وقفنا في مرات سابقة في مقام الخبز الذي نشتريه ونوعية الدقيق هذا اذا غضضنا الطرف عن وزن الرغيفة وعن حديث سابق يقول يحب على اصحاب المخابز وضع ميزان في مكان واضح ويومها قلنا هذا حديث من اجل الاعلام وانه لن ينفذ وحدث ما توقعناه فلم نشاهد ميزاناً في أي مخبز. قبل ايام قال وزير المالية علي محمود: إن أي حديث عن غلاء في المعيشة في البلاد غير صحيح وأن السلع متوفرة في الأسواق وأن نسبة التضخم تراجعت من (46%) إلى (43%). لا اعتقد ان وزير المالية يتحدث عن السودان واعتقد ان البلاد التي يتكلم عنها هي بلاد اخرى إلا اذا كنت انا لا أعيش في السودان واشتري كل يوم السلعة بسعر غير الذي اشتري به بالأمس! اما حديثه عن ان نسبة التضخم تراجعت من (46%) إلى (43%) فنسأله هل نسبة الثلاثة بالمائة تعني انه لا يوجد غلاء معيشة؟ وإذا انخفضت هذه النسبة بمقدار عشرين بالمائة فهل يعني هذا اننا نعيش عهد ما بعد الرفاهية؟ وإذا ارتفعت بمقدار عشرة بالمائة فهل هذا يعني اننا نعيش عهد ما دون الغلاء؟ كان يجب ان يوضح لنا الاخ وزير المالية "علي محمود اكثر وان يحدثنا عن السلع التي ارتكز عليها وهو يتحدث عن نسبة التضخم والفترة الزمنية وهل الاسباب عارضة ام حقيقة؟ فنحن نفهم قليلاً في الاقتصاد بالدرجة التي نفهم بها كيف تقاس نسبة التضخم! وبعد ذلك وجد اخرون الفرصة مواتية والمنبر مريحاً ومنه وزارة المالية وشؤون المستهلك ولاية الخرطوم التي نفت وجود شح في الدقيق بالولاية مؤكدة وجود مخزون من القمح يكفي حاجة المواطنين بالولاية. وجاء دور الاخ دكتور عادل عبد العزيز مدير عام الاقتصاد بالوزارة ليقول إن الولاية تمتلك مخزوناً من القمح يكفي الولاية واستهلاك مواطني الخرطوم، كاشفاً عن تقارير يومية عن الاستهلاك وحصص المخابز الموجودة بالولاية، وزاد قائلاً لا يوجد شح في الدقيق اطلاقاً ووزارة المالية تنفي هذه الإشاعات. ثم جاء دور الأستاذ عبد الرؤوف مصطفى الأمين العام لغرفة الدقيق ومشتقاتها ومن جانبه أكد عدم وجود أي نقص بالدقيق بالولاية وقال إن عمليات التوزيع اليومية تتم بالمعدلات المعتادة. اذا كان الامر هكذا فمن اين جاءت هذه الصحيفة بان هناك شح في دقيق الخبز؟ فقد جاء بالصحيفة المعنية كشفت جولة في عدد من المطاحن،عشية شح في دقيق الخبز في معظم المطاحن بولاية الخرطوم، الأمر الذي قد يتسبب بحسب أصحاب المطاحن في انعدام الخبز في الولاية حال عدم تدخل السلطات وحل المشكلة... وعزت مصادر السبب الرئيسي وراء انعدام الدقيق يعود لانعدام القمح وشح الوارد منه، حيث تعتمد المطاحن الحديثة العاملة في السودان والتي بدورها توزع للمخابز التي تعتمد على القمح المستورد باعتباره عالي الجودة، وأشارت المصادر إلى تدنّي إنتاج القمح المحلي في السودان وتدني النوعية المنتجة منه والتي تصلح فقط للمطاحن البلدية. ونحن ومن واقع تجاربنا وهو ما ذكرناه سابقاً نقول فعلاً ان الخبز الذي نشتريه يصنع من نوعية متدنية. والله من وراء القصد د. عبداللطيف محمد سعيد [email protected]