الجوال ... عالم جميل ، من إختياري ...بفضل الله تعالى ثم بفضل علماء الفيزياء دخلنا عالم الجوال ( الهاتف المحمول ) .. حيث كان هذا الهاتف مقتصرا فقط على الأغنياء ... أي أصحاب الدخل غير المحدود ... فقد كنا في الماضي عندما نريد الإتصال على إخواننا في دول المهجر نعتب شديد ، فنصحى من الصباح الباكر ، ونتوجه إلى مركز الإتصالات الدولي بود مدني عاصمة الولاية والوسطى آنذاك ، قبل تقسيم الولايات الحالي ... وهذا المركز هو الوحيد والحكومي ...فلا توجد مراكز أهلية وقتئذ ...ولما كان إنتظارا كثيرا لأجل مكالمة هاتفية لا تتجاوز ال 5 دقائق ، طالبنا إخواننا في دول المهجر ان يتصلوا علينا هم على أرقام معلومة أيضا موجودة في ود مدني ... فقد تواصل معنا التعب للجلوس أمام سماعة الهاتف الثابت في أحد مكاتب معارفنا ثم في مكتب مدير الشركة التي كنت أعمل فيها ... وقد كنا ننتظر طويلا وكان معي والد زوجتي ( يرحمه الله تعالى) فقد كان كثير الإهتمام بهذه المكالمات ... وكان صبورا جدا .. حتى إني كنت أشفق عليه عندما تتأخر المكالمة الخارجية .. والآن ولله الحمد والمنة ...أصبح الهاتف المحمول عند كل رجل وامرأة ... وشاب وشيب .. وكهل وطفل ... وغني وفقير ... ووزير وخفير ... ومتعلم وغير متعلم ...فهو نعمة ونقمة ... وذلك على حسب الإستعمال أو الإستخدام ...فمن الناس من يستخدمه لضرورات حياته ...ويزوده ببعض البرامج التي تتجاوز حد الإتصال أو إرسال الرسائل .. مثل الآذان ..وقاموس الترجمة ( عربي إنجيلزي - وإنجليزي عربي ) ولغات أخرى .. وبرنامج تسجيل البرامج والمكالمات ... وأذكار الصباح والمساء المقروءة والمسموعة ...والكتب الفقهية وكتب الأحاديث والتفسير ... وغيرها من البرامج الشيقة ، والتي يهتدي بها أحدنا في هذه الحياة الدنيا لنيل الرضوان والغفران من رب العالمين ، ودخول جنات الرضوان ...وآخرين من الناس ﻻ يستخدمون الهواتف المحمولة إلا لإفسادهم ... وإفساد الآخرين ، وذلك ما يزودون أجهزتهم ببرامج فاسدة ... ونغمات موسيقية مزعجة ...ﻻ يراعون حتى حرمة المساجد ... بل وصل بعضهم إلى تضمين صور وفيديوهات وأصوات فاضحة وخليعة في هواتفهم ... ألم أقل إن الجوال نعمة ونقمة في آن معا !!!!! فالإستخدم هو الذي يحدد مآل صاحب الهاتف المحمول ... والآن تطورت الأجهزة أكثر من ذي قبل ... وتعددت أغراضها .. فجاء الجيل الثالث ، والجيل الرابع بكل ما هو مفيد ورائع ... ويا ريت جميعنا يسخر هذه التقنيات في مصلحة الإسلام والمسلمين عبر حوارات الفيس وتويتر وغيرهما ...فبمشاركة قصيرة عبر برامج التواصل الإجتماعي يمكن إنقاذ أمة من الضلالة إلى الهدى ... ومن الخسارة إلى الفوز ... ومن التفرق والإنقسام إلى الوحدة والإعتصام ...فالشكر لله من قبل ومن بعد أن سخر لنا هذه التقنية ... ثم الشكر لعلمائنا في كل المجالات الذين سهلوا هذه التقنيات وأصبحت أيسر وأسهل من ذي قبل ... وقبول إن شاء الله .. [email protected]