهم طفلة حلوة ، عيناها سوداوان ، واسعتان ، حلوتان وفيهما بريقُ عجيب . سفر تكوين القهر جرح مكتوم في قلب كل فتاة. ........... ..تقول الحكاية .... قبل كل ذلك بأيام كانت هناك احتفالات متتالية ..وتجهيزات لولائم و ملابس زاهية وحرير احمر وحلي ثمينة كانت الام المُغيبة عن الوعي في ذلك الوقت تعد العدة لأكبر حدث فاصل في تاريخ اي فتاة في مجتمع هذه المدينة . الحد الدموي الفاصل بين الانتقال من الانسانة الى الانثى المجروحة الى نهاية العمر .الفرح الحزين،الفرح الخدعة ، الفرح الغُصة في حلق كل فتاة الفرح ذو النهاية المأساوية والجرح المكتوم الى الابد .بداية القهر والذل ولانكسار في حياة الفتاة الى الابد مهما حاولت ان تتحرر منه .يظل جرحا غائرا .بداية الخنوع للجراح الداخلية . والصمت عليها . في صبيحة ذلك اليوم ايقظوها باكرا جدا .كانت عادة ما تستمتع بنومها او تستيقظ لوحدها لكنها لأول مرة تُجبر على الاستيقاظ باكرا فهي ما زالت بعيدة عن سن المدرسة .في الرابعة من العمر تماما .في الليلة السابقة كان ساحة البيت تعج بالنساء من الاقارب وكانت هناك قدور من الاطعمة تجهز وأنوار تشع و بهجة منثورة في ساحة الدار . وهي تمرح بين جداتها . وتستمتع بطريف القول والاحاجي منهن،حيث كان حسن الشاطر ومحمد ود النمير بطلا تلك الليلة .لكن محمد ود السبع سعالي كان هو من اختارته فارسها لكونه هو وفاطمتة ليسا ككل الابطال والبطلات فقد قاسيا عقابا جسديا من ذويهما وحرب نفسية ودسائس .وقد بكت وجدتها تنشد بصوت حزين محاكية محمد ود السبع سعالي وهو ينشد لفاطمة وهو مسجي مريض وهي من تقوم بتطبيبه... هيل هيل يارعية الخيل قريقديكي ماتاكلو النار ( اي شعرك الطويل ) فترد عليه فاطمة ... التاكلوا النار التاكلو النار جبتني من سبع بحار من بلد اسلام لي بلد كفار وبلد الكفار كان عالما اخر هو ليس عالم البشر –كما تقول الاحجية . غلبها النعاس فنامت وهي تحلم بمحمد ود السبع سعالي .وفاطمة هائمة على وجهها تبحث عنه بعد ان اختطفته الشريرات وهن لسن بأمهاته الحقيقيات . لذلك عندما ايقظتها اختها الكبرى ، انتفضت مرعوبة ثم بعد ان تيقنت انها اختها . تعجبت ولم يطب لها ذلك فهي تحتاج مزيدا من النوم بسبب سهر الليلة الماضية .رفضت بدلالها المعتاد فقد كانت اخر العنقود ومدللة البيت الكبير .لكن نبرة صارمة من تلك الاخت ، أدركت منها ان الاستيقاظ اليوم واجب عليها وحتميٌ .فقامت متثاقلة .حملتها برفق وغسلت لها شعرها بحنو بيمنا كانت هي تعبث بجدائلها ورغوة الصابون.ضفرت لها جدائلها فسألتها بغتة " حتوديني الروضة؟" نظرت اليها شقيقتها الكبرى بصمت حاني .فعاودت الطفلة السؤال "الليلة عرس منو؟ " اجابتها متجاوزة السؤال الاخير لا ليس بعد السنة القادمة تمشي الروضة.ألبستها احلى فستان .وقد كانت يداها الصغيرتين قد خُضبتا بالحناء .ثم حملتها الى و مهد كبير عال. مفروش بسجاد فخم احمر اللون و حوله نساء ،فقط نساء .كان ايقاع الدلوكة (الطبل) يعلو فوق كل الاصوات وأغاني حماسية تملا الساحة . وهي لا تدري لم هي بالذات معنية بهذا الاحتفاء !!.البسوها كثيرا من الحلي الذهبية وعطروها بعطور وبخروها من العين والحسد .وعندما حملتها امرأة ضخمة البنية بقسوة ، ادركت ان في الامر خطورة فتسارعت ضربات قلبها .فُتح الباب ..لم تفهم شيئا .رأت منظرا بشعا لا تذكر منه سوى ..ان دما كان يغرق المكان وان هناك . ذبيحا ما قد سبقها في هذه الساحة ..وان الدور مقبل عليها لا مفر من ذلك .. وظلت طوال العمر تحاول ان تذكر ما جرى بعد ذلك فلا تستطيع اختفت كل التفاصيل من ذاكرتها غير انها تدرك ان كل ما مضى من عمرها قبل تلك اللحظة كان شيئا اخر . تحاول عبثا ان تتذكر الم تلك اللحظات فتفشل "وستفشل كما يفشل الانسان في تذكر حلم ليلة غامض . فذاك شيء لا تطيق ذاكرة طفلة ان تحمله الى مداَ بعيد .فغاص بعيدا في عمق النسيان لكن الذاكرة حُشيت بشيء اخر هو رائحة الدم ...والفشل . الفشل في الدفاع عن الجسد " .قالت لنفسها ذلك في ليلة اخرى بعد سنوات .وهي تشحذ قواها لتواجه نفسها بالسؤال .. "والهزيمة..كانت هي ... اعتراف ..الجسد .انه ليس الاقوى انه خائن ويقبل ان يعٌتدي عليه و هو لا حول له ولا قوة .. كانت تلك هي لحظة تكوين وجدان الانثى المقهورة ذاكرة الانثى المقهورة .. الصراع الذي سيلازمني طول العمر .والسؤال الصعب انا مع جسدي ام ضده ..... متلازمة تلك اللحظة ..لا تفسرها كل القواميس النفسية هي تلقيح حيوان القهر و ذات الجسد لينتج وجدانا يقول انا مستهدفة من جهة ما . تماما .كمثل وطن هُجّرْتَ منه قسرا و انت صغير.وطنا لن تعود اليه ثانية ابدا . " تلت تلك الليلة ليالي من السهر الطويل ...كان الماء الذي تشربه الطفلة ..يجر ورائه الماَ لا يوصف حتى انها صارت تخاف منه كالمصاب بداء السعر . لان شرب الماء يعني رحلة من العذاب والسهر .في مسيرته داخل جسدها الصغير الى الخارج . انفض المحتفون واختفت الزغاريد وصارت هي والام والشقيقة الحانية التي جهزتها مُكرهة، يسهرن في الم موحد. انقضت المدة المعروفة للعذاب في حياة كل صبية .ليبرى جرح الجسد ويبقى جرح الروح والوجدان المقهور. إلا ان ذكرى فاطمة السمحة وهي هائمة في الخلاء ، تبحث عن محمد ود السبع سعالي مازالت تؤرقها هل وجدته هل كانت النهاية سعيدة ،هل التقيا بعد ان دُبرت لهما كل الحيل الخبيثة والمكائد ليفترقا ؟ عبثا تحاول تذكر نهاية احجية غالبها نوم الطفولة على سماع نهايتها السعيدة ،فنامت على ان تُكمل لها غدا ، فباغتها صباحُ دامي كان نهاية لبراءة لا محدودة .لقد اخذ ذلك الصباح الدامي جزء من ذاكرتها ومن بينها اجمل احجية سمعتها في طفولتها وهي لا تزال تبحث عن من ... يعرف لها نهاية .... [email protected]