لم يكن دخول جماعة ( أنصار الدين) المتطرفة التي قاتلت في مالي لفرض واقع ديني وأيديولوجي جديد بالمنطقة،لم يكن دخولها إلي دارفور عبر (الكفرة) الليبية بسبب المطاردات الفرنسية مجرد "صدفة"، بل أن تمركز هذه الجماعات المتطرفة ب (جبل ماري) في منطقة (ملاقات) التي تبعد (15) كيلو شمال شرق كتم بولاية شمال دارفور مدروس ومخطط له من قبل الأستخبارات السودانية التي أبتعثت مديرها الي دارفور لإستقبال هذه القوات ،فالنظام يعتقد أن بإمكانه كسر شوكة الحركات المسلحة من خلال السيطرة علي المناطق الجبلية ومن ثم مراقبة التحركات العسكرية -هذا من جانب – ومن جانب أخر تريد الجماعات المتطرفة والتي سبق وأن تلقت تدريبات عسكرية متقدمة في جبال ( تورا بورا) شرق أفغانستان أن تجعل من المناطق الجبلية في دارفور معسكرات للتدريب تكون بعيدة عن أعين الأستخبارات الغربيةوالامريكية،هذا فضلاً علي أن نظام الخرطوم يبحث عن مناطق آمنة بغرض استخدامها ل(مأوى) لقادة تنظيم القاعدة المتواجدين في الخرطوم بحسب تقارير أستخباراتية . وأكّدت مصادر مطلعة من داخل غرف إستجواب المتهمين في محاولة "قوش" الأنقلابية أن بعض أسئلة الأستجواب ركزت علي تساؤلات عن قادة تنظيم القاعدة ومسئولين في جماعات أسلامية متطرفة وأموال تخص تأمين قادة تلك الجماعات ، يتهم النظام الانقلابيين بالتصرف فيها. أقليم دارفور الذي تسري في حالة طؤارى أستثنائية وغريبة من نوعها ،وما يشهده من إنتهاكات مستمرة وتفلتات أمنية عارمة و خلافات حادة بين أجهزة الحكومة الامنية ومليشيا الجنجويد " حرس الحدود" حول أدارة الملف الأمني،أقليم بهذه الفوضي الأمنية مؤهل لإيواء أي متطرفين بما فيهم تنظيم القاعدة الذي يبحث عن مأمن لقائده أيمن الظواهري وبعض مساعديه، وتشير بعض التقارير الي أن جماعة أسلامية متطرفة في السودان توسطت أبان مؤتمر الحركة الاسلامية الأخير بين المؤتمر الوطني وتنظيم القاعدة ونجحت في طيّ خلافاتهما وإعادة العلاقة بين الخرطوم والقاعدة بعد قطعية دامت سنوات بسبب تسليم مدير جهاز الامن والمخابرات السابق صلاح قوش مطلوبين من تنظيم القاعدة للإدارة الامريكية، وليس بعيداً عن يكون أعتقال قوش ومجموعته جزء من هذه الصفقة . هتاف أخير!! التجهيزات العسكرية الضخمة التي أتت بها جماعة " أنصار الدين" من سيارات رباعية الدفع واسلحة ثقيلة ومضادات صورايخ ،فاقت تسليح القوات الحكومية المتواجدة في الاقليم والتي تقدر ب(5) فرقة للجيش وفرقة من الشرطة "قوات الاحتياطي المركزي " و(2) لواء من القوات الخاصة التابعة لجهاز الأمن والمخابرات، بجانب مليشيات حرس الحدود والمستوطنين الجدّد تم تسليحهم،التجهيزات العسكرية الكبيرة لهذه الجماعات المتطرفة تشير الي أن نظام المؤتمر الوطني يسعي الي أمرين لا ثالث لهما،الإحتمال الأول هو تنفيذ حملة عسكرية واسعة لتشريد مزيد من القبائل الاصلية في دارفور وإحلالها بقبائل وافدة موالية لخرطوم، وهذا الإحتمال ضعيف، الاحتمال الثاني المؤكد هو أن المؤتمر الوطني يريد السيطرة وتأمين كافة المناطق الجبلية بدارفور ويستخدمها ك (مأوى) لقادة تنظيم القاعدة ،وطالما أن الاجراءات الأمنية بهذا الشكل المريب فأن التأمين قد يكون لرأس القاعدة أيمن الظواهري نفسه....ودمتم!! جاتيكا أموجا دلمان [email protected]