الخرطوم:محمد سعيد: حذر رئيس السلطة الاقليمية لولايات دارفور، الدكتور التجاني سيسي، من تسلح بعض القبائل في دارفور باسلحة موازية للقوات النظامية ،ورأى ان المواجهات القبلية المسلحة يمكن ان تظهر السودان على انه دولة منهارة، مطالبا بتنفيذ عمليات نزع واسعة في الاقليم. وقال سيسي في مقابلة مع برنامج مؤتمر اذاعي، الذي بثته الاذاعة السودانية امس، ان بعض القبائل في دارفور تقتل وتدفع الدية وهي غير مبالية بما ارتكبت من جرم بقتل المدنيين، واضاف « احيانا تتكفل الحكومات بالديات « ،ورأى ان الدية تشكل مصدر ابتزاز وتنتزع تحت فوهة البندقية ،مشددا على ضرورة تقوية الادارات الاهلية ،لافتاً الى ان رجال القبائل المسلحين لايأتمرون بأوامر الادارات الاهلية . واشار الى ان دولة افريقيا الوسطى التي تشهد اضطرابات في الحكم،مصدر لتسريب السلاح الى دارفور ،وقال ان النظام هناك تغير والوضع غير واضح المعالم، ورأى ان الطريقة التقليدية في عمليات الصلح والديات ماعادت مجدية، و ان كلمة حاملي السلاح بين القبائل والمليشيات اصبحت قوية، ولابد من ردع هذه التصرفات والتطورات وبسط هيبة الدولة وتقوية الاجهزة الأمنية ومواجهة المجموعات القبلية المسلحة. وطالب رئيس السلطة الاقليمية بتوقيع القصاص على المتورطين في اعمال القتل في تلك الصراعات القبلية، الى جانب تطبيق برامج لنزع الاسلحة من القبائل، وقال ان بعض القبائل تتسلح باسلحة توازي اسلحة القوات النظامية. واشار الى ان حمل السلاح اصبح عاديا في المدن والطرقات من قبل المدنيين، معربا عن اسفه للاستقطاب القبلي، الذي قال ان الجميع تأثر به حتى بعض المجموعات المحسوبة على القوات النظامية، وقال ان المواجهات القبلية المسلحة تظهر السودان على انه دولة منهارة ،وأكد ان الصراعات القبلية تصاعدت وتيرتها في الاسابيع الماضية، واتهم من اسماهم بتجار الحرب بالداخل والخارج بتأجيج الاوضاع في دارفور، موضحا ان اجتماع اللجنة الامنية الاقليمية اقر بضرورة تقوية الاجهزة الامنية لمواجهة التحديات الامنية. وحذر السيسي، من إن المجتمع الدولي قد نفد صبره تجاه الحركات المسلحة، خاصة بعد الاعتداءات المتكررة، على قرى المواطنين، وعلى مشاريع التنمية، مؤكداً أن الوضع الأمني بدارفور لا يمكن التصدي له، إلا بتقوية الأجهزة الرسمية. وعلى صعيد مؤتمر المانحين، قال ان دولة قطر شرعت فعليا في ضخ الاموال الى جانب بريطانيا، لكنه اتهم دولة كندا بالعمل على تقويض العملية السلمية في دارفور، وقال ان كندا تمارس دورا غريبا ومريبا. واوضح سيسي ان بعض الجهات الدولية تحاول استخدام قضية دارفور في حل مشكلة النيل الازرق وجنوب كردفان على الرغم من ان بعض الدوائر الدولية منزعجة من تصرفات الحركات المسلحة غير الموقعة، والتي تستهدف مشاريع البنى التحتية. وقال ان مداخلات المبعوثين اظهرت ذلك في اجتماع لجنة انفاذ سلام دارفور الذي اقيم اخيرا في الدوحة. وكشف عن ان حركة التحرير والعدالة تعتزم إنشاء معسكرين في نيالا والفاشر لمباشرة الترتيبات الامنية وتغيير الجداول الزمنية لبطء انفاذ البنود .