تحتشد صفحات الصحف الإجتماعية والمواقع الإلكترونية يومياً بخبر مفجع عن إنتقام قاتل نفذه زوج ضد مطلقته ووصل البعض لإسلوب القتل رمياً بالرصاص أو إغماد نصل حاد في أحشائها ترديها جريحة ، أو قتيلة رغم أنها ليست على ذمته ولا يربطهما ( حبل ) الزوجية الذي إنقطع بينهما !! مطلقات عديدات التقيت بهن ، بعضهن تطلقن حديثاً والبعض الآخر تطلقن قبل سنوات رغم أن التوتر من مايخبئه لهن الأقدار يقلق مضاجهن ، خاصة في ظل توتر العلاقة مع الزوج المطلق وعدم الراحة من طريقة تفكيره العدوانية تجاه مطلقته !! المطلقة (ه ع ) عروس لم يتجاوز زفافها الشهر ، قالت إنها تزوجت بالعقل وليس القلب ولأن من اختارته كان مقارباً لها في العمر فقد ظنت أن هذا الأمر سيجعل زوجها قريبا لأفكارها وميولها وهوايتها ، إلا أنها فوجئت بأن زوجها الشاب اليافع يحمل بين جنباته روح رجل ( عجوز شايب) يجادلها ويمنعها من كل مرح الشباب ويفرض عليها ( شيخوخة) مبكرة وهي مازالت في ريعان شبابها لم تتجاوز العشرين من عمرها !! ضاقت الفتاة العشرينية بالزوج ( المتسلط ) الذي إختار منذ اليوم الأول أن يغتال شبابها وطلبت الطلاق بعدما ذهبت لمنزل أهلها ، فرفض الزوج الطلاق وبات يهددها بالقتل إن لم ترجع عن قرارها ، وعند تدخل أشقاء الفتاة كان التحدي !! أما السيدة ( ن ن) وهي ثلاثينية العمر فقد تزوجت منذ العام 2007م ونتج عن هذا الزواج زهرتان إلا أن وجود طفلتين لم يردع والدهما عن رمي يمين الطلاق لثلاثة مرات ، كانت الزوجة بعد كل طلقة تعود عسى أن يصلح الله حال زوجها الغيور حد الجنون إلا أنها كانت في كل مرة تعود لبيت أهلها حاملةً أوجاعها وطلفتيها ودمعة حسرة في عيونها !! ( ن) تحدثت ل ( الخرطوم) وعزت أسباب طلاقها ( بالتلاتة ) عن والد طفلتيها إلى الفارق العمري والمزاجي بينها وبينه ، فضلاً عن العصبية التي يتعامل بها معها وسوء السلوك في الفعل والقول ! قالت ( ن) رغم علم زوجي بأنه تبقى له ( طلقة) واحدة ومن بعدها أصبح محرمة عليه ولا يمكن ان يردني الى عصمته لم يتردد في قولها ورغم ذلك يهددني بالقتل أو خطف بناتي لو أنني فكرت في الزوج بغيره !! وتحدثت ( أميرة) المطلقة منذ عدة سنوات ولديها ابنة بالقول أن الزواج ( شركة) معرضة للربح أو الخسارة وعلى الشريكين تقبل الأمر بروح رياضية والرضى بالمقسوم ! وتحدثت الأخصائية النفسية الدكتورة هيام السني الضوي الإختصاصية النفسية ل ( الخرطوم) معددةً بعض الأسباب التي قد تؤدي بالرجل لقتل مطلقته حيث قالت أن طلب المرأة للطلاق وفرضها ذلك على الرجل من الممكن أن تدخله في حالة من الإضطراب النفسي وذلك لأن بعض الرجال عادةً لا يقبلون أن تكون المرأة هي صاحبة القرار في الطلاق بل أن يكون هذا القرار قراره وحده !! وأوضحت د. هيام أن الرجل قد لايكون في كامل وعيه لحظة إتخاذ أو إنفاذ قرار الطلاق ولكن بالعودة للتفكير في الموضوع واستشعار الضرر والخراب الذي لحق ببيته تجده وقد دخل في حالة نفسية سيئة مما يجعل الأفكار العدائية تتوارد الى ذهنه تجاه مطلقته مما قد يدفع به للإنتقام منها ، خاصة لو كانت الغيرة واحدة من مسببات التوتر في حياتهما الزوجية ! وأكدت أن المرأة في الغالب لاتصل الى مرحلة إختيار الطلاق إلا إذا فاقت الضغوط حدود إحتمالها وتخطت طاقتها وقدراتها على الصبر ! وحذرت من أن عدم اكتشاف الاضطراب والخلل النفسي في شخصية الزوج منذ بداية الحياة الزوجية سيؤدي حتما الى النهايات غير السعيدة التي قد تدفع الزوج لقتل زوجته حتى ولو كانت حملت لقب مطلقته ! وقالت أن الوزاع الديني والأخلاقي وقوة الإيمان والحكمة وحسن التصرف لو توفرت في الرجل فلن يؤذي امرأة كانت زوجته أو أماً لأولاده مهما كان حتى لو أن حياتهما الزوجية قد فشلت وفضت الشراكة بسبب أبغض الحلال وهو الطلاق !! نادية عثمان مختار [email protected] (نقلاً عن صحيفة الخرطوم)